أشار موقع "المونيتور" إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سجل خلال زيارته للخليج الأسبوع الماضي ما وصف بأنه أكبر صفقة دفاعية في تاريخ بلاده.
وقال في تحليل كتبه "جاك داتون": "كانت المخاطر كبيرة بالنسبة للرئيس التركي الذي يتطلع بشدة إلى توجيه المزيد من الاستثمار الأجنبي إلى بلاده، التي تعاني من صعوبات مالية ويعيقها ارتفاع التضخم. لكن عندما زار "أردوغان" السعودية، أعلنت شركة بايكار الدفاعية التركية، أنها ستبيع عددًا غير محدد من طائراتها المسيرة عالية التحمل (بيرقدار) للمملكة".
ومنذ أن بدأت تركيا بيع طائرات بيرقدار المُسيرة  في عام 2019، تم استخدام الأسلحة في مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوكرانيا وناغورنو كاراباخ وليبيا وسوريا والعراق وإثيوبيا والصومال. 
وحتى الآن، اشترت 29 دولة طائرات مُسيرة  تركية الصنع، في حين أن أربع دول في مفاوضات وسبع دول أخرى أبدت اهتمامًا علنيًا بالحصول عليها، وفقًا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. كما قامت تركيا ببحث اتفاقيات الطائرات المُسيرة مع العديد من الدول بما في ذلك السعودية وأوكرانيا وكازاخستان.
وأوضح التحليل أن الكويت وقطر والإمارات والجزائر والمغرب والعراق من بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي اشترت طائرات بيرقدار تي بي 2 المُسيرة، النوع الأكثر شعبية.
 وقال المحلل "ريتش أوتزن"، إن هناك عدة أسباب لنجاح وشعبية طائرات بيرقدار المُسيرة .
وأضاف في حديثه للمونيتور، إن الأتراك: "لا يكتفون بتزويد الطائرات بدورة سريعة للمستخدمين، بل يوفرون فرق تدريب طويلة الأمد، ودعم الصيانة والإمداد، والتكامل التشغيلي مع الأنظمة الأخرى - القيادة والتحكم، وأجهزة الاستشعار الأخرى، والقوات البرية والجوية المأهولة وغير المأهولة".
وأشار إلى أن الطائرات التركية المُسيرة  أرخص عمومًا من الطائرات الأمريكية وغيرها من الطائرات المُسيرة  الغربية الصنع، وتتفوق على الأنظمة غير الغربية الأخرى، مثل الطائرات المُسيرة المصنوعة في الصين أو في إيران.
وقال" بيتر ويلسون"، كبير محللي السياسة الدفاعية في مؤسسة راند للمونيتور، إن طائرات بيرقدار "أثبتت كفاءتها في القتال، وذات تكلفة أقل، وليس لها قيود".

 

اتفاق بيرقدار آقنجي السعودي
 وأوضح "أوتزن"، أن الصفقة السعودية "مهمة للغاية"؛ حيث تم إرسال الطائرات إلى القوات التركية العام الماضي فقط، وستكون السعودية ثالث دولة تستقبلهم إلى جانب تركيا؛ حيث يمكن لطائرات بيرقدار آقنجي ضرب أهداف بعيدة بذخائر دقيقة، بما في ذلك الأهداف التي حددتها طائرات المُسيرة الأخرى الأصغر. وبالنسبة للحرب البحرية أو الساحلية المحتملة في الخليج، فهذه قدرة مهمة.
وقالت "كيرستن فونتينروس"، رئيسة شركة "ريد سكس إنترناشيونال"، وهي شركة عالمية تقدم خدمات تجريبية للطائرات المُسيرة ، لموقع "المونيتور"، إن آقنجي مفيدة كمنصة للمراقبة، لكنني أعتقد أنها معرضة لصواريخ أرض-جو، التي يمتلكها الحوثيون"، مشيرة إلى أن المتمردين أسقطوا الطائرات المُسيرة الصينية الصنع من طراز سي أتش 4 وهي في نفس فئة الوزن.
وأضافت "فونتنروس"، أنها ستكون طائرة جيدة للأمن الداخلي، حيث يمكن لسلاح الجو السعودي التحليق فوق الصحراء لفترات طويلة جدًا والقيام بدوريات في البحر الأحمر.
بينما أضاف" ويلسون"، أن الاستثمار الكبير في الطائرات القتالية المُسيرة  والصواريخ الباليستية بعيدة المدى الموجهة بدقة أمر منطقي للمملكة، لأن "الضربات الجوية العميقة ممكنة دون تعريض الطيارين المترددين للخطر".
وقال، إنه يشير إلى أن الاستثمار السعودي الهائل في أسطول كبير من القاذفات المأهولة كان بمثابة سوء تخصيص للموارد، وأن قرار شراء الأسلحة من أنقرة كان علامة على الواقعية الجيوستراتيجية المتزايدة في الشرق الأوسط.

 

مزيد من العملاء الخليجيين
ومع ازدياد شعبية الأسلحة، قال "ويلسون" إن دول الخليج الأخرى قد تشتريها في المستقبل القريب.
وأضاف "أوتزن"، أن بيرقدار تي بي 2 استخدتمها عشرات البلاد، وكان لها تأثير كبير في الأيام الأولى من حرب أوكرانيا.
وتابع: "قد يكون عدد الدول التي تحتاج إلى آقنجي أقل إلى حد ما، لكن يجب أن يظل العدد بالعشرات في غضون عام أو عامين. باكستان وليبيا لديهما بالفعل. قد تكون الإمارات وقطر مرشحتين، وأذربيجان بالفعل. ويقال إن إندونيسيا وبنجلادش مهتمتان أيضًا".

https://www.al-monitor.com/originals/2023/07/ukraine-libya-why-are-turkeys-baykar-drones-so-popular#ixzz88JoQXKVH