اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ”الخيانة”، لإطالته أمد الحرب على قطاع غزة دون موعد محدد لنهايتها، مطالبًا بطرده من الحكومة.

وتحت عنوان “أنا أتهم نتنياهو بالخيانة”، كتب أولمرت مقالًا بصحيفة “هآرتس” العبرية، قال فيه: “إنني أتهم نتنياهو باتخاذ إجراءات متعمدة لإطالة أمد الحرب بين إسرائيل ومنظمات القتل الفلسطينية”.

وأضاف أن “الرغبة في إطالة أمد القتال دون تحديد موعد نهائي، هي السبب وراء عدم وضع أهداف محددة للقوات المقاتلة”.

كما اتهم نتنياهو “بقصد توسيع الحرب والبدء بمواجهة عسكرية مباشرة وشاملة مع “حزب الله” في الشمال، بدلًا من التوصل، إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية، من شأنه أن يضع حدًا للصراع العنيف الحالي”.

وبشأن الضفة الغربية، اتهم أولمرت رئيس وزراء إسرائيل “باتخاذ إجراءات متعمدة تهدف إلى التسبب في اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق في الضفة الغربية، مع العلم أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى توسيع جرائم الحرب ضد الفلسطينيين”.

وبالتزامن مع حربه على غزة، صعَّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية، ما خلّف 553 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 133 طفلًا، ونحو 5 آلاف و300 جريح، وفق وزارة الصحة.

وأشار أولمرت إلى أن نتنياهو “تخلى عمدًا عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس”.

ونهاية مايو، ادعى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل قدمت مقترحًا لاتفاق من 3 مراحل يشمل “تبادلًا للأسرى” بأول مرحلتين، و”إدامة وقف إطلاق النار” بالمرحلة الثانية، و”إعادة إعمار غزة” بالمرحلة الثالثة، وهو ما وافقت عليه “حماس” وتبنّاه مجلس الأمن، ورفضه نتنياهو قبل أن يدعي الاثنين التزام تل أبيب به.

 

 نتنياهو ينشر السم

أولمرت تابع في مقاله مهاجمًا نتنياهو: “هو ينشر السم والتحريض والازدراء، ومحاولة زعزعة ثقة شعب إسرائيل بالقادة الذين يقودون القوات المقاتلة في زمن الحرب”.

وأوضح أنه يعرّض “حياة الجنود للخطر وخسائر في الأرواح بشكل شبه يومي، وذلك بسبب رفضه تحديد أهداف القتال ووضع جداول زمنية لتحقيقها، أو مناقشة كيفية حكم قطاع غزة والضفة الغربية عندما تنتهي المعارك”.

وسبق أن قال مسؤولون إسرائيليون، في أكثر من مناسبة، إن الجيش يدفع “أثمانًا باهظة” في معاركه البرية داخل قطاع غزة، ويخوض “اشتباكات شرسة” مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية، وسط اتهامات لتل أبيب بالتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها من الجنود.

كما اتهم أولمرت نتنياهو “بمحاولة متعمدة لتدمير التحالف السياسي والأمني والعسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

وطالب بمثول نتنياهو أمام المحاكمة، “وكل يوم إضافي يستمر فيه هذا الرجل الملعون في تحمّل المسؤولية الاسمية عن إدارة الدولة هو يوم يشكل خطرًا ملموسًا على مستقبلها ووجودها”.

وأكد أولمرت في مقاله أن “نتنياهو يريد حربًا لا تنتهي أبدًا، مع إضعاف علاقات إسرائيل مع جيرانها ومع الولايات المتحدة، ويريد تدمير إسرائيل، لا أقل من ذلك، لقد حان الوقت لطرده”.

ومنذ أشهر، تدعو المعارضة الإسرائيلية إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما يرفضه نتنياهو، بزعم أن ذلك من شأنه “شلّ الدولة” وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة “حماس” لمدة قد تصل إلى 8 أشهر.

وتتهم المعارضة نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولا سيّما استمراره في منصبه، والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، ولا سيّما القضاء على “حماس” وإعادة الأسرى من القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، أسفرت عن نحو 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر “محكمة العدل الدولية” بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.