كشف باحثون بمبادرة "شواهد مصر" أن مقبرة "ورش" مهددة بالإزالة وهي الموجودة بمنطقة الإمام الشافعي في وقت تبرأت فيه الهيئة العامة للآثار من المقبرة بدعوى أنها غير مسجلة كأثر!

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي سجل ناشطون ومتابعون رفضهم الهجمة الشرسة التي تتعرض لها "جبانات" السيدة عائشة والإمام الشافعي، وغيرهما من المقابر التي يتم هدمها لإنشاء كباري، رغم قيمتها الأثرية والتاريخية الكبيرة، فضلا عن قيمتها الأدبية باعتبار تلك المقابر تحمل رفات الكثير من الرموز الدينية والتاريخية والأدبية التي ساهمت في التاريخ بشكل واضح، وهي المقابر والشواهد التاريخية التي لو امتلكت أي بلد جزءا منها لحولته إلى متاحف ومزارات سياحية.

 

بئس القوم!

وعن "مقبرة ورش" قال الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي: "‏بئس القوم الذين يهدمون قبر رئيسهم في قراءات القرآن الكريم. رحم الله الإمام ورشاً، ورحم الله ابن بَرِّيِّ القائل في نظم "الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع": ومن الجزرية ساق هذه الأبيات : على الذي روَى أبو سعيدِ .. عثمانُ ورشٌ عالم التجويدِ.. رئيس أهل مصرَ في الدراية.. والضبط والإتقان في الرواية..".

أما الكاتب الصحفي عامر شماخ فكتب عبر حسابه: "العسكرى الذى فهم أن الصلاة تسبق الوضوء لن يتردد فى هدم قبر الإمام ورش، هو لا يعرف من ورش".

وأمام اهتمام السيسي بتراث "ليشع ومنشا" كاتبي التوارة وإشادة الحكومة الأمريكية بخطواته المحافظة على التراث اليهودي، كتب علاء الدين حمدى شوالي عبر هاشتاج "ضمير_مستتر" عن . مفارقة "ورش" و"ليشع"! "حاصرنى المعنى باللا معنى.. أجلسنى فى تاءِ الموتِ قليلاً.. أجلسنى في نون الحزن وقال النون عيون اطفأ نورى مرتبكاً.. قال بأنّ العين.. سقطت فى نكدِ الدنيا.. فهلمّ الساعة نخرجُ نخفى موتاً من نور!  فخرجنا فى الظلمة.. أعطاني المعنى سيفاً.. قال: اقطعْ رأسك.  ففعلت! وضع المعنى الرأسَ على الرمح ومضى يحملهُ فى الطرقات وسط صهيل الناس. ".

وكتب الصحفي والباحث عبدالله الطحاوي: ".. البلدوزر ينوي هدم مقبرة الإمام ورش رئيس المقرأة المصرية وإمام القراءات في العالم الإسلامي .. لا أستطيع أن أشرح للسلطة الحالية من هو الإمام ورش ولا قدره ولا منزلته، ولا  أعرف كيفية استنقاذه من قدره السيء الذي جعله يتخذ من تراب مصر عنوانا له .. لكني أقول لمدمني الكلام عن الهوية المصرية واللسان المصري العربي وطرائق التلاوة .. إن هذا هذا كله يلخصه الإمام ورش رحمه الله سيرة ومنهجا ... أنا شخصيا محبط ولا أتوقع أن يستوعب البلدوزر هذا الكلام .. ولا أنتظر شيئا من ندوجية الهوية .. ".
 

شيخ القراء المحققين

أما الباحث والطبيب مصطفى صادق فكتب، عبر حسابه على "فيسبوك" قائلا: "مقبرة الإمام ورش شيخ القراء المحققين، مهددة بالإزالة، مضيفا: ولد الإمام ورش في مصر وفيها توفي ودفن في مقابر الإمام الشافعي.. الإمام ورش هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان وقد لقبه شيخه الإمام نافع بلقب ورش وهو طائر معروف، الورش أيضًا هو شيء يصنع من اللبن وقد لقب شيخنا به نظرا للونه الناصع البياض".

وأضاف: "يعد الإمام ورش شيخ القراء المحققين وكان حسن الصوت، جيد القراءة وإذا قرأ يهمز ويمد ويبيّن القراءة فلا يمله سامعوه، وكان من الثقات في القراءة وممن يحتج بهم في ذلك، مردفا: انتشرت قرأته في شمال إفريقيا وغربها وفي الأندلس وهي أكثر القراءات شيوعا في العالم الإسلامي بعد رواية حفص ومن خصائصها تخفيف همزة القطع، وإمالة الألف إلى الياء في أواخر بعض الكلمات وقد ظلت قراءة ورش السائدة في مصر حتى الفتح العثماني، حيث أصبحت قراءة حفص هي القراءة المعتمدة في مصر".

وعن المفارقة كتب: "تخيل بقي يا مؤمن إن مكان مقبرة الإمام ورش، حيث يوجد قبره معروف وأن قبره موجود في حوش أسرة الشيخ محمد محرم وابنه الحاج عبد الرحمن، ومع الأسف أغلب المصريين لا يعلمون أن الإمام ورش مدفون في مصر ولا يعلمون أين قبره".
 

واستطرد: "طيب عايز تنبهر أكثر ومعرفش المفروض تعمل إيه لما تعرف المعلومة دي، تخيل بقي إن مقبرة الإمام ورش شخصيا وحوش أسرة الشيخ محمد محرم مهدد بالإزالة لإقامة طريق، مضيفا: بدل ما يتحول هذا المكان إلى مزار للاعتبار وقراءة الفاتحة لروح الإمام صاحب القراءة وشيخ المحققين لا فيه إنسان قرر هدمه وإقامة طريق بدلًا منه، عندما يعجز الكلام عن التعبير ويعجز اللسان عن البوح عما بالذات".
 

جهبذ نابغة
وكتب الباحث في التراث محمد الشرقاوي: "هذا قبر رجل جهبذ …نابغة ..موفق ..مؤثر، من ( مدينة قفط /محافظة قنا/الصعيد الجواني )،وهذا المدفن في القرافة الصغرى في القاهرة ،ضمن حوش الشيخ محرم!!".

وأضاف عبر حسابه على فيسبوك: "إنه قبر الإمام (ورش القفطي ) الذي شرفه الله تعالى بأن اختاره ليكون راوي ثاني أشهر قراءة للقرآن الكريم في العالم ، بعد قراءة حفص عن عاصم ؛ التي هي رواية ورش عن نافع المدني .."

وتابع: نبغ (ورش القفطي ) وهو في بلدته في أعماق الصعيد في قراءة القرآن الكريم بقراءاته المتعددة،فسافر إلى الفسطاط ليقرئ الناس في جامع عمرو . ثم تاقت نفسه إلى التلقي والرواية عن نافع المدني ، فسافر إليه في المدينة المنورة ، ولزمه ، وروى عنه قراءته ،وتضلع منها ، ورجع إلى مصر.

وأكمل ، "وقد شاء الله لروايته أن تنتشروأن تذيع في البلاد والأمصار..في المغرب وموريتانيا والسنغال والجزائر وتونس وليبيا وعموم الأندلس ومصر .. لقد كانت القراءة برواية ورش هي السائدة في مصر ، إلى أن اجتهد العثمانيون في تحويل المصريين إلى القراءة برواية حفص عن عاصم لأسباب تتعلق بهم !!

ومعلوم أن القراءة برواية ورش عن نافع المدني قد سارت مع المالكية والأشعرية والصوفية السنية - في الأمصار - جنبًا إلى جنب !!

لقد أصبح (الصعيدي ابن مدينة قفط ) شيخًا للمقارئ والإقراء في مصر وغيرها من الأمصار ، وأصبحت روايته من أشهر الروايات في تلاوة القرآن المجيد.

ورأيت أن الناس في المغرب وشمال أفريقيا وغربها يعرفونه ويقدرونه أكثر من بلدياته المصريين ، بل والقفطيين !!

وعندما تناهى إليهم خبر عزم السلطات المصرية شق طريق جديد يمر فوق قبر الإمام ورش القفطي المصري ،

طلب بعض المغاربة من حكومتهم نقل رفات الإمام ورش ، من مصر …إلى فاس أو الدار البيضاء ، وإعادة دفنه في مسجد الحسن الثاني أكبر مساجد المغرب وأشهرها!