وثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان انتهاكات جسيمة بحقّ نزلاء في سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، واحتجاز قوات الأمن فيه أعداداً كبيرة من المعتقلين، معظمهم من الشبّان، وسط ظروف غير إنسانية. وأفادت الشبكة الحقوقية، اليوم الخميس، بأنّ المحتجزين في سجن برج العرب شمالي مصر تعرّضوا لانتهاكات بدنية ونفسية كبيرة، وعانى كثيرون من هبوط شديد في الدورة الدموية نتيجة التجويع وقلة الطعام المقدّم لهم، بالإضافة إلى وضع آخرين منهم في غرف تأديب موحشة، تعرّضوا فيها للضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء. وأدانت الشبكة المصرية كلّ الممارسات غير الإنسانية ضدّ السجناء، التي ترتكبها قوات الأمن والحرّاس وإدارة السجن المركزي في برج العرب، في غياب تام للرقابة والتفتيش من قبل الجهات المختصة، سواء النيابة العامة أو جهات الرقابة والتفتيش التابعة لمصلحة سجون مصر. وحمّلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان النائب العام المصري المستشار محمد شوقي، ورئيس مصلحة السجون لدى وزارة الداخلية اللواء طارق مرزوق، المسؤولية الكاملة عن حياة وأمن وسلامة النزلاء في سجن برج العرب وكلّ السجون وأماكن الاحتجاز المنتشرة في مصر. كذلك طالبت بتقديم الدعم الصحي والنفسي والبدني للنزلاء، ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي تُرتكَب في السجن. بدوره، وثّق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، في تقريره الشهري بشأن الانتهاكات في السجون ومقار الاحتجاز المصرية، 314 انتهاكاً في شهر مايو/ أيار 2024، من بينها ستّ وفيات ناجمة عن الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز، وتسع حالات تعذيب، و36 حالة تكدير، وأربع حالات تكدير جماعي، و21 حالة تدوير متّهمين على ذمّة قضايا جديدة. كذلك وثّق 19 حالة إهمال طبي متعمّد، و19 حالة إخفاء قسري، وظهور 171 مخفياً قسراً بعد مدد وفترات متفاوتة من الإخفاء، و29 حالة عنف من قبل أجهزة الدولة. أمّا في شهر إبريل/ نيسان 2024، فقد وثّق مركز النديم 343 انتهاكاً مختلفاً، بما في ذلك وفيتان ناجمتان عن الإهمال الطبي المتعمّد، وجريمة قتل، وثماني حالات تعذيب، و35 حالة تكدير، وعشر حالات تكدير وتعذيب جماعي، و78 حالة تدوير محبوسين على ذمّة قضايا جديدة، و15 حالة إهمال طبي متعمّد، و17 حالة إخفاء قسري، وظهور 137 مخفياً قسراً بعد فترات ومدد مختلفة من الإخفاء، و40 حالة عنف.