كشف الإعلام العبري عن خطة حكومة الاحتلال لاستقطاب الطلاب العرب والمصريين وربما السعودية للدراسة بالأراضي المحـتلة عبر إنشاء كلية للطب في مدينة "إيلات" أم الرشراش.

وقبل شهرين، استعانت البحرين بما يسمى “المؤتمر اليهودي العالمي” لتغيير مناهج التعليم لديها بما يتناسب مع “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية، بهدف الوصول إلى ما أسمته بـ”التسامح الديني”.

وفي أبريل 2019، أعلنت خارجية الاحتلال عن دفعة من أطباء عرب تخرجوا من جامعات  "إسرائيلية".

وقالت صحيفة "ذا ماركر" الملحق الاقتصادي لصحيفة "هاآرتس" العبرية، عن خطط حكومة الاحتلال لاستقطاب الطلاب العرب والمصريين عبر إنشاء كلية للطب.

وقالت الصحيفة العبرية إن "تل أبيب ترى أن هذا المشروع سيكون جسرا إلى السلام بين شعوب المنطقة و"إسرائيل"، حيث سيأتي الطلاب من مصر والأردن وربما المملكة العربية السعودية أيضا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية وألمانيا والهند والصين".

ووفقا للخطة الإسرائيلية، "ستنشئ جامعة من الخارج كلية للطب في مدينة إيلات الجنوبية المطلة على البحر الأحمر بالتعاون مع مستشفى يوسفتال التابع لصندوق كلاليت الصحي".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، إن رئيس بلدية إيلات، إيلي لانكري، الذي تولى منصبه قبل أقل من عامين، هو صاحب تلك الخطة الطموحة.

وقال رئيس بلدية إيلات للصحيفة العبرية: "للوهلة الأولى، يبدو الأمر وكأنه خيال، إنشاء كلية طبية دولية في إيلات، بالتعاون مع جامعة واحدة أو أكثر من الخارج ومع مستشفى إيلات الصغير يوسفتال، ليعج بمئات الطلاب المصريين والعرب والإسرائيليين والأجانب، سيدرسون باللغة الإنجليزية في الكلية كل عام".

ومع إعلان دولة الإمارات في يوليو 2021 عن اول طالب إماراتي يدرس في "إسرائيل" بتطبيع على المستوى التعليم. كتبت الشيخة جواهر القاسمي، زوجة حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان محمد القاسمي بانتاقد تطبيع التعليم مع "إسرائيل" وغردت عبر "تويتر"، "مناهجهم توصي بقتل واغتصاب أرض العربي".


حذارِ منها
المحلل الفلسطيني حماد صبح قال في مقال نشره عبر "الرأي اليوم إن الكيان يتألم من كون التطبيع ما زال قاصرا على الأنظمة وأن الاتصال بالمواطنين العرب والمسلمين ".. هو الاندماج الفعال الذي يتجاوز العلاقات الرسمية التي تشكو دائما من برودتها ، وتتألم من أن تطبيعها مع العرب خاصة ليس شعبيا ، ومن ثم لا يحقق أهدافها التي تريدها ، ويبقى عرضة للاختفاء لو تولت الحكم في الدولة المطبعة قيادة جديدة لا تقبل التطبيع معا . العلاقات النافعة والدائمة هي علاقات الشعوب".

ورأى صبح أن الهدف الحقيقي من كلية الطب "هو أن يكون طلاب الكلية ، خاصة العرب ، وسيلة إسرائيلية للنفاذ إلى المجتمعات العربية ، وتقديم صورة إنسانية جميلة لإسرائيل تغايرحقيقتها الهمجية الموغلة في القبح والدموية ، وفي اعتبار كل العالم أغيارا سيئين ، وحفلت مسيرة أعلامهم الأخيرة التي وصفها جدعون ليفي في ” هآرتس ”  بالملعونة ؛ بالإشارة إلى هذه الغيرية . وسيكون لكل استخبارات إسرائيل نشاط سري في الكلية لتجنيد العملاء خاصة من الطلاب العرب ، ولن يفلت الطلاب الأجانب من شرور هذا النشاط ".

وأشار إلى "الطلاب الفلسطينيون مضطرون للدراسة في الجامعات الإسرائيلية بحكم واقعهم الذي  أجبروا عليه ، ومنهم من يدرس في الجامعات الفلسطينية في الضفة ، وفي الجامعات الأردنية . وهم على خبرة بحكم واقعهم بكل خبائث وشرور الكيان الذي حشروا فيه ظلما وغصبا ، ودائما يجسدون انتماءهم الوطني الفلسطيني ، وشهدنا إحياءهم لذكرى نكبة شعبهم الخامسة والسبعين في دائرة مباني الجامعات التي يدرسون فيها ".

وقال: "الطلاب العرب الذي تستهدفهم إسرائيل للدراسة في كلية الطب التي تنوي إنشاءها ؛ ليسوا في ضائقة الاضطرار الذي ابتلي به الطلاب الفلسطينيون".

وأضاف ، "الكلية المرادة مصيدة للطلاب العرب والأجانب ، وتركيزها سيكون على الطلاب العرب . والحض  على الحذر منها يعم كل مشروعات التقرب الإسرائيلي من العرب والمسلمين . هذا كيان لا يأتي منه إلا القتل والتآمر والإفساد بكل أشكاله متنافرا كليا مع ثرثرته المزيفة الكاذبة عن السلام . سرق وطنا ، وقتل وجرح عشرات الآلاف من المواطنين العرب ، واعتقل بعد عدوانه في 1967 مليون فلسطيني، ويستولي يوميا على الأرض الفلسطينية ، ويهدم البيوت ، ويهلك المزارع ، ويعتدي يوميا على حرمة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي ، ويسب غوغاؤه وبعض وزرائه مثل ميري ريجف  رسولنا الكريم _ عليه أفضل الصلاة ، وأتم التسليم _ والهتاف الأثير  لأراذل مستوطنيه : ” الموت للعرب ”.