أتت المقاطعة الاقتصادية، لمنتجات الشركات المؤيدة للكيان الصهيوني ثمارها، وتسببت في خسائر فادحة ليس فقط لتك الشركات، إنما على الاقتصاد الإسرائيلي نفسه، الذى يتدهور أيضًا من مقاطعة منتجاته أكثر من تدهوره بفعل الحرب نفسها.

فطبقا لتصريحات وزير مالية الكيان الإسرائيلى، هناك نحو 300 مجموعة اقتصادية إسرائيلية تواجه أزمة اقتصادية حادة، كما أن هناك تخوفات من أن تتجاوز المقاطعة إيجاد منتجات بديلة عن منتجاتهم والاستغناء عما يصدرونه إلى الأبد، وفقًا لصحيفة "الأهرام".

وقد تكبدت شركات عالمية متخصصة في مجالات الأغذية، والماركات العالمية من الأجهزة الكهربائية والملابس، والمشروبات الغازية والمنظفات والمساحيق ومنتجات الشعر، خسائر فادحة، وهى شركات تقدم دعمًا مباشرًا وغير مباشر لإسرائيل في حروبها على قطاع غزة.

هذا الدعم أثار غضب الشعوب العربية والإسلامية، ومع استمرار الحرب وتصاعدها، وصمت المجتمع الدولي تتزايد حملات المقاطعة لمنتجات هذه الشركات.

ويبدو أنه نتيجة للمقاطعة، تأثرت مبيعات بعض الشركات العالمية، خاصة تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما انعكس على ميزانياتها العمومية.

 

ماكدونالدز

ومن بين هذه الشركات المتأثرة شركة ماكدونالدز الأمريكية للوجبات السريعة، إذ جاءت إيرادات سلسلة المطاعم أقل من توقعات السوق، في وقت أثرت المقاطعة على المبيعات في الربع الأخير 2023.

وارتفعت إيرادات ماكدونالدز بنسبة 8 بالمئة في هذه الفترة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، لتصل إلى 6.41 مليار دولار، لكن التوقعات كانت أن تبلغ إيرادات الشركة 6.45 مليار دولار، وفقًا لـ"الأناضول".

وفي بيان الشركة بشأن الميزانية العمومية، لوحظ أن المبيعات في قسم "الأسواق المرخصة للتنمية الدولية"، الذي يضم معظم أعمال ماكدونالدز في الشرق الأوسط، ارتفعت بنسبة 0.7 بالمئة فقط في الربع الأخير من العام الماضي.

وكان الهدف زيادة المبيعات في هذا القسم من الشركة، والذي يغطي الشرق الأوسط والهند والصين، بنسبة 5.5 بالمئة بين ديسمبر ويناير، حيث يمثل الشرق الأوسط 2 بالمئة من مبيعات ماكدونالدز العالمية.

ونمت مبيعات ماكدونالدز في جميع أنحاء العالم بنسبة 3.4 بالمئة فقط في الربع الأخير، وكان هذا المعدل هو 8.8 في المائة في الربع الثالث من العام الماضي.

الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كيمبزينسكي، صرح في اجتماع المحللين أن مبيعات الشركة قلت في الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل الشرق الأوسط وماليزيا وإندونيسيا، كما شوهد تأثير مماثل في فرنسا، حيث يوجد أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا.

ولا تتوقع الشركة انتعاش المبيعات في الشرق الأوسط إلا بعد انتهاء الحرب في غزة.

وإلى جانب بيانها الداعم لإسرائيل، أثار إعلان شركة ماكدونالدز الإسرائيلية أنها ستوزع وجبات مجانية على الجنود الإسرائيليين ردود فعل كبيرة.

كما أدلت شركات ماكدونالدز في مختلف دول العالم بتصريحات مفادها أن الوجبات المجانية التي توزع على الجنود الإسرائيليين كانت من قبل ماكدونالدز إسرائيل فقط.

وأعلنت شركة ماكدونالدز تركيا أنها "ستقدم مليون دولار من المساعدات الإنسانية لدعم أهالي غزة من ضحايا الحرب، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن".

 

ستاربكس

صرح لاكسمان ناراسيمهان، الرئيس التنفيذي لسلسلة المقاهي الأمريكية ستاربكس، في مؤتمر المستثمرين عبر التلكونفرانس والذي عقده بعد إعلان الميزانية العمومية الأسبوع الماضي، أنهم رأوا تأثيرًا كبيرًا على متاجرهم في الشرق الأوسط بسبب الحرب في غزة.

كما ضعفت مبيعات الشركة وحركة المرور في مقاهيها في الولايات المتحدة بسبب المقاطعة.

وفي ميزانيتها العمومية التي أعلنتها الأسبوع الماضي، ذكرت ستاربكس أن إيراداتها زادت بنسبة 8 بالمئة لتصل إلى 9.4 مليارات دولار في الربع الأخير للعام الماضي.

ومقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وعلى الرغم من الزيادة المسجلة في الفترة المذكورة، ظلت إيرادات ستاربكس أقل من توقعات السوق البالغة 9.59 مليارات دولار.

وبعد المقاطعة، عدلت ستاربكس أهداف نمو مبيعاتها السنوية بخفضها إلى 4-6 بالمئة.

 

دومينوز بيتزا

كما أخذت سلسلة مطاعم البيتزا الأمريكية دومينوز مكانها ضمن إحدى الشركات التي تمت مقاطعتها، بعد انتشار صور لها وهي توزع وجبات مجانية على الجنود الإسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبينما ظهر تأثير المقاطعة بشكل خاص على مبيعات الشركة في آسيا، فقد انخفضت مبيعات المتاجر في المنطقة بنسبة 8.9 بالمئة في النصف الثاني من العام الماضي، وكان رد فعل الجمهور الماليزي فعالًا في هذا الانخفاض.

وقال المدير العام لشركة دومينوز بيتزا إنتربرايزز، دونالد جيفري ميج، في مؤتمر تحليلي عبر التلكونفرانس عقد في 6 من فبراير الجاري: "من المعروف أن العلامات التجارية الأمريكية في آسيا، وخاصة في ماليزيا، تتأثر بما يحدث في الشرق الأوسط الآن".

 

"كنتاكي" و"بيتزا هت" و"تاكو بيل"

شركة "يوم Yum" التي تمتلك مطاعم "كنتاكي" و"بيتزا هت" و"تاكو بيل"، كانت إيراداتها أقل من توقعات السوق في الربع الأخير من العام الماضي، وذلك بسبب تأثير المقاطعة، كما انخفضت مبيعات "كنتاكي" و"بيتزا هت" في الشرق الأوسط.

الشركة وبحسب بيان بشأن الميزانية العمومية للربع الأخير 2023، أظهرت ارتفاع إيرادات الشركة بنسبة 1 بالمئة على أساس سنوي في الفترة المذكورة، لتصل إلى 2.04 مليار دولار، لكنها ظلت أقل من توقعات السوق البالغة 2.1 مليار دولار.

وانخفضت مبيعات كنتاكي وبيتزا هت، المعروفين باسم سلسلة مطاعم "KFC"في الشرق الأوسط، خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وخلال هذه الفترة، انخفضت مبيعات كنتاكي في الشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا بنسبة 5 بالمئة، كما انخفضت مبيعات بيتزا هت في الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 3 بالمئة.

وصرح الرئيس التنفيذي للشركة ديفيد غيبس ​​في مؤتمر عبر الفيديو عقد بعد الإعلان عن الميزانية العامة للشركة أن المبيعات في هذا الربع تأثرت بالصراعات في الشرق الأوسط.

وفي حين أن هناك العديد من الشركات العالمية التي تتم مقاطعتها، فإن عملية الكشف عن الميزانيات العامة لهذه الشركات لا تزال مستمرة.

جدير بالذكر، أنه وفقًا لتقرير أعدته مؤسسة “راند كوربوريشن”، الأمريكية عام 2015، تسببت المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في 2014 في أعقاب شن إسرائيل حملتها العسكرية “الجرف الصامد” التي أطلقتها على قطاع غزة، في خسارة كبيرة قدرت بنحو 15 مليار دولار، مما أدى وقتها إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4%، ومن المرجح أن تتسبب المقاطعة الحالية، التي تعد أكثر انتشارًا من حملات المقاطعات السابقة، في أضرار اقتصادية أكبر بكثير لإسرائيل.

وارتفعت الثلاثاء، حصيلة الحرب على قطاع غزة التي تُحاكم إسرائيل إثرها بتهمة الإبادة الجماعية، لتبلغ "28 ألفًا و473 شهيدًا"، و68 ألفًا و146 مصابًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت الوزارة أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

يأتي ذلك بينما دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس متسببة في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة، ما أدى إلى محاكمة تل أبيب بتهمة "جرائم إبادة" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى منذ تأسيسها.