لفت مراقبون إلى أن "تسريبات سجون السيسي التي نشرها "اليوتيوبر" علي مهدي لزنازين الحبس الانفرادي لبعض المعتقلين وأنشطتهم اليومية وأنماط انتهاكات حقوق الإنسان الواقعة عليهم، في نحو 70 ساعة من التسريبات، جاءت بعد أيام قليلة من بيان معتقلي سجن بدر الذي وجهوه للرأي العام عما يحدث في سجن بدر3، معتبرين أن الأوضاع السيئة التي يعاني منها أكثر من 500 معتقل في سجن بدر3 كارثة.
 وأوضح المعتقلون أنها كما هي رغم مرور أكثر من أربع شهور على قيام المعتقلين بتهدئة الأجواء على أمل تحسين أحوال السجن.
 وذكر البيان أن المعتقلين تقدموا بمذكرة جماعية لإدارة السجن يحتجون فيها على تردي الأوضاع في السجن، وعدم تنفيذ أيا من الوعود البراقة التي أقسم مسئولو الداخلية على تنفيذها، بحسب البيان.
الناشط محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة اعتبر من جانبه أن تسريبات سجون مصر التي ظهرت شديدة الضرر من جانب أن "من سربها له في هذا التوقيت وبهذا الشكل له أهداف شديدة السلبية أهمها نشر الإحباط؛ وهدم صورة القدوة في نفوس الناس، وتخويفهم أن عاقبة من سيتحرك سيكون مثلهم".

وأضاف أنه "بغض النظر عن نية ومصداقية من نشرها؛ وهل هو مجرد متحمس أم مستخدم وهو لا يدري إلى أن إثارة قضية المعتقلين محليا ودوليا يجب أن يكون هدفا".

 

تسريبات سجن بدر

ويتعرض المعتقلون في زنازين السيسي إلى عدم السماح لهم بالتريض والنوم على الأرض وعدم توفير غطاء وتراكم الزبالة داخل الغرف فضلا عن الإنارة الخافتة والأشد كان البرد الشديد لأعمار تخطت السبعين من العمر.
وظهر في الفيديوهات المسربة العالم الجليل الاستاذ الدكتور محمود عزت الأستاذ الجامعي المرموق  بكلية الطب بجامعة الزقازيق الذي تجاوز الثمانين عاما يتحرك في زنزانته باحثا عن الدفء من برد الزنزانة، فضلا عن الشيخ حازم أبو إسماعيل الذي لم يجد سوى غطائه الوحيد لستر حمام الغرفة ومرتبته لستره أثناء نومه.

 

مقبرة الأحياء

بيان المعتقلين السابق للتسريبات مباشرة، أوضح أنه مع أول فتح الزيارة بشكل طبيعي ولكل المعتقلين في السجن، وأن تكون الزيارة مثلها مثل باقي السجون الأخرى، وكذلك التريض والتشميس ، بالإضافة إلى خدمات السجن السيئة للغاية وملفات التعيين الميري وكافتريا وكانتين السجن.
 
وأكد المعتقلون في مذكرتهم الجماعية أن استمرار الوضع على ما هو عليه، سوف يؤدي لانفجار السجن الذي يعيش على صفيح ساخن خاصة بعد التعامل الخشن الذي تم مع قطاع 2 ، والذي يضم قيادات الإخوان وعدد من قيادات الجماعات الإسلامية الأخرى، حيث تم إيداع كل من د. عبد الرحمن البر ، د. أسامة ياسين ، أ. خالد الأزهري ، م. عمرو زكي،  د. حسن عبد العظيم، و أ. أحمد أبو مشهور في زنازين التأديب، وأعمارهم جميعا تتجاوز الستين.
 
وأوضح أنه بعد أن قام أفراد القطاع وعددهم 52 شخصا بتغطية الكاميرات ردا على عدم الاستجابة لمطالبهم بفتح الزيارة والتريض ، وهي الخطوة التي قاموا بها بعد امتناعهم عن استلام التعيين الميري لأكثر من أسبوع، وهو ما واجهته الداخلية بحملة على القطاع قاموا خلالها بإزالة غطاء الكاميرات بالقوة الغاشمة والتعدي على البعض وتسكين 6 منهم بالتأديب.
 
زيارة 20 دقيقة
 وأكد المعتقلون أن الزيارة لم تزد مدتها على 20 دقيقة، وتتم من خلال حائل زجاجي وسماعة هاتف ولا يسمح لهم بمصافحة الأهالي فضلا عن الجلوس معهم كما هو موجود في باقي السجون، بالإضافة إلى أن الزيارة كل شهرين، وهو ما يخالف لوائح السجون التي تنص على أن زيارة الحبس الاحتياطي كل أسبوع ولمدة لا تقل عن 45 دقيقة وزيارة عادية دون حائل، ولكن الوضع في بدر 3 مختلف.
 
وعن التريض، أشار المعتقلون إلى أنه ما زال كما هو ساعتين فقط في الأسبوع بمعدل ساعة كل 3 أيام والمسموح لهم بالتواجد في التريض عدد محدود ولا يسمح بفتح التريض لجميع المعتقلين في وقت واحد.
 
وعن الخدمات الصحية في السجون، يعاني المعتقلون من كارثة حقيقية لغياب تخصصات العظام والجراحة والباطنية والمخ والأعصاب والرمد والجلدية بشكل كامل ولا يوجد في السجن إلا طبيب قلب وآخر للمسالك البولية و يقومان بالكشف على كل المرضى في جميع الحالات ، بالإضافة لعدم وجود أدوية بشكل دائم.
 
وعن دور المركز الطبي العالمي الذي قالت عنه الداخلية، فإنه يعانى من إهمال ليس له مثيل وكثير من العمليات التي أجراها المعتقلون فشلت وحدثت بعدها مضاعفات خطيرة للمرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحات، مما جعل الجميع يرفع شعار، (الداخل للمركز مفقود والخارج منه مولود).
وأكد المعتقلون أن مصلحة السجون خدعت منظمات حقوق الإنسان التي أرادت زيارة منطقة سجون بدر فرتبت لهم زيارة ل بدر 2 الخاص بالمسجونين في قضايا جنائية، ورفضت قيامهم بزيارة بدر 3 الذي يعاني من أزمة مستمرة لأكثر من 7 شهور.

 

الجلادون شخصيات وهيئات
 وحمل المعتقلون ضابط الأمن الوطني مروان حماد المشرف على منطقة سجون بدر و العاشر من رمضان والضابط أحمد يحيى المسئول عن سجن بدر 3 المسئولية الكاملة لعدم حلحلة الأوضاع نتيجة عنادهم المستمر وتعاليهم في التعامل مع المعتقلين والدعم غير المحدود الذي يتلقوه من وزارة الداخلية، ويطالب المعتقلون منظمات حقوق الإنسان بزيارة مفاجئة لسجن بدر 3 وعدم الرضوخ لتلاعب مصلحة السجون بهم، كما يطالب المعتقلون لجنة الحوار الوطني  التي تتحدث باستمرار عن إطلاق سراح المعتقلين، وتطالبها بزيارة عاجلة للسجن للوقوف على حقيقة أوضاع المعتقلين وكشف خداع النظام المصري لهم.
 
كما حمل المعتقلون لجنة ما يمسى ب"الحوار الوطني" و"المفوضية السامية لحقوق الإنسان" و"المفوض السامي للسجناء و"المجلس  القومي لحقوق الإنسان" برئاسة السفيرة "مشيرة خطاب"،  جميع الكوارث المرتقبة التي يمكن أن يشهدها بدر 3 إذا استمر الوضع على ما هو عليه.  
 
وخص المعتقلون طلبهم من "المجلس القومي لحقوق الإنسان" ومن "لجنة الحوار الوطني" تشكيل لجان استماع و تقصي حقائق مع المعتقلين الذين تعرضوا للاختفاء القسري، لأنهم يمثلون شهادات حية على زملاء لهم تم تصفيتهم بعد اختفائهم قسريا.
 
وأشار المعتقلون إلى أنهم بصدد الامتناع عن حضور جلسات غرف المشورة التي ليس لها أي صلاحية سوى تجديد حبس المعتقلين، ولا يملكون أي صلاحية لإطلاق سراح المعتقلين .