في ظل تكتم شديد، تجاوز محافظ بورسعيد -والحاكم العسكري للمدينة أثناء ثورة يناير ومذبحة الاستاد التي أودت بحياة 74 من مشجعي النادي الأهلي- حالة الغضب لدى أهالي ضاحية الجميل في بورسعيد؛ بسبب قرار تهجيرهم من منازلهم، الصادر في مارس 2023، بحجة أعمال التطوير، والتي تتشابه حالتهم مع ما حدث من تهجدير قسري لسكان رفح (18 ألف بيت) وما يحدث لأهالي الوراق، ومثلث ماسبيرو ونزلة السمان والسيدة عائشة.

ولكن الوعود التي قطعت لسكان الضاحية أغلبها (فلل) بأنهم سيذهبون إلى مناطق وأماكن أخرى، وجودا أن المنصات الموالية للمحافظ تكرر يوميا أن ضاحية الجميل منطقة عشوائية (أغلب بلطجية عشوائيات المدينة يؤيدون الغضبان) وأن الحل هو "تطويرها" بنزع الملكية الذي يرفضه أغلب السكان وهي إرهاصات اعتبرها الأهالي تمهيد لمفاجأتهم بالتهجير القسري.

حساب "المفسدون في الأرض" في بورسعيد ذكر أن "الغضبان" يخطي عندما يظن أن مصدر حمايته النظام وأن الغضبان لم يترك "أي باب بينه وبين شعب بورسعيد تتنفس منه الناس ويصل صوتها إليه، اعتقادا منه بأنه ( عدولة) فتي النظام المدلل، ولكن شعب بورسعيد الذي دمر الغضبان بقراراته العنترية المنفردة أغلب الأسر البورسعيدية، لم يعد عنده في قوس الصبر منزع وأصبح السهم علي وشك أن ينطلق ليطيح بثوابت خاوية لدي الناس لكنها متجذرة في ذهن الغضبان ألا وهو الخوف الذي صدره الغضبان لأهل بورسعيد لأنه ( عدوله) وهو اللقب الذي أطلقه عليه السيسي.

غير أن حسابات كثيرة لبورسعيدية ومنها لنواب ببرلمان العسكر يحذرون النظام من غليان وغضب شعب بورسعيد من المحافظ "ويتحول لكتلة مشتعلة تتدحرج لأماكن أخري مثل كرة الثلج لكنها هنا ستكون كرة نار تأكل في طريقها الأخضر واليابس، وأعتقد أيضا أن مواصلة نواب بورسعيد الضغط علي أصحاب القرار في القاهرة ستجعل كرة النار تؤتي ثمارها وتقضي علي الغضبان حتي يسلم الوطن من كل شر .. ".!!
 

قضايا متراكمة
وفي محاولة لتحديد حجم الغضب يحاول نواب العسكر تقمص دور المعارضة وقبل أيام طلبوا ممن يعارض الغضبان وله مظلمة أن يحضر لحزب السيسي "مستقبل وطن" ويعرضها رغم أن هذا النمط جعل كثير من الحسابات لأشخاص من بورسعيد يعرضون مظالمهم والفساد والمجاملات في الميناء والأحياء وعلى البحر وفي مبنى الهيئة عبر وساءل التواصل الاجتماعي.

مارك مهنى (‏‎Mark Frances Mehanni‎‏) سطر عدة مشكلات في سجل محافظ بورسعيد منها "الجميل (حي الضاحية) وأرض المتحف، ومبنى هيئة قناة السويس، وأرض النادى المصرى، وو البطايق الاسترادية و المنطقة الحرة "، وتساءل "سايبينه ليه فى المحافظة .. ايه لازمته بعد افتعال كل المشاكل دى !".
 

كعكة المنقلب
"النائب" أحمد فرغلي كتب عبر حسابه "الغضبان أصبح عبء علي النظام .. تفتعل المشاكل وتهوي قطع أرزاق شعب بورسعيد.. وتحارب  شباب بورسعيد في مشاريع الإسكان.. وتستقوي علي ذلك بدعوي أنك من المقربين.. من (...) عبد الفتاح السيسي .. منذ ان قام الرئيس بالمناداه عليك بمؤتمر ببورسعيد بكلمه عدولا.. حاربت شباب الإسكان التعاوني ووضعت العراقيل.. للمشروع في تخصبص الأرض.. حتي أرتفع سعر بناء الشقه 3 مرات وصدرت.. للشباب ان الأزمه سببها   (...) عبد الفتاح السيسي بقراره في 2019، ببناء أي مشاريع جديده بمدينه سلام .. مع أن هذا المشروع منذ 2013 وصدرت للشارع.. ان قرار الرئيس هو من قضي علي حلمهم ببناء الوحدات داخل بورسعيد .. قطعت أرزاق الألاف   من أبناء بورسعيد بوقف .. البطايق الإستيرادية الخاصة بهم لأسباب واهية.. ومنهم الأرامل والمطلقات وكبار السن .. عدم أحترامك لتنفيد الكثير من أحكام القضاء في كثير من المشاكل بالإسكان والبطايق .. وتستقوي بدعوي انك من المقربين من (...) السيسي..  جميع مشاكلك الجماعية مع المواطنين .. تضع كلمه هذه توجهيات القيادة السياسية لإرهاب الجميع.. معظم الأراضي والمشاريع الإستثمارية التي قمت بتخصيصها بالأمر المباشر شابها تحايل علي القانون وتربيح للغير وإهدار المال العام".
 

ويشارك "النائب" حسن عمار زميله "فرغلي" درجة الحنق من عادل الغضبان وصرح بذلك في إجتماع الغرفة التجارية بتجار بورسعيد واتهم الغشبان بالظلم وقال "لن نتراجع عن إسترداد حقوق أبناء بورسعيد من ظلم " الغضبان " .. عادل الغضبان يخالف توجيهات القيادة السياسية و يفرط فى حقوق أبناء بورسعيد ".

واعتبره "محافظ كل قراراته نابعة من أهوائه الشخصية و يمتاز بـ " التضليل فى العرض " في كل مواقفه"، الطريف أن "عمار" منحه "فرصة أخيرة لمحافظ بورسعيد للتراجع عن قراراته لحل مشاكل أبناء بورسعيد " المنطقة الحرة – الإسكان "، وهي الفرص التي لا ينبغى أن تمنح للفاسدين.
 


ضاحية الجميل

وضاحية الجميل واحدة من أراضي السبوبة التي يسعى لحصادها عادل الغضبان، واستعرض المواطن (رءوف ابوالسعود) صورا عبر حسابه لجزء من ضاحيه الجميل السكنيه "التي تم بنائها بموجب تراخيص هندسيه رسميه قانونية و تم بنائها بمالنا الخاص و ادخال جميع المرافق بمالنا الخاص ثم يأتي المحافظ و يريد هدمها لكي يعطيها لمستثمر بأمر مباشر من اجل العموله".

وأرسل عادل الغضبان المستثمرين لشراء ارض ضاحيه الجميل السكنيه! والمبنيه بقرار المجلس المحلى ببورسعيد سنة ١٩٧٨..ضاربا عرض الحائط بالحقوق الدستوريه والقانونيه للمواطنين.

وكشف مواطنون آخرين أن كل قطعة أرض بالضاحية "استلمناها من المحافظة من ٤٥ سنة والمحافظة سلمتنا رسومات وتخطيطات ننفذ على اساسها البناء و كل واحد بنى الڤيلا بتاعته على حسابه و دخلنا المرافق على حسابنا و لينا عدادات كهرباء و عدادات مياة لكل فيلا وبعد ٤٥ سنة المحافظ قرر فجأة انه هيبيعها لمستثمر و ذلك بسبب انه عايز يعمل تطوير فى المحافظة".

المواطنون تساءلوا عن شقى العمر و"هنروح فين" فأجابهم المحافظ "وأنا مالي"؟! وحجته الوحيدة التطوير!

عبر وسائل التواصل الاجتماعي وافق بعضهم على تحمل نفقات تطوير المنطقة ثم شراء الارض من المحافظة.