ضمن فعاليات حملة "الحصاد المر"، التي تنظمها "مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان"، على هامش الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، التقى مدير المؤسسة، المحامي والحقوقي محمود جابر، كلا من رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، ووزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان محمد النسور.

 

وقدم "جابر" الشكر لوزيرة خارجية جمهورية جنوب أفريقيا على جهود جنوب أفريقيا بشأن القضية الفلسطينية، ورفعها قضية ضد الاحتلال الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية بسبب أعمال الإبادة الجماعية في غزة.

 

وفي حملتها "الحصاد المر" أصدرت "مؤسسة عدالة" عدة تعريفات بالانتهاكات التي ترتكب بحق السياسيين في مصر، ومنها التعذيب الممنهج والإخفاء القسري والتدوير السياسي، مشيرة إلى أن أكثر من 100 ألف سياسي تعرضوا للاعتقال التعسفي في مصر، خلال العشر سنوات الماضية، ومازال رهن الاعتقال أكثر من 60 ألف معتقل.

 

كما تعرض أكثر من 15 ألف شخص للإخفاء القسري، ما بين رجال ونساء وأطفال، و 105 محكومين بالإعدام بإجراءات محاكمة غير عادلة، و 3000 امرأة تعرضن للاعتقال التعسفي لأسباب سياسية، بقيت منهن 273 امرأة رهن الاعتقال.

 

وقالت المؤسسة: يوجد داخل السجون المصرية الآن المئات من المعتقلين رهن الحبس الاحتياطي لأكثر من عشر سنوات دون محاكمة، حيث تحول الحبس الاحتياطي من إجراء احترازي مؤقت إلى عقوبة مفتوحة لا حدود لها.

 

وحول حملة "الحصاد المر"، قالت مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان"، في حسابها على "تليجرام": إنها حملة لمناصرة المعتقلين السياسيين في مصر، بمناسبة الدورة رقم 55 لمجلس حقوق الإنسان، وبعد عشر سنوات من الانتهاكات الحقوقية والقانونية داخل السجون المصرية"؛ لأجل أن تبقى قضية المعتقلين في مصر حية داخل الكيانات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان، ولأجل إنقاذ الضحايا ومناصرتهم ومساندتهم، موضحة أن الحملة بدأت يوم الإثنين 26 فبراير وتستمر حتى1 مارس 2024.

 

وتعقد المؤسسة اجتماعا مع الفريق المعني بالاعتقال التعسفي، وكذلك الفريق المعني بالإخفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بالقتل خارج نطاق القانون تعسفًا.

 

وأجرى تليفزيون "وطن" حوارا، مساء الثلاثاء 27 فبراير 21024 مع مدير مؤسسة عدالة من أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث تحدث حول حملة "الحصاد المر" وبرنامج الحملة في الأروقة الدولية.

 

وقال "جابر" لبرنامج "أصل الحكاية" الذي يقدمه المذيع نور الدين عبدالحافظ: إن حملة "الحصاد المر" تتم بالتعاون مع منظمات حقوقية أوروبية ودولية "لتسليط أضواء على الانتهاكات القانونية والحقوقية التي تحدث في مصر منذ يوليو 2013، وهدفها أن نقول للعالم كله إن هناك انتهاكات في مصر داخل السجون والمعتقلات.. وفي كل سجون مصر هناك ضحيا ومعتقلون سياسيون نحن نمثل صوتهم؛ لتبقى هذه القضية حية ولا تغيب وسط غيرها من القضايا".

 

أضاف "أننا نريد أيضا أن نسلط الضوء على ضحايا الإخفاء القسري، وبعضهم منذ 10 سنوات، ولابد أن يكون لهم صوت داخل مجلس حقوق الإنسان والأروقة الدولية الأخرى، كذلك ضحايا التعذيب والإعدامات، حيث نطالب بوقف تنفيذ أحكام الإعدام التي يبلغ عددها 105 أحكام نهائية للسياسيين الذين نسعى لإنقاذهم".

 

وقال: "لدينا نحو 60 ألف معتقل سياسي في سجون مصر نسعى لإخراجهم أو تحسين أوضاعهم، ولدينا نحو 276 امرأة داخل السجون المصرية ندافع عن حقوقهن، كما ندافع عن الأطفال المعتقلين وكافة الضحايا في السجون المصرية".

 

وعن أبرز التحديات التي تواجه عمل المنظمات الحقوقية، أوضح جابر أنه يأتي في مقدمتها التحديات السياسية المتعلقة بالمصالح بين الدول، حيث تكون حقوق الإنسان ضحية المواءمات السياسية والمصالح الاقتصادية الآنية، وقال: "على سبيل المثال نحن نواجه تحديا كبيرا جدا أمام القضاء الفرنسي، فقد رفعنا 3 قضايا لضحايا تعذيب بشكل موثق، إلا أن القضاء الفرنسي يتعلل بوجود حصانة لعبدالفتاح السيسي ومن شاركوا في تعذيب كثير من المواطنين، في حين أن القضاء نفسه أصدر حكما بتوقيف بشار الأسد قبل أسابيع قليلة، فالميزان مختل دوليا، لذلك نحن هنا في مجلس حقوق الإنسان من أجل أن نوثق ونرصد الجرائم والانتهاكات لكي نعرضها على المسئولين وتكون جاهزة حينما تتغير المعادلات السياسية، وحتى تكون هناك محاسبات ومحاكمات لأجل ألا يفلت من ارتكب جريمة من العقاب".