سلمت كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، أمس الأحد، الدفعة الثالثة من المحتجزين لديها للجنة الدولية للصليب الأحمر في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة.

وأظهر فيديو نشرته كتائب "القسام"، تسليم المحتجزين في ميدان فلسطين والمعروف محليًا "الساحة"، وسط حضور عشرات الفلسطينيين المدنيين وعناصر ملثمة من حركة "حماس".

والمنطقة التي تم فيها تسليم المحتجزين تُعَدّ منطقة قتال في شمال وادي غزة، وفقًا لبيانات سابقة للجيش الإسرائيلي.

وسلمت الكتائب الدفعة الثالثة تلك لأول مرة في تلك المنطقة، حيث تم تسليم الدفعتين الأولى والثانية من المناطق الجنوبية للقطاع.

وأعلنت، "كتائب القسام"، مساء الأحد، تسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر 13 محتجزًا إسرائيليًا و3 تايلانديين وآخر روسي.

 

حماس فقأت أعيننا

ومن جهته، اعتبر محلل عسكري إسرائيلي، اليوم الاثنين، أن حركة حماس "فقأت عين إسرائيل" بمشهد تسليمها أسرى إلى الصليب الأحمر بمدينة غزة مساء الأحد، وطرح تساؤلات شككت في زعم الجيش الإسرائيلي سيطرته على شمال قطاع غزة.

وتحت عنوان "إصبع في عين إسرائيل: الفيديو الذي كشف المالك الحقيقي"، كتب المحلل العسكري بموقع "واللا" الإخباري العبري أمير بوحبوط، أن "لقطات وزعتها حماس تظهر إطلاق سراح المختطفين قرب نصب المقاومة في المدينة، تثير تساؤلات حول مستوى السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ومستوى الالتزام بمواصلة العملية".

فالمشهد الذي بثته "كتائب القسام"، أثار سخط الإسرائيليين، ونسف رواية جيشهم في الأيام الأخيرة بأنه سيطر على مدينة غزة وقضى على مقاتلي الحركة فيها، حيث بدت المنطقة مناقضة تمامًا لما قاله الجيش، إذ خرج مقاتلو القسّام بعتادهم العسكري الكامل، وبدوا مسيطرين تمامًا على المكان.

وأضاف بوحبوط: "أمام مئات المؤيدين ووسط هتافات، تم إطلاق سراح الرهائن الليلة الماضية في المرحلة الثالثة قرب نصب المقاومة بمدينة غزة، هناك تمثال ليدٍ تحمل أقراص الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، اللذين يحتجز جثمانهما في قطاع غزة منذ عام 2014".

وأمام هذه المشاهد، تساءل مشككًا: "من هو المالك الحقيقي في غزة؟"، علمًا أن الجيش الإسرائيلي كان طبّق سياسة الأرض المحروقة وأحدث دمارًا هائلًا في شمال القطاع قبل أن يقتحم المنطقة، ليعلن لاحقًا أنه يسيطر عليها.

وقال بوحبوط: "في شريط فيديو تم تنظيمه وتحريره بشكل جيد، يمكن رؤية نشطاء حماس وهم يحملون المختطفين إلى سيارات الصليب الأحمر وحتى يلوّحون لهم بالوداع".

وأردف: "تثير التوثيقات الإضافية التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة كما يبدو".

وتابع: "في اللقطات التي تم تصويرها في قلب مدينة غزة، يظهر مسلحو حماس وهم يسلمون المختطفين للصليب الأحمر، ويتجول العشرات من عناصر حماس المسلحين دون عوائق، هذا رغم حقيقة أنه وفقًا للجيش، تسيطر إسرائيل على الجزء الشمالي من القطاع، وتنتشر قواتنا في كافة أنحاء المنطقة".

السنوار: نمهل الاحتلال مهلة محدودة لاتمام صفقة الأسرى وإلا سنغلق الملف  بالکامل- الأخبار الشرق الأوسط - وکالة تسنیم الدولیة للأنباء

وقعنا في فخ نصبه السنوار

وقال المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الأحد، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتلاعب بالكيان الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، في ظل الهدنة المستمرة لليوم الثالث على التوالي في قطاع غزة.

وأضاف المراسل العسكري "يوسي يهوشع"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن حماس هي من تحدد تفاصيل الصفقة وعدد الفلسطينيين المفرج عنهم، وكذلك هوية الأسرى الإسرائيليين التي ترغب بإخلاء سبيلهم.

وذكر المراسل أن "المستويين العسكري والسياسي الإسرائيلي وقعوا في الكمين الذي نصبه لهم قائد حماس في القطاع يحيى السنوار، تحت ضغط جماهيري إسرائيلي".

وأضاف "تناسوا أو نسوا هؤلاء المسؤولية المناطة على أكتافهم فيما يتعلق بأمن ومستقبل الدولة".

وتابع "ينظر إلينا أعداؤنا من كل حدب وصوب ليروا كيف نتصرف وكيف أننا نفضل وقف إطلاق النار على استمرار القتال، مقابل استعادة عدد قليل من المختطفين، وهذا لا يخدم الردع، ويأتي بعد أن تعافى الجيش من الصدمة التي تعرض لها في السابع من أكتوبر"، على حد زعمه.

وتساءل المراسل عن سبب عدم تنفيذ جيش الاحتلال هجومًا بريًا واسع النطاق في خانيونس ورفح جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع الهجوم على الشمال.

وقال: "يتساءل الكثير من الضباط.. إذا لم نقم باجتياح جنوبي القطاع بعد 50 يومًا من الحرب فمتى سيحصل ذلك؟".

كما تحدث المراسل عما وصفها بـ"ساعات المهانة" التي تعرض لها الكيان يوم أمس عندما قررت حماس تأخير الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين.

ونقل المراسل عن محافل عسكرية قولها: إن "الحرب لن تؤتي ثمارها دون احتلال رفح واستعادة السيطرة على معبرها مع مصر، وأنه يتوجب إرسال رسالة تهديد لحماس بأنه وفي حال لم تفرج عن جميع الأسرى فسيتم قطع الأكسجين عن القطاع بالسيطرة على معبر رفح".

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، وحركة "حماس"، مساء اليوم الاثنين، التوصل لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي بشأن تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليومين إضافيين.

وقال متحدث وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، على منصة "إكس"، إن دولة قطر "تعلن أنه في إطار الوساطة المستمرة (بين حركة حماس وإسرائيل)، تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة".

بدورها، أعلنت حماس في بيان مقتضب على "تليجرام" أنه "تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر، على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة".