عندما تطلب من طفلك أن يبدأ واجباته المدرسية، أو يتظاهر بأنه لا يستطيع سماعك عندما تطلب منه إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية، فإن هذا السلوك يمكن أن يستثير غضبنا، ويتفاقم الغضب خصوصًا عند استخدامه للشتائم، والعنف الجسدي.
وفي حين قد يميل البعض إلى تبرير عدم الاحترام بأنه "لازال طفلًا"، إلا أنه من الخطر التغاضي عن ذلك، إذ يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية التعامل مع الآخرين باحترام حتى يتمكنوا من تطوير علاقات صحية مع أقرانهم وأفراد الأسرة.
وتوصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة فيرجينيا عام 2015 إلى أن الأطفال غير المحترمين من المرجح أن يستمر معهم هذا السلوك عند البلوغ.
وقد يكون عدم احترام الطفل علامة على حاجته للمساعدة في تعلم الطرق المناسبة اجتماعيًا لإدارة الغضب والتعامل مع الإحباط والتواصل بشكل فعال.
وحدد موقع "فري ويل"، 10 طرق للتعامل مع السلوك غير المحترم للطفل على النحو التالي:
تجاهل السلوك
قد يعني تجاهل سلوك عدم الاحترام البسيط هو السماح للطفل بالإفلات من العقاب، لكن التجاهل الانتقائي يمكن أن يكون أحد العواقب السلبية الأكثر فعالية.
إذا طلبت من طفلك أن ينظف غرفته وأدار عينيه، فلا تدخل في جدال طويل حول السلوك غير المحترم، وجه له تحذيرًا بشأن ما سيحدث له إذا لم يقم بذلك.
إذا كانت حركة العين مشكلة شائعة، عالج المشكلة في وقت لاحق، خلال فترة الهدوء. وقل له: "في وقت سابق من اليوم عندما طلبت منك تنظيف غرفتك، أدرت عينيك. هل تعلم أنك تفعل ذلك عندما تكون غاضبًا؟".
تحدث عن العواقب المحتملة لعدم الاحترام. اسأل: "هل تعتقد أنك أدرت عينيك عندما يقول صديقك شيئًا لا يعجبك؟"، تحدث معه حول ما يشعر به الآخرون عندما يشهدون سلوكًا فظًا.
واشرح العواقب الطبيعية للسلوك غير المحترم، مثل: "الأطفال غير المحترمين غالبًا ما يجدون صعوبة في تكوين صداقات".
ابحث عن السبب الجذري
إذا بدا أن تجاهل سلوك طفلك لا يجدي نفعًا، أو إذا كنت تشعر أن شيئًا آخر قد يحدث، حاول البحث بشكل أعمق عن السبب، فقد يكون ذلك طريقة طفلك لإخبارك بأنه ربما يريد المزيد من وقتك واهتمامك.
وغالبًا ما نسمع بهم يقولون "إنهم يريدون فقط الاهتمام"، ولكنه قد يكون أيضًا حاجة حقيقية جدًا.
وإذا كانت الحاجة إلى التواصل هي السبب وراء السلوك السيئ، فقد تتمكن من تحسين الأمور من خلال إيجاد طريقة لتلبية هذه الحاجة. على سبيل المثال، اقض معه 15 دقيقة كل يوم بعد المدرسة.
استخدم عبارات متى/ثم
بدلًا من إخبار طفلك بما لا يمكنه فعله، أخبره كيف يمكنه كسب الاحترام. استخدم عبارات مثل: "متى/ثم" طفلك بما سيحدث عند تغيير سلوكه. قل: "عندما تنتظر حتى أتحدث على الهاتف، يمكنني أن آخذ الوقت الكافي للرد عليك".
بدلًا من القول: "إذا لم تحمل ألعابك الآن، لن تتمكن من اللعب بالخارج"، قل: "يمكنك اللعب بالخارج بمجرد الانتهاء من حمل ألعابك". ثم ابتعد واترك الأمر لطفلك للرد.
ويمكنك أيضًا أن تحاول قول أشياء مثل: "عندما تخفض صوتك وتتحدث بهدوء، سأجيبك" أو "سوف ألعب معك عندما تتوقف عن هذا الأمر".
علم طفلك أن السلوك المهذب واللطيف يؤدي إلى نتائج إيجابية. وهذا يمنحه الفرصة لتغيير سلوكه.
منح الطفل محاولة ثانية
الاختيار الخاطئ يجب أن يتبعه الاختيار الصحيح. إذا كنت تريد أن يتعلم طفلك التصرف باحترام، فامنحه فرصة للتدرب.
لنفترض أن طفلك البالغ من العمر 10 سنوات يقول: "خذني إلى منزل أصدقائي الآن!" قبل أن تبدأ محاضرة معه حول التحدث باحترام، قل ببساطة: "هل يمكنك تجربة ذلك مرة أخرى؟" يمنح هذا طفلك الفرصة لتخفيف لهجته واستخدام مهارات التفكير الخاصة به لتحديد اختيار أفضل للكلمات.
بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يمكنك أن تقول: "لا أستطيع سماعك! أستطيع سماع صوتك اللطيف فقط".
التركيز على السلوكيات الأصعب
إذا كان طفلك يعاني من مجموعة من المشكلات السلوكية، فقد يشعر أحيانًا أنك توبخه باستمرار. قد يكون هذا محبطًا لكما. فكر في التركيز على واحد أو اثنين من السلوكيات الأكثر أهمية، مع ترك السلوكيات الأخرى لبعض الوقت.
على سبيل المثال، عالجي العض والضرب الذي بدأ طفلك يفعله، مع عدم القلق كثيرًا إذا لم يلق التحية على الكبار الذين يحيونه. يمكنك العمل على الأخلاقيات الأساسية بعد أن تعلمه عدم إيذاء الآخرين جسديًا.
نتيجة فورية
معظم السلوكيات غير المحترمة يجب أن تؤدي إلى نتيجة فورية. لكن يجب أخذ عمر طفلك وخطورة سلوكه في الاعتبار عند تحديد العواقب.
يمكن أن تكون التهدئة نتيجة فعالة للأطفال الصغار. إذا صرخ طفل يبلغ من العمر 6 سنوات في وجهك عندما يكون غاضبًا، اشرح له على الفور سبب كون هذا السلوك غير مناسب وامنحه فرصة لتصحيحه.
إذا خرج ابنك المراهق من الباب بعد أن طلبت منه عدم المغادرة، أو تكلم بطريقة غير لائقة، ضع الحدود: "لن أسمح لك بعدم احترامي" أو "لن أسمح باستخدام لغة جارحة في كلامك".
يمكن في كثير من الأحيان تصحيح العديد من التصرفات التي تسمى "سوء السلوك" عندما يتم منح الطفل المهارات والاهتمام الذي يحتاجه لإجراء تلك التغييرات.
الهدف ليس فرض المزيد من العقوبات، وإنما الهدف هو البقاء على تواصل وتعليمهم مهارات قيمة والحفاظ على علاقة صحية بين الوالدين والطفل.
دفع ثمن الخطأ
إذا تصرف طفلك بطريقة غير محترمة، فقد يكون التعويض ضروريًا لمنع حدوث ذلك مرة أخرى. وهو يعني القيام بشيء ما للضحية، أو القيام بشيء ما للتعويض عن الضرر الذي حدث.
إذا كان طفلك يضرب شقيقه، فاطلب منه القيام بالأعمال المنزلية لأخيه خلال اليوم. أو إذا كسر ابنك المراهق شيئًا بسبب الغضب، عليه القيام بإصلاحه أو الدفع لإصلاحه.
علم طفلك أن قول "أنا آسف" لا يصلح الأمور دائمًا. يساعده الرد على تحمل مسؤولية السلوك غير اللائق، والعمل أيضًا على إصلاح العلاقة.
القيام ببعض الأعمال المنزلية
عندما يقدم طفلك على سلوك غير لائق، يمكن أن يؤثر ذلك على مزاجك وطاقتك. لذا يتعين عليه أن يفعل شيئًا لتحسينها. على سبيل المثال، قد يقوم ببعض الأعمال المنزلية أثناء استرخائك، أو قد يقومون بإعداد أحد الأطعمة المفضلة لديك.
استخدم التذكيرات
لا يزال الطفل يتعلم، في بعض الأحيان تكون أفضل طريقة للرد على عدم الاحترام هي التذكير الهادئ والحازم بأنك تتوقع من طفلك أن يتحدث ويتصرف بلطف.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت على وشك ركوب الطائرة مع أطفال، فراجع كيف يبدو السلوك المحترم (الأصوات الداخلية، ممنوع ركل الكرسي أمامك، وما إلى ذلك).
احضن طفلك
في بعض الأحيان، قد تؤدي العواقب الوخيمة للسلوك غير المحترم إلى تأجيج النار. لذلك يمكن أن تقوم بعناقه أو أظهار المودة له بطريقة أخرى، ومنافشته حول سبب أهمية الاحترام. حيث سيكون الطفل أكثر انفتاحًا على الاستماع بعد أن يشعر بالثقة أنك تمنحه الحب غير المشروط.
لمطالعة التقرير من مصدره ( اضغط هنا ).