ينشر الإعلام العبري بشكل متواتر أنباء عن محاولة "إسرائيل" بالتعاون مع بريطانيا في الأيام القليلة المقبلة لإجلاء الفلسطينيين طوعيا، كما يدعو  بالبواخر والسفن الحربية من قطاع غزة إلى دول أوروبية وكندا وأن تل أبيب أوكلت لهذا الدور توني بلير، صاحب أدوار مماثلة في العالم العربي من الخليج إلى الأراضي المحتلة للإشراف على عملية تهجير أهل غزة.


السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط علق على أنباء تولي توني بلير فريق إجلاء سكان غزة قائلًا: "بحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بالعديد من المسؤولين الإسرائيليين بما فيهم نتنياهو وأنه سيتولى دورًا يساعد إسرائيل في تنفيذ عمليات الطرد الجماعي والتطهير العرقي للفلسطينيين من وطنهم تحت ستار "الهجرة الطوعية".


ودعا زملط "حكومة المملكة المتحدة إلى ضمان عدم مشاركة أي شخصية بريطانية بأي شكل من الأشكال في جرائم إسرائيل المستمرة ضد الإنسانية ونؤكد بأن كل شخص يشارك في هذه الأعمال غير الأخلاقية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني سيتحمل التبعات والعواقب القانونية لذلك".

 

وفي نوفمبر الماضي، سرت أنباء عن مشروع قرار من الكونجرس الأمريكي، يتم التجهيز له يربط المساعدات، بقبول ٢ مليون لاجيء طوعي من غزة برعاية ابن اليهودية "بن غفير" مع تهجير طوعي للفلسطينيين من غزة.


ويعود الامريكان والأوربيين إلى استعادة نغمة رفضهم التهجير! وآخرهم بيربوك التي قالت إن موقف ألمانيا هو: "ينبغي ألا يكون هناك احتلال لقطاع غزة أو عمليات تهجير أو تقليص لحجم الأراضي".!

 

أما السعودية فأدانت تصريحات الوزيرين بن غفير وسموترتش: "نعارض التصريحات المتطرفة التي تدعو إلى تهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات".


حتى أن "الرئاسة" الفلسطينيه : يبدو أن توني بلير يستكمل إعلان "بلفور" الذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني وإشعال عشرات الحروب في المنطقة وسنطلب من بريطانيا بعدم السماح بهذا العبث من اجل تهجير الفلسطينيين من غزة.

 

حتى في غياب الموقف الانقلابي في مصر إلى أن اللجان تشيع أن حكومة السيسي "تتصدى" لمشروع تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم منعا لتصفية القضية وأنها لذلك أقامت معسكر إغاثة على مساحة 100 فدان في خان يونس، معسكر الإغاثة المصري يشمل إقامة 1050 خيمة وبإعاشة كاملة!

 

موقف حماس

 

وقبل ساعات، أكّد القيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) أسامة حمدان، خلال مؤتمر عقدته حركة حماس في بيروت، إلى حديث قادة الاحتلال المتكررعن ما يسمى “الهجرة الطوعية لسكّان غزة”، مؤكدًا أنّ هذا ليس إلا تعبير عن أوهام وأحلام لن تتحقق، وأنّ هؤلاء المستوطنين هم من سيغادرون وطننا إلى أوطانهم التي جاؤوا منها وإلى الأبد.


وأضاف "نخصّ المدعو سموتريش تحديداً، هذا المستوطن النازي، صاحب هذه الفكرة ومروّجها، بأنه سيعود قريباً إلى أرض أجداده في أوكرانيا.


وشدّد حمدان على “أنَّ قطاع غزَّة لن يكون إلاّ فلسطينياً خالصاً، وشعبه هو من يقرّر حاضره ومستقبله، الذي أكّد أنّه لن يكون إلا جزءاً أصيلاً من دولة فلسطين المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس".

 

ودعا حمدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والإتحاد الأفريقي إلى دعم وتأييد موقف جنوب أفريقيا، والبناء عليه، لمزيد من رفع دعاوى في المحاكم الدولية، تقاضي هذا الكيان الفاشي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.


واقع أليم

 

المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh تحدث عما أسماه "واقع أليم" وعن "توني بلير" في معركة غزة لافتا إلى تحليل في "يديعوت"، ومصدر (توماس فريدمان) المحبّب لفهم واقع "الكيان"، أعني "ناحوم برنياع"، يصف الواقع الراهن، ويكشف عن المهمّة التي تمّ تجنيد توني بلير لتنفيذها وأنه في مقدّمة تحليله قال: "(معا ننتصر).. يقول الشعار الذي احتل خلال الحرب كل شاشة، كل لوحة الكترونية في دولة إسرائيل. يا ليت. يخيّل لي أن من المهم تذكير أنفسنا أن هذا ليس وصفا واعيا للواقع، بل أمنية. في الواقع نحن نقف أمام قرارات صعبة وسيناريوهات إنهاء إليمة".


وأضاف الزعاترة أنه كشف قصة توني بلير. فقال: "المرحلة الحالية كفيلة بأن تستمر 3 أشهر، و9 أشهر أخرى للمرحلة التالية. خلال هذه الفترة ستُبذل جهود لإقامة قوة متعددة الجنسيات تتسلم الحكم في القطاع. تمّ تجنيد توني بلير لتشكيل القوة، وضُمّ إليه رئيس أركان الجيش البريطاني السابق، الجنرال نيك كارتر".

 

وعلق الزعاترة قائلا: "توني بلير تمّ تجنيده من قبل الاحتلال بعد عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية، ربيع العام 2002، والتي اجتاح فيها جيش الاحتلال المناطق التي خرج منها ضمن اتفاق "أوسلو". وحين انتهت العملية بترسيم الوضع الجديد؛ باغتيال ياسر عرفات، وتنصيب محمود عباس، قام بهو (بلير) بتصميم السلطة بوضعها الجديد، سياسيا واقتصاديا، فيما تكفّل الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" بتصميم الجانب الأمني.

 

وأضاف "هم يأملون أن يكرّروا مشهد "الاحتلال الفاخر" في قطاع غزة، كما هو في الضفة الغربية مع عباس، لكن بينهم وبين ذلك خرط القتاد وبسالة الأبطال. كما أن المشهد لم يعد هو ذاته، فالفلسطينيون عرفوا طريقهم، ولن يجرّبوا المجرّب من جديد.".


يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير هو من المقربين لمحمد بن زايد رئيس الإمارات وهو من "اعتذر" للشعب العراقى عن غزو العراق وقال "إنه كان خطأ كبيرا" بعد أن قتل وبوش الابن أكثر من مليون عراقى وسرقت جيوشهم أموال وذهب البنك المركزى العراقى.