مع وصول عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة إلى 1200 شهيد، بالإضافة إلى 5489 جريحاً، حصيلة عدوان الاحتلال الشامل على الضفة وقطاع غزة حتى الآن، بحسب "وزارة الصحة الفلسطينية"، طالب مدير مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية "بفتح ممرات آمنة لإدخال المعدات والمستشفيات الميدانية والأجهزة فورًا ".


ودون تحديد، قصد "أبو سلمية" معبر رفح المنفذ الوحيد للقطاع الذي يمكن أن ينقذ  جرحى غزة الذين قاربوا ال6 آلاف قابلون للزيادة، فقط بإرسال الكوادر الطبية على حد المطلب الصحي، أو السماح بدخول القادمين من دول عربية أو إسلامية أو حتى متعاطفون غربيين؟

ما أعلنه مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة التأكيد على عدم قدرة الطواقم الطبية على مواصلة العمل بكفاءة في معالجة جرحى العدوان الصهيوني على قطاع غزة وفيهم ذوو الأطباء والمسعفين الذين وصل عدد شهداءهم إلى 10 مسعفين قتلوا بغارات الاحتلال على غزة.
 

"أبو سلمية" كشف أيضا في تصريحاته الصحفية أن الحصار على قطاع غزة أثر بشكل سلبي على جميع نواحي الحياة وخاصةً الجانب الصحي، موضحا أن هناك أزمة حقيقة في مستشفيات قطاع غزة أكثر من 17 عامًا من الحصار الظالم.
 

هذا المنع الحالي يأتي في وقت لكم بادرت فيه مصر (الشعب) حتى في عهد المخلوع مبارك بإيفاد الأطباء والأطقم الطبية الراغبة في التطوع لإنقاذ الجرحي ومعالجتهم من جانب إنساني لا إيديولوجي.


ويرى مراقبون أن الحاجة للطواقم الطبية فضلا عن المساعدات الطبية من أدوية وأجهزة ومستشفيات ميدانية يتفاقم بغزة، مع إعلان مشافي القطاع أن المصابين الذين يصلون إليها أكبر بكثير من طاقتها التي بدأت تتهاوى بظل خروج نحو 10 مستشفيات عن الخدمة بفعل القصف العشوائي أو نقص المستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية، ونفاذ الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء التي توشك على التوقف الكلي، وبالتالي لا كهرباء في المشافي، وحصيلة الضحايا، حينها، يمكن أن تقفز لأرقام خيالية.
 
وزيرة الصحة الفلسطينية من "رام الله" قالت في تصريح إن المستودعات فرغت بالكامل، وسوف تكون هناك كارثة إذا لم تصل مساعدات إنسانية عاجلة، وأهمها كل الأدوية الخاصة بالطوارئ، ونتمنى فتح معبر رفح لوصول المساعدات التي وجه بها (...) عبد الفتاح السيسي، وأوجه له وللمصريين كل الشكر، والشكر لوزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار"!

وثني على مطلبها  المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، الذي قال إن" "المستشفيات استخدمت كل الإمكانيات المتاحة لديها إلى حد الساعة، لكنها تواجه تحديات أخرى" أهمها منع الوقود من الدخول للقطاع فضلا عن قطع الكهرباء عن المستشفيات من قبل الإسرائيليين".
 

تأهب ثم إحباط

الكرة الآن ومن قبل في ملعب الانقلاب، حيث تأهب جيش مصر الأبيض لدخول غزة في 16 مايو 2021، ولكن د. أبو بكر القاضي أمين صندوق نقابة الأطباء أعلن أن المتطوعين حتى ذلك اليوم من الأطباء (1200 طبيب) أحبطوا بعد أن قرار (غير معلن) مفادة "إنه لم يُسمح بعد بدخول الأطباء المصريين قطاع غزة"،والاكتفاء  بعدد من الأطباء تم انتدابهم من وزارة الصحة المصرية إلى مستشفيات شمال سيناء لعلاج المصابين الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم لمصر عبر معبر رفح!
 

"سكاي نيوز" الإماراتية هي من أثبتت هذا التخاذل عندما نقلت عن "القاضي" قوله: " إن أكثر من 1200 طبيب متطوع لإنقاذ وعلاج ضحايا غزة سجلوا بياناتهم خلال 24 ساعة عبر الموقع الرسمي لنقابة الاطباء، ومازال الإقبال على عملية التسجيل كبير من جانب أبطال الجيش الأبيض، بشكل فاق المتوقع بكثير".
 

وكشفت المنصة الإلكترونية أن من بين الجهات التي رفضت السماح جهات سيادية بعد أن قالت إن "نقابة أطباء مصر أرسلت قائمة بالأطباء المتطوعين ومخاطبات رسمية لوزارة الخارجية المصرية وعدة جهات سيادية أخرى للحصول على تصريح من الأجهزة المعنية للسماح بالأطباء المصريين بدخول قطاع غزة".


قائمة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة والمعتادة في مثل هذه الأجواء تتضمن "المخدر الموضعي، والمضادات الحيوية، وأدوية الصرع التي تستخدم كمهدئات للأعصاب، ومضادات الجلطات، وأدوية لعلاج الحروق" كما أن الدولة في مصر لن تخسر في وقت تتطوع فيه لجان مشهرة مثل "لجنة مصر العطاء، التي تستقبل تبرعات الأطباء والمواطنين في مصر سواء في مقر النقابة بالقاهرة أو عبر الحسابات البنكية لها".


خسائر أولية للقطاع
ومنذ السبت 7 أكتوبر، قصفت قوات  جيش الإحتلال "مستشفى الإندونيسي" شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أحد العاملين فيها وإصابة عدد من الموظفين والمواطنين، بالإضافة إلى تعطّل محطة الأوكسجين.

وتوقف مستشفى مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة عن العمل، نتيجة الاستهداف المتكرر له من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني، مما أدى لأضرار جسيمة في مرافقه، بالإضافة إلى عدم تمكن الأطقم الطبية من الوصول إليه، لكثافة الغارات الجوية الصهيونية على المدينة.

وتعرض مستشفى العيون الدولي في حي تل الهوى جنوب قطاع غزّة، إلى قصف مباشر، أدّى إلى خروجه عن الخدمة بعد تعرضه لأضرار جسيمة.

ولحقت أضرار بقسم الطوارئ في "مجمّع ناصر الطبي" بمدينة خان يونس جنوبي القطاع كما تم تدمير خمس مركبات إسعاف حكومية وأهلية.

واستهدفت طائرات حربية، سيارات الإسعاف بشكل مباشر، أثناء نقلها جرحى أصيبوا في قصف الاحتلال على مناطق جباليا شمال قطاع غزّة وكان آخرهم استشهاد 4 مسعفين الأربعاء كانوا في محيط إحدى البنيات المتهدمة على رؤوس أصحابها وسكانها من أهل غزة، فضلا عن مقتل 5 من طواقم الإسعاف وإصابة العشرات، وتعرض 45 مهمة إسعاف لاستهداف من طائرات حربية.


موقف تاريخي
يشار إلى أن لجنة الاغاثة الانسانية بنقابة الأطباء التي استبدلها تيار جبهة الانقاذ البائدة، بنقابة الأطباء بلجنة "مصر العطاء"، نظمت قافلة طبية في نوفمبر 2012، لقطاع غزة، كانت تضم 16 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية (أدوية ومستلزمات طبية ومحاليل) تقدر بـ 10 ملايين جنيه تم توزيعها على مخازن وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع بالإضافة إلى توزيع الطاقم الطبي المصري الموفد من لجنة الإغاثة على المستشفيات بغزة.
 ولجهودهم الملحوظة، كرم رئيس وزراء فلسطين حينئذ إسماعيل هنية أعضاء القافلة التي ضمت إلى جوار الأطباء وفدا شعبيا من الإعلاميين وجميع الأطياف إلى قطاع غزة.