في وقت كانت تتعل فيه القاهرة بإجراءات وتعنت الكيان الصيوني من أجل فتح معبر رفح، فحكم محكمة العدل الدولية فرصة لها لو تريد أن تجبر الكيان الصهيوني بإدخال كافة المساعدات وبكثافة، وكذلك السماح للقوافل بالدخول لقطاع غزة، بحسب محمود جمال الباحث في الشأن العسكري بالمركز المصري للدراسات في إسطنبول.

تناولت صحيفة "هآرتس" الصهيونية تقريرا عن الرشوة التي يقدمها نازحو غزة من خلال معبر رفح فقالت إن "سكان غزة الموت يحيط بهم من كل جانب،على بعد 50 مترا سيكونوا آمنين لكن ينقصهم 10000 دولار".

وأضافت أنه "في معبر رفح تزدهر صناعة الرشوة على حساب أهل غزة النازحين الباحثين عن مخرج من الموت الكامن في القطاع" مشيرة إلى آنه "مقابل مبلغ لا يستطيع معظمهم دفعه، هناك من يعدهم بمساعدتهم على عبور الحدود إلى مكان آمن.  مصر تنفي لكن بحسب باحث مصري: "كبار المسؤولين في القاهرة متورطون في ذلك".".

وسبق أن نفذت حصيفة "لوموند" الفرنسية و"الجارديان" البريطاني ومنصة توثيق "صحيح مصر" علاقة ابراهيم العرجاني وشركة "هلا" التي هذ ذات صلة به  في ملف الرشوة على معبر رفح وسبق أن أفصحت تقارير عن عمق العلاقة التي تربط بينه وبين عبدالفتاح السيسي ونجله محمود السيسي، ضابط المخابرات.

وقبل أيام أعلن عن تولي إبراهيم العرجاني زعيم فاجنر مصر أو "اتحاد قبائل سيناء" بترميم جديد بمنطقة السياج الحدودي الفاصل عند محور فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة المحاصر بحسب من نقلت منظمة سيناء لحقوق الإنسان.

وفي 4 يناير الجاري، طالت اتهامات مسئولين في الجيش المصري وشركات أمنية متعاقدة إدارة معبر رفح الحدودي مع فلسطين، تلك الشركات أو الميلشيات يديرها إبراهيم العرجاني، عندما تم وضع أسماء الجرحى من أهل غزة على قائمة العبور في معبر رفح الحدودي، مع تلقي رشاوى تصل إلى 5 آلاف دولار لقاء الشخص الواحد ارتفعت حاليا إلى 10 آلاف.


وشركات العرجاني تملك الآن حقا حصريا للعمل في معبر رفح البرّي، سواء المتعلق بسفر المواطنين أو إدخال الشاحنات التجارية وشاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.


ومع بداية الحرب رافق إبراهيم العرجاني رئيس حكومة السيسي مصطفي مدبولي إلى معبر رفح البرّي للاطلاع على عمليات إدخال المساعدات الإنسانية.


وفي تفاصيل عمليات الابتزاز والرشوة، كشف أحد المسافرين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى القاهرة أخيراً، أنه اضطر إلى دفع مبلغ يتجاوز 40 ألف دولار لأحد الأشخاص المقربين من رجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني، صاحب شركة "هلا" للاستشارات السياحية والسفر، من أجل تسهيل سفر عائلته. 


وأشار إلى أن غالبية المسافرين الذين كانوا برفقته يوم مغادرة قطاع غزة بعد نشر كشوفات التنسيقات المصرية، كانوا قد دفعوا مبالغ مالية تراوحت بين 7 إلى 10 آلاف دولار من أجل مغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة.

وبحسب "العربي الجديد"، تم إيقاف مسار إدخال الشاحنات التجارية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البرّي بعد الكشف عن قيام شركة "أبناء سيناء"، باستبدال شاحنات المساعدات الإنسانية بشاحنات تجارية ولطالما اشتكى الفلسطينيون من الابتزاز المالي للسفر عبر معبر رفح الذي جرت قوننته عبر تأسيس شركة "أبناء سيناء" للسفر، لمالكها إبراهيم العرجاني بالتنسيق مع المخابرات المصرية، المختصة بمعبر رفح ولها فروع داخل قطاع غزة والقاهرة، فيما كانت تجبر المسافرين الفلسطينيين على دفع مبالغ مالية في الأيام العادية طيلة السنوات الماضية إلا أن المبالغ المالية زادت مع بداية الحرب.


ونقلا عن "صحيح مصر" اتصلت فلسطينية تدعى "رشا" بالوكالة المصرية الأكثر شهرة، "هلا للسياحة" وهي اختصار لشركة هلا للاستشارات والخدمات السياحية، إذ قال أحد الوكلاء إنها ستحتاج إلى دفع ما مجموعه 40 ألف دولار لزوجها الفلسطيني وأطفالها الثلاثة للحصول على "تنسيق مصري". وتقول لصحيح مصر: "لا يمكننا بأي حال من الأحوال تحمل هذا المبلغ". مشيرة إلى أن "هلا للسياحة" لم ترد على طلبات الصحفيين المتكررة للحصول على تعليق.


وأضافت أن وكالات السفر ومنها هلال تروج لبعض هذه العروض عبر الإنترنت وعلنا أو عبر مشاركتها في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي المغلقة والمتاحة.


ونقلت المنصة عن أحمد بن شمسي، مدير الاتصالات الإقليمي في هيومن رايتس ووتش، لـ OCCRP قوله: "في عام 2022، جمعنا بالفعل شهادات حول ضباط مصريين يبتزون الفلسطينيين للسماح لهم بالخروج من رفح". وأضاف إن التقارير الجديدة عن "ارتفاع معدلات الرشوة لأولئك اليائسين للمغادرة هو أمر محبط"، منددًا بالقصف الإسرائيلي المستمر و"الحراسة الجشعة" لمصر في الحدود، بحسب وصفه.


بالمقابل أوعز السيسي لنفي أي ممارسات رشوة أو ابتزاز في بيان نشر في 10 يناير، إذ رفض ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، "المزاعم التي لا أساس لها من الصحة" بحسب وصفه، بـ"فرض رسوم إضافية على الفلسطينيين عند معبر رفح".


ومنذ عام 2019، دخلت على خط المرور عبر المعبر شركات مثل "هلا" للسياحة ووكالات تابعة. تقدم خدمة VIP تتضمن خدمة استصدار إذن العبور "التنسيق" وتسهيل الخروج من معبر رفح نحو الأراضي المصرية بسرعة وراحة، خلال 48 ساعة، وذلك مقابل 1,200 دولار وقتئذ، في رحلة "مضمونة المرور" وخالية من المتاعب من غزة إلى القاهرة.


ورجل الأعمال البارز إبراهيم العرجاني مالك الشركة، أحد قيادات قبيلة الترابين في سيناء، ولديه شراكات تجارية أخرى مع الدولة المصرية ومؤسساتها، و"هلا ترافيل" هي واحدة من ثمان شركات تعمل تحت مجموعة "العرجاني" التابعة له، ورفضت شركة "هلا" ومجموعة العرجاني الرد على أسئلة صحفيين صحيح مصر وOCCRP.