استولت قوات المعارضة السورية على عشرات البلدات والقرى في شمال غرب سوريا بعد إطلاق هجوم جديد في محافظة حلب أمس، في أول أعمال عدائية واسعة النطاق تحدث منذ أربع سنوات ضد قوات نظام الأسد.
في عملية أطلق عليها "ردع العدوان"، سيطرت قوات المتمردين السوريين الليلة الماضية على عشرات البلدات والقرى الرئيسة على بعد كيلومترات فقط من مدينة حلب الرئيسة، بهدف القتال لتوسيع مناطق سوريا حيث يمكن للنازحين العودة "بكرامة وأمان".
ينتمي المقاتلون المتمردون إلى حد كبير إلى جماعة هيئة تحرير الشام وغرفة عمليات الفتح المبين التي تغطي عددًا من الجماعات المتمردة الأخرى. ووفقًا للتقارير، فقد كانوا يستعدون للعملية طوال العام الماضي، بهدف مفاجأة قوات نظام بشار الأسد والمليشيات المتحالفة معها في المنطقة.
لكن الأمر تفاقم أيضًا بسبب الاستفزازات الأخيرة التي قامت بها قوات النظام، حيث نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصطفى بكور، المتحدث باسم جماعة جيش العزة المتمردة، قوله إن العملية تأتي ردًا على هجمات قوات النظام السوري على المناطق والمواقع المدنية في شمال غرب سوريا على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وفي أعقاب الهجمات المفاجئة والتقدم الذي أحرزته الجماعات المتمردة أمس، ردت قوات النظام والمليشيات التابعة لها الموالية لإيران بقصف مدفعي وصاروخي على الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في إدلب وغرب محافظة حلب.
ومنذ بدء العملية، أعربت قوات الأمن التركية أيضًا عن رأيها الخاص بشأن الوضع، حيث قال مصدر أمني تركي كبير لموقع ميدل إيست آي إن الجماعات المتمردة السورية شنت "هجومًا محدودًا" تجاه حلب لوقف هجمات النظام من خلال "استهداف المناطق التي نشأت منها الهجمات".
وزعم المصدر أن "ما كان مخططًا له في البداية كعملية محدودة توسع مع بدء قوات النظام في الفرار من مواقعها"، وأن تركيا حاولت منع الهجوم من أجل تجنب المزيد من تصعيد التوترات في المنطقة وسط العدوان الصهيوني الحالي في غزة ولبنان.
ووفقًا لذلك المصدر، فإن الهدف الرئيس الآخر للعملية التي شنها المتمردون السوريون هو استعادة حدود "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، والتي اتفقت عليها تركيا وروسيا وإيران في البداية في أعقاب الأعمال العدائية السابقة.