في الوقت الذي أكد فيه عملاق الشحن البحري شركة "ميرسك" الدانماركية الجمعة مغادرة قناة السويس وتحول جميع مسارات سفن الشركة إلى رأس الرجاء الصالح هربا من النزاع في البحر الأحمر وفي ظل الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن.

وتعرضت سفينة الحاويات MAERSK HANGZHOU في خليج عدن لهجوم من ٤ زوارق عليها مسلحين حوثيين فهاجمتهم طائرات من حاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور، واغرقت ٣ زوارق منهم وقتلت طاقمهم. 


وخرج الجمعة أيضا تصريح عن البنك المركزي في مصر برعاية السيسي يحاول به نفي تأثر المجري الملاحي المصري بما يحدث في المحيط الأمني القومي لها.


ونبه بيان البنك إلى ارتفاع ايرادات قناة السويس وتسجل 2.4مليار دولار خلال 3أشهر، مضيفا أن رسوم المرور في قناة السويس ارتفعت بمعدل 19.4% خلال الربع الأول من العام المالي الجاري 2023-2024 على أساس سنوي لتسجل نحو 2.4 مليار دولار وهو ما خفي وراء العنوان ليشعر المراقب أن الارتفاع كان تعبيرا عن زيادة السفن العابرة!!.

وفي وقت بيان شركة "ميرسك" صدر بيان عن شركة شحن فرنسية قال: "لم نغير خطط زيادة السفن العابرة لـ قناة السويس تدريجيا" وهو البعد عن المرور بالقناة بظل ما يحدث.


ومن جانب آخر، صدرت مواقع وصحف محلية أن قناة بنما تعاني من جفاف بسبب التغيرات المناخية وأن "قناة السويس قد تكون الرابح الأكبر" وهو العنوان الذي يراه مراقبون يوازن به المحرر بين وجود جفاف في مجرى ملاحي بعيد عن الـتأثير المباشر على قناة السويس وهو بالمناسبة الأبعد لشركات  الشحن البحري عن طريق رأس الرجاء الصالح الذي اعتمدته "ميرسك"!

تهديد جماعة "أنصار الله" الحوثيين"

واعتزم الحوثيون استهداف السفن الإسرائيلية أو المتوجهة لإسرائيل وتحويل مسار التجارة العالمية بعيدا عن البحر الأحمر وهو ما تسبب أن قناة السويس تشهد انخفاضًا في حركة المرور بنسبة 28% خلال الـ10 أيام الماضية، بجسب تأكيد شبكة بلومبرج للاخبار الامريكية.

وقالت الشركة في بيان إن "كل سفن ميرسك التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، سيتمّ تحويل مسارها الى الجنوب حول رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب"، مشيرة الى أن "كل المعلومات المتوافرة تؤكد أن الخطر الأمني (في البحر الأحمر) يبقى عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ".

وكانت ميرسك أعلنت الثلاثاء أن اسطولها لن يستأنف عبور مضيق باب المندب الاستراتيجي بعد تعليق مروره الأحد اثر هجوم الحوثيين على إحدى سفنها.

ومنذ 18 نوفمبر، تعرّضت 25 سفينة تجارية كان تبحر في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن إلى هجمات.

وقالت ميرسك متوجهةً إلى زبائنها "ندرك التأثير المحتمل لهذا القرار على عملياتكم اللوجستية، لكنّنا نؤكد لكم أنّ كل القرارات اتُّخذت بعناية وأُعطيت فيها الاولوية لسلامة سفننا والبحارة وبضائعكم".

وحضّت 12 دولة الحوثيين الأربعاء على "الوقف الفوري لهجماتهم غير القانونية" على السفن في البحر الأحمر، وحذّرتهم من عواقب لم تحددها.

وفي ديسمبر، أنشأت الولايات المتحدة مع دول أخرى تحالفاً دولياً لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين في هذه المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.

ويؤكد الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، "نصرة" لأهالي قطاع غزة المحاصر في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال سلطان على (اكس): ".. لا شك قناة السويس تضررت والله لا نفرح بتضرر اي بلد عربي حتى ولو نختلف مع نظامه ولكن يتحملها النظام المصري في تقاعسه في الازمة في غزة والسودان . افتح الانفاق وجعل اهل غزة يدافعون عن ارضهم وهم مازالوا يدافعون لكن بتدفق السلاح سوف يجبر إسرائيل على وقّف إطلاق النار والبحث عن السلام ".


وأشار المستشار وليد شرابي @waleedsharaby إلى ".. ما يحدث من إجبار وإضطرار الكثير من السفن إلى تغيير وجهتها بعيدا عن قناة السويس هو تهديد مباشر لأمن مصر القومي ،وانتقاصا من هيبتها ومكانتها الإقليمية ،وعدم الرد يمهد لماهو أخطر".


ورأى حساب المرابطون @morabetoooon أنه ".. يكابر النظام المصري ويدعي أن حركة المرور بالقناة لم تتأثر كثيرا بهجمات الحوثيين على السفن المتجهة للبحر الأحمر.. تحالفات النظام الخطأ مع الصهاينة والأمريكان تكلف مصر وشعبها خسائر فوق الطاقة، في وقت يتدهور فيه الاقتصاد ويسابق الجنيه الزمن تراجعا في قيمته".

وقناة السويس يعني الممر الملاحي الأهم في العالم وسبق خلال الأسبوعين الماضيين أن تراجعت شركتا (إيفرجرين التايوانية) و(سي.إم.إيه-سي.جي.إم) الفرنسية للشحن البحري عن المرور بقناة السويس مع طرحهم إمكانية التراجع والعودة للملاحة في البحر الأحمر والممر الملاحي وإن كانوا إلى الآن لم يحددوا تلك العودة أو موعدها.


وفي 29 ديسمبر الماضي، قالت وكالة رويترز إن شركة الشحن الألمانية «هاباج لويد» أعلنت مواصلتها تحويل مسار سفنها من قناة السويس، لأسباب أمنية، كما أن شركتين يابانيتين قالتا إن سفنهما التي لها صلات بإسرائيل تتجنب منطقة البحر الأحمر.