حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم السبت، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح (جنوب) آخر ملاذ للنازحين في القطاع.
وقال المكتب في بيان نشره على منصة "تليجرام": "نُحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح".
وحمل البيان "الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يُلوّح بارتكابها الاحتلال".
وأضاف: "تناولت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي نية وتهديدات جيش الاحتلال بمهاجمة واجتياح محافظة رفح (جنوب قطاع غزة) والتي تضم أكثر من مليون و400 ألف مواطن فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، مما ينذر بوقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى".
كما حذّر المكتب من أن اجتياح رفح "قد يقع في أي وقت بالتزامن مع ارتكاب الجيش الإسرائيلي آلاف المجازر في محافظات قطاع غزة على مدار حرب الإبادة الجماعية".
وطالب أيضًا "مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة".
ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما يعتزم الجيش والأجهزة الأمنية صياغة خطة لإخلاء المدينة من السكان، بحسب إعلام إسرائيلي.
"أونروا" الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح "كارثة"
ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الهجوم الإسرائيلي العسكري المحتمل على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بـ"الكارثة".
جاء ذلك في منشور للوكالة الأممية على حسابها عبر منصة "إكس".
وقال المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إن "الكثيرون من أهالي رفح، البالغ عددهم 1.4 مليون شخص، يعيشون في ملاجئ بلاستيكية مؤقتة بالشوارع".
وأضاف أن "الهجوم الإسرائيلي العسكري المحتمل على رفح وسط هؤلاء الضعفاء المكشوفين تمامًا، وصفة لكارثة".
واختتم لازاريني، حديثه بالقول إنني "لم أعد أجد الكلمات لأصف الوضع".
وفي وقت سابق السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها.
مسؤول أممي: معاناة سكان رفح لا يمكن تصورها
ومن جهته، قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن معاناة سكان مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لا يمكن تصورها.
وأضاف غريفيث، في رسالة نشرها مساء الجمعة على حسابه عبر منصة "إكس" أن "أكثر من مليون نسمة من سكان مدينة رفح ليس لديهم مكان يذهبون إليه"، مؤكدًا أن "معاناة سكان رفح لا يمكن تصورها".
3 خيارات إسرائيلية لإجلاء الفلسطينيين من رفح
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، فقد طلب نتنياهو من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عمليتين منفصلتين، لأن الوضع في رفح يختلف عن باقي المناطق الفلسطينية.
وتحدث رئيس الأركان عن عملية الإجلاء التي ستكون قسرية وليست طوعية، وقال الدويري إن الوجهة -بحسب الإسرائيليين- ستكون عبر 3 خيارات، وفقًا لـ"الجزيرة":
الخيار الأول أن يتم إجلاء الفلسطينيين إلى الشمال التي يطالب الاحتلال بأن يكون منطقة عازلة.
والخيار الثاني أن يتم إجلاؤهم إلى منطقة المواصي الممتدة في غرب خان يونس وأطراف رفح.
أما الخيار الثالث فيتمثل في ترحيلهم إلى سيناء المصرية، "ولكن، ألا تملك مصر السيادة على أرضها؟"، تساءل الدويري.
ويرغب الإسرائيليون -وفق الدويري- في تهجير الفلسطينيين من رفح إلى سيناء، وإذا فشلوا في ذلك سيحاولون السيطرة على ممر فيلادلفيا، لكن الخبير العسكري أوضح أن الموقف الإسرائيلي لا يزال ضبابيًا حول الخطوة القادمة، خاصة في ظل وجود خلافات بين نتنياهو ورئيس الأركان حول آلية التنفيذ.
كما رجح الدويري أن يكون التلويح والتهديد الإسرائيلي مجرد ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس لتقديم تنازلات.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من إجلاء واسع النطاق للمدنيين من المدينة وضواحيها. وقبل ذلك أعلن مكتب رئيس الوزراء -أمس الجمعة- أنه طلب من الجيش وضع خطة "لإجلاء السكان وتدمير 4 كتائب تابعة لحركة حماس" قال إنها منتشرة في رفح.
ومحافظة رفح جنوبي قطاع غزة تعد آخر ملاذ للنازحين بعد طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة اللجوء إليها، خلال عملياته شمالي القطاع المستمرة حتى اليوم.
وأفادت وزارة الصحة بغزة، في بيان، اليوم السبت، بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفًا و64 شهيدًا، و67 ألفًا و611 مصابًا منذ السابع من أكتوبر".
يأتي ذلك بينما تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس، ومعظم ضحاياها من الأطفال والنساء، وفق السلطات الفلسطينية، كما تسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.