رغم أن الصلاة على النبي عمل قلبي طوعي إلا أن دعوة وزارة الأوقاف بحكومة الانقلاب للصلاة على النبي محمد في مساجد مصر بصورة جماعية، عقب صلاة الجمعة، أمس، أثارت الجدل حيث أشار متابعون إلى أهمية ألا تكون الضلاة على النبي ضمن نشاط سياسيـ أو استجابة لتوجيهات من وزير أوقاف سلطوي ، هو بالدرجة الأولى، رجل دعاية سياسية في حكم ديكتاتوري ، ويمارس - كوزير -  أعلى درجات السياسة المحضة تحت مسمى الدعوة إلى الله .

وأصدر محمد مختار جمعة ،وزير الاوقاف بحكومة الانقلاب أوامر لجميع الخطباء بتنظيم الصلاة على النبي بشكل جماعي علني عقب صلاة الجمعة لمدة خمس دقائق بالصيغة التالية : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

وكانت وزارة الاوقاف قد حددت موضوع خطبة الجمعة بـ"فضائل الصلاة والسلام على النبي" وشدد "جمعة" أنه حبًّا وكرامةً للرسول قررت وزارة الأوقاف أن يكون موضوع خطبة الجمعة: "فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام (صلى الله عليه وسلم) ".

 

حالة غضب

في المقابل سادت حالة من الغضب على منصات السوشيال ميديا، بسبب ما اعتبره البعض بدعة لم يأت بها الصحابة أو التابعين، فيما رآها البعض الآخر حيلة من نظام الانقلاب للتقرب إلى المصريين باستغلال حبهم الفطري للنبي رغم أن نفس النظام حارب، قبل سنوات، حملة للصلاة على النبي. كما أيد اببعض الدعوة وقام بـ"تشيير" مجموعة صور وفيديوهات من مساجد نفذت توجيهات "جمعة" لدرجة تورزيع أحد المصلين "شربات" على المصلين ابتهاجا بقرار وزير الأوقاف. 

وقال محمد الهوارى على فيس بوك: “الصلاة على حضرة سيدنا النبي عمل قلبي طوعي،  يصدر عن المؤمنين من باب الحب طوعًا وعفوًا وذكرًا واختيارًا حرًا تلهج به قلوبهم من تلقاء أنفسهم دون أوامر من خارجهم”.

وأضاف: “الصلاة على حضرة سيدنا النبي لا ينبغي أن تكون نشاطًا سياسيًا، استجابة لتوجيهات من وزير أوقاف سلطوي، هو بالدرجة الأولى، رجل دعاية سياسية في حكم ديكتاتوري، ويمارس - كوزير -  أعلى درجات السياسة المحضة تحت مسمى الدعوة إلى الله”.

وختم بالقول: “سيبوا مساحة للناس تتنفس فيها لا تدسوا أنف السلطة التنفيذية بين حضرة النبي والمؤمنين  لا تحشروا السياسة فيما ليس من شأن السياسة”.

 

جدل واسع

"الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أفضل الذِّكر وأقرب القربات، وأعظم الطاعات؛ فقد فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا} (أخرجه مسلم).

وقد يحتجُّ البعض على عدم مشروعية الذِّكر الجماعي بما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ما يفيد النهي عن رفع الصوت بالذِّكر، وهذا لا يصح عنه؛ قال ابن حجر الهيتمي في [الفتاوى الفقهية الكبرى 1/ 177]: ’وأما ما نُقل عن ابن مسعود أنه رأى قومًا يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد.

ولكن أجمع العلماء سلفًا وخلفًا على استحباب ذكر الله تعالى جماعةً في المساجد وغيرها من غير نكير، إلَّا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلٍّ أو قارئ قرآن‘ لذلك لم ينتشر الذكر الجماعي في دبر الصلوات احترما لقدسية المسجد وخصوصية المصليين وعدم إجبارهم على طاعة أوعبادة معينة أو توجيه ليبدع كل مسلم في طاعته لله كيفما يشاء دون قيود بخلاف الصلوات المكتوبة.