طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بالضغط على إسرائيل التي تصر على استكمال «مهمة القتل والإبادة»، مع تعثر محاولات التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في أعقاب تغييرات طلبتها الحركة على خطة بايدن، فيما قال مسئولون إسرائيليون، إن فرص التوصل لاتفاق بشأن غزة «باتت معدومة».

وقالت مصادر صحفية، إن التغييرات التي قدمتها حماس للوسطاء مصر وقطر، على المقترح الأخير، تتركز على وقف إطلاق النار، وسرعة الانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، ورفض أي تحفظ إسرائيلي على أي من أسماء الأسرى، الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وأضافت المصادر، أن «الحركة طالبت بأن يجري الانسحاب خارج التجمعات السكانية، بمحاذاة الحدود، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بحلول اليوم السابع من المرحلة الأولى»، ويشمل ذلك الانسحاب من شارعي الرشيد وصلاح الدين، بما في ذلك إزالة المنشآت العسكرية، التي أُقيمت في المنطقة.

وشددت «حماس»، في ردها على خطة بايدن، والذي اعتبره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يحتوي على مطالب قابلة للتنفيذ وأخرى «لا يمكن تنفيذها»، على رفض أي تحفظ إسرائيلي على أي أسير تطالب الحركة بإطلاق سراحه مقابل المحتجزين والأسرى الإسرائيليين.

وقال مسئول في الحركة لـ«الشرق»: »ندرك أن إسرائيل ترفض أن تشمل صفقة التبادل نحو 100 أسير فلسطيني محكوم بالسجن مدى الحياة، ونحن نرى أن لا معنى لأي صفقة دون هؤلاء المئة»، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت رفضت إطلاق سراحهم في صفقة (الجندي الإسرائيلي جلعاد) شاليط عام 2011.

وقالت الحركة، في بيانها، إنها تعاملت بإيجابية ومسئولية مع مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف إطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، وإبرام صفقة جدية لتبادل الأسرى، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعمد الوقوف ضد وقف الحرب.

وأشارت الحركة إلى أنها أعلنت الموافقة على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء في 6 مايو، في اليوم التالي مباشرة، بينما «كان رد نتنياهو بالهجوم على رفح، وتصعيد عدوانه في كل قطاع غزة»، لافتةً إلى أنها عبّرت بوضوح عن موقفها الإيجابي مما تضمنه خطاب بايدن نهاية مايو، بينما لم تسمع من الحكومة الإسرائيلية سوى «التأكيد على استمرار حرب الإبادة، والهجوم على مقترح بايدن».

من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن في الدوحة، الأربعاء، أن «خطة بايدن بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطابقة إلى حد كبير مع ما وافقت عليه حماس في مايو الماضي».

وأضافت حماس في بيانها: «رحبت الحركة بما تضمنه قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب التام منه، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، ورفض أي تغير ديموغرافي أو تقليص مساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة للقطاع».

وأكدت الحركة استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة بشأن تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب الشعب الفلسطيني.

وتابعت: «مقابل ذلك، لم يسمع العالم أي ترحيب أو موافقة من قبل نتنياهو وحكومته النازية على قرار مجلس الأمن، وإنما واصلوا التأكيد على رفض أي وقف دائم لإطلاق النار، في تناقض واضح مع قرار مجلس الأمن، ومبادرة الرئيس بايدن».

وقالت: «بلينكن يواصل الحديث عن موافقة إسرائيل على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، لكننا لم نسمع موافقة إسرائيلية واضحة».

وأشارت الحركة إلى سياسات الولايات المتحدة باعتبارها «تتيح لإسرائيل الفرصة لاستكمال الجريمة تحت غطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل»، مؤكدة أنها «أبدت في جميع مراحل مفاوضات وقف العدوان، الإيجابية المطلوبة للوصول إلى اتفاق شامل ومرض، يركز على مطالب الشعب الفلسطيني بوقف نهائي للعدوان، وانسحاب كامل من القطاع، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار وإبرام صفقة جدية لتبادل الأسرى».