أثار نائب الانقلاب والإعلامي المقرب من سلطاته الجدل بعد مطالبته السلطات السعودية بقبول تسديد نفقات الحج بالعملة المصرية والسماح للحجاج المصريين بالتعامل بالجنيه المصري خلال فترة الحج.

وقال "بكري" في برنامج يقدمه على شاشة قناة "صدى البلد": "بالنسبة لأهلنا الحجاج المصريين. لدينا مشكلة في الريال السعودي هنا في مصر".

وأضاف: "لدينا رجاء إلى سمو ولي العهد محمد بن سلمان، أتوجه له بهذا النداء بأن يسمح للحجاج المصريين بالتعامل بالجنيه المصري خلال فترة الحج"، مشيرا إلى أن "هذا سيحل أزمة كبيرة جدا لناس كثيرين في الحقيقة، لأن هناك مشكلة في الريال السعودي وفي العملة الحرة بشكل كامل".

 

حج 1444هـ هو الأغلى في التاريخ

تبلغ تكلفة حج القرعة الحكومية رسميا 175 ألف جنيه، بحسب ما أفادت صحف محلية، أما الحج من خلال شركات السياحة فيبلغ في المتوسط، 300 ألف جنيه.

ويعتبر حج هذا العام 1444 هجريًا هو الأصعب والأغلى في تاريخ الحج، نظرًا لحالة التضخم التي تسود دول العالم أجمع، بالإضافة لزيادة الرسوم التي فرضتها المملكة العربية السعودية على الحجاج، والتي تخطط لجنى أكثر من 50 مليار دولار من الحجاج والمعتمرين كل عام، وفقًا لـ"أخبار الآن".

وكذلك ارتفاع أسعار الفنادق وتكلفة الخدمات داخل الأراضي المقدسة، كما أن خطط المملكة تتجه لتحقيق عوائد أخرى كبيرة من قدوم الحجاج والمعتمرين في حركة البيع، وتحصيل الضرائب المختلفة كضريبة القيمة المضافة بواقع 15%، وكذلك تجارة الملابس والهدايا من اللحوم والحلاقة وتحويل العملات.

وأضف إلى ما سبق وجود طارئ آخر وهو انخفاض قيمة الجنيه أمام بقية العملات، بما فيها الريال السعودي، لكن هذا الأمر ليس مقصورًا على المصريين فحسب، بل إن جميع حجاج العالم يعانون هذا العام.

وخفضت مصر قيمة الجنيه حوالي 50% منذ فبراير 2022 بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خروج المستثمرين الأجانب من سوق أدوات الخزانة المصرية ونقص حاد في العملة الأجنبية.

 

ساويرس لبكري "فضحتنا"

وتداول النشطاء والمغردون على صفحات التواصل الاجتماعي، دعوة مصطفى بكري بالسخرية. 

وقال صلاح الهاشم: " الزميل مصطفى بكري: لماذا لا تطالب بذات الشيء بقبول الجنيه المصري كوسيلة لسداد فواتير الفنادق والمتاحف للسياح الخليجين الذين يزورون مصر؟ أليس المطلوب المساواة بين المصريين والخليجيين؟

وغرد زيد الشطي: " وأيضا الطالب الخليجي اذا سدد رسوم الجامعة لازم يكون بالدولار، فقط الخليجي أما المصري بالجنيه، نتمنى من الأخ مصطفى المساواة بين المصريين والخليجيين فكلنا واحد شكرًا".

وقال د. عمر الشهري: " الكويتي أفضل لهم: 1 دينار = 100 جنيه، ليحمل الأوراق النقدية الأقل عددًا!!".

بينما علق رجل الأعمال نجيب ساويرس قائلًا: " يا عم ارحمنا من فضلك.. بهدلتنا".

وغردت سلوى: " يعنى أروح اشترى فرخة أقول له أنا مصري يعطيني الفرخة بـ 30 جنيهًا بدل من 30 ريالًا يعنى 300 جنيه؟!".

وقال أحمد عبد الجليل: " والله يا نجيب الحج بالجنيه المصري مش كفاية. أنا حاطلب من ولي العهد يدي لكل حاج مصري "صره" وهو داخل مطار جدة ويكون فيها قرص وعيش وحلاوة. الله يرحم الملك فاروق، شفت له فيلم تسجيلي لما كان بيستقبل فيه الملك عبد العزيز في "أنشاص". يانجيب لما أنت تحس بالبهدلة.. أمال أنا أحس بإيه؟".

وعلّق طارق الجابري: "يتعاملوا مع مين بالجنيه؟ الفنادق ولا المحلات؟ عادي خد جنيه وغيره من الصرافة، بس هياخد منك العشرين بريال، أو توجه أنت بالنداء ده للأقرب وهو البنك المركزي يفتح لهم حد السحب من حساباتهم بالخارج خلال فترة الحج، أشكال عرة".

 

عمق أزمة الدولار في مصر

وتعليقًا على دعوة بكري، قال الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، إن الحجاج المصريين يتعاملون بالفعل مع شركات السياحة بالجنيه لكن كل تكاليف الإقامة والانتقالات التي تدفعها الشركات تكون بالريال السعودي أو الدولار.

وأضاف النحاس أن بكري يقصد أن يتم سداد كل النفقات من خلال من هو قائم على الحجيج في مصر إلى الجهة التي تتلقى الحجاج في السعودية بالعملة المصرية.

ويرى النحاس أن هذا المطلب يصعب تطبيقه على أرض الواقع، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه دليل على عمق الأزمة التي تعاني منها مصر خاصة أن كل نفقات الحجاج لا تتعدى 250 مليون دولار، وفقًا لموقع "الحرة".

وقال "هذا الكلام ليس ممكنًا تحقيقه، لأن هناك فرق في سعر العملة"، موضحًا أن سعر صرف الريال يصل إلى 11 إلى 12 جنيهًا في السعودية، بينما هو مسعر في البنك في مصر بحوالي ثمانية جنيهات و30 قرشًا، من سيتحمل هذا الفرق؟".

وأضاف: "حتى لو الجانب السعودي حصل على أمواله بالجنيه، ماذا سيفعل بهذا الجنيه".

واقترح النحاس أن يكون هناك نظام للمقايضة مع السعودية من خلال تصدير بضائع من مصر بقيمة تكلفة الحج، "لكن ليس أمامنا وقت لتنفيذ هذه الفكرة، فالوقوف على عرفات بعد ثمانية أيام فقط".

وأوضح أن "الأزمة ليست في الريال السعودي فقط، بل تكمن في عدم وجود أي عملة أجنبية من الأساس لأن الدولة أخطأت في التعامل مع الأزمة، بل إنها من صنعت الأزمة وهي من تتاجر بها". 

وقال النحاس: إن "الحكومة المصرية لم تترك شرايين السيولة تعمل بشكل طبيعي، ولا تترك لهم هامش ربح يشتغلوا فيه، فلماذا يعملون أصلًا. هناك خطأ في إدارة سوق الصرف".

 

التخلي عن تأشيرات الحجاج

واعتبر أن الدولة "بعدما فشلت في السياستين المالية والنقدية، تتبع حاليا السياستين الأمنية والإعلامية".

وأوضح أنه "من يتم إمساكه اليوم في الشارع وهو معه مبلغ من الدولارات مثل 5 آلاف دولار قد يتم وصفه بأنه تشكيل عصابي، أما السياسة الإعلامية، فهي من خلال إطلاق الأبواق التي تروج خطأ بهبوط الدولار وخلافه حتى تشجع الناس على بيع ما معهم من الورقة الخضراء".

وأضاف: "نحن لسنا في أزمة فقط بل إننا في مشكلة إدارة الأزمة، ولا نريد أن نعترف بأننا في أزمة، الحديث دوما يدور حول الرخاء وإنجازات، في الوقت الذي لا تستطيع فيه الدولة تحمل تكلفة الحجاج".

وبحسب صحيفة "المصري اليوم" فإن مصر اضطرت للتخلي عن نسبة كبيرة من حصتها من تأشيرات الحج العام الحالي بسبب التكلفة الكبيرة، مشيرة إلى أنها "أخذت ما يزيد بقليل على 32 ألف تأشيرة فقط من حصتها الإجمالية التي تصل إلى 72 ألف تأشيرة، حيث تراجع الآلاف من المصريين عن أداء الفريضة، لأنهم لا يستطيعون تدبير تكاليف هذه الرحلة"، بحسب الصحيفة.

وقال النحاس: "الحكومة المصرية قررت تقليص عدد الحجاج، وهذا في حد ذاته مؤشر غير جيد، ثم بعد أن تقلص عدد الحجاج، لا تستطيع أن توفر لهم عملة فهذا مؤشر أسوأ".

وأضاف أن "نفقات الحجاج كلها لا تتعدى 250 مليون دولار، لماذا ذهبت الحكومة لاقتراض 2.7 مليار يورو من أجل القطار الكهربائي؟!".

وتابع: "كان يجب على البرلمان أن يقلص نفقاته من أجل الحجيج، بدلًا من أن يخرج واحدًا منه ويتوجه بنداء لولي العهد في السعودية بهذا الطلب".