احتج عمال بشركة طلعت مصطفى في المنطقة المركزية بمدينة (مدينتي)، للمطالبة بزيادة المرتبات لمواجهة غلاء المعيشة بعدما كشفت وقفاتهم عن تقاضي أغلبيتهم فقط 3 آلاف جنيه. رغم ما تحققه شركات طلعت مصطفى وأفرعها من ارتفاع في أسهمها في مصر حوالي 516% في عام، ما يعني اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وعدم مراعاة الأوضاع الاقتصادية للعمال في ظل هذه الأزمة.

 

واحتشد أكثر من 100 موظف بشركة الإسكندرية للإنشاءات، إحدى أكبر شركات البناء التابعة لمجموعة طلعت مصطفى، في وقفة احتجاجية، للمطالبة بزيادة الأجور ووقف موجة تسريح العمال التي حدثت في الأشهر الأخيرة.


واليوم، أجل العاملون بشركة  الإسكندرية للإنشاءات، التابعة لمجموعة طلعت مصطفى، وقفة احتجاجية كان  مقررًا لها الأحد، 3 مارس، بعدما عممت إدارة الشركة، قرارًا بمنح اليوم إجازة  لكافة العاملين بالشركة بدعوى زيارة وفد إماراتي لمقرها!


وارتفعت الأرباح المجمعة لـ"طلعت مصطفى القابضة" بنحو 44% في العام 2023 إلى 3.3 مليار جنيه بدعم من ارتفاع الإيرادات 43% إلى 28.4 مليار جنيه، ووصل في أقل تقدير إلى 8 مليار و600 مليون جنيه.

 

وقفز سهم مجموعة طلعت مصطفى المصرية؛ بنحو 103% خلال فبراير ليسجل أكبر مكاسب شهرية منذ إدراجه في نوفمبر عام 2007، بمبيعات وصلت خلالل العام الفائت 2023 إلى 142 مليار جنيه، ليصبح و أكبر ثاني ملاك الأراضي في القاهرة بعد الحكومة.


واستفاد طلعت مصطفى من تعديل قانون تملك الأراضي والذي أقره السيسي بالإسناد المباشر، لتصل مساحة الأراضي المخصصة لمشاريعه لنحو 74 مليون متر مربع.

 

وقال بعض العمال في تصريحات صحفية إن إدارة الشركة تتعمد تسريح العمال، وبقاء الرواتب منخفضة، إضافة لمنع المكافآت رغم ظروف العمل غير الآمنة.


وزاد السيسي الحد الأدنى لأجور الموظفين إلى 6 آلاف جنيه، إلا أن عمال شركة طلعت مصطفى لم تصل رواتبهم حتى إلى نصف هذا الحد، وعمال الأمن بالشركة يتقاضون رواتب ضعيفة حيث أن توظيفهم كان من خلال شركات أخرى من الباطن، كما أن وديعة الصيانة في مدينتي تصل في حدودها الدنيا لنحو 50 ألف جنيه.

 

مشروع رأس الحكمة

 

وزيارة وفد الإمارات لا يقتصر فقط على رأس الحكمة كشروع سياحي بل لإدارة 7 فنادق تاريخية مصر اشتراها طلعت مصطفى توطئة لنقلها للصندوق السيادي بأبوظبي بذراع التطوير في الشركة (ايكون).


ومشاركة طلعت مصطفى في مشروع رأس الحكمة تدر عليه بالشراكة مع حكومة السيسي على 20% من أراضي المشروع، كما انعكس المشروع على أسهم مجموعة طلعت مصطفى في البورصة التي ارتفعت بحسب موقع "الشرق" إلى 30% في وقت تنخفض فيه أغلب الأسهم.


وحققت أكبر 10 شركات عقارية مبيعات بقيمة نصف تريليون جنيه في 2023 ، وجاءت مجموعة "طلعت مصطفى" المصرية في صدارة القائمة للعام الثالث على التوالي بعد إزاحة "إعمار" الإماراتية عن الصدارة وذلك بعد أن حققت مجموعة طلعت مصطفى مبيعات تاريخية.
 

ومن جهتها، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تحوّل المستثمر المصري هشام طلعت مصطفى إلى واجهة إماراتية لشراء عقارات مصرية تملكها الدولة. يأتي ذلك في ظل تعديل قوانين الاستثمار لتسهيل عمليات الشراء ومنع الرقابة عليها.

 

وقالت الصحيفة إن هشام طلعت مصطفى الذي أدين بجريمة قتل اللبنانية سوزان تميم، عفا عنه عبد الفتاح السيسي، ليتحول إلى واحد من أكبر المستثمرين في مصر. وعلى رغم دخول أكثر من 800 مليون دولار إلى خزينة الدولة في مصر، ما زالت الأخيرة غارقة في الديون، والمواطن المصري عاجزاً عن تأمين قوت يومه.