أثارت صور استقبال الدكتور أسامة الأزهري، وحمله على الأعناق ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ أكتوبر 2014، أصبح أسامة الأزهري مستشارًا لقائد الانقلاب للشؤون الدينية، وفي عام 2015 عين عضوًا بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) ووكيلًا للجنة الشؤون الدينية والأوقاف بالمجلس.

ولم يكتف الأزهري بما حدث في إندونيسيا، لكنه نشر العديد من هذه الصور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكأنما يعتد بذلك ويُعجب به، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات لشخصه.

وانتقد رواد "فيسبوك" ما نشره الأزهري، من صور عبر صفحته الرسمية أثناء حمله على الأعناق جالسًا على كرسي، وهو يلقي كلمة لجمهور مدينة لومبوك، وقارنوا بينه وبين الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمة الله)، حينما حاول البعض حمل سيارته خلال تواجده بين أهل بلدته بقرية دقادوس بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.

وكان الأزهري قد توجه إلى إندونيسيا لإلقاء عدد من المحاضرات في المجالس العلمية في عدة ولايات إندونيسية، حيث يرافقه عدد من علماء الأزهر، والمنشد الديني مصطفى عاطف، وكان في استقباله عدد من علماء إندونيسيا.

وكانت كلية أصول الدين بجامعة الرانيري الإسلامية الحكومية بندا آتشيه بإندونيسيا، قد منحت الأزهري، درعًا وشهادة تقدير، بعد كلمته الرئيسة في الندوة العلمية الدولية التي نظمتها الكلية تحت عنوان: "إستراتيجيات تعليم تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث الفرص والتحديات".

وأشار رواد "فيسبوك"، إلى أنه كان ينبغي على الأزهري منع حامليه عن رفعه على الأعناق، وإذا تمسكوا بذلك - تقديرًا للأزهر وعلمائه - كان من الأفضل أن يخلع نعليه بدلًا من أن يظهر بالصورة التي ظهر عليها.

وأكد رواد "فيسبوك"، أنه كان ينبغي على الأزهري أن يكون قدوة لشباب الدعوة، ويُفوّت على الجميع فرصة تقديس الشخصيات الدينية.

 

ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي

توالت التعليقات وردود الأفعال المؤيدة والمعارضة لما فعله الدكتور أسامة الأزهري، ونستعرض لكم في هذا التقرير أبرز ردود أفعال المتابعين:

قال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي معارضًا لما فعله الشيخ أسامة: "لا يتواضع إلا من كان واثقًا بنفسه، ولا يتعاظم إلا من كان عالمًا بنقصه، أسامة الأزهري متعاظمًا على صفحته بصوره، وهو محمول فوق أكتاف الرجال والنساء في إندونيسيا، ومنهم من يتبرك بلمس حذائه؛ صورة مسيئة للإسلام وللأزهر الشريف وللمسلمين".

وقال أحد المتابعين مطالبًا الأزهر الشريف بالرد على هذه الواقعة قائلًا: "الأزهر الشريف ممكن يبقي في رد واضح من طرفكم علي فعل الشيخ المنتسب للأزهر؛ عشان لا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ولا حد من الصحابة رضوان الله عليهم عمل كدا، وإن كان دا فعل من أهل البلد الطيبين فكان من الأولى أن ينهيهم عنه".

بينما كتب شخص آخر: “رحم الله الشيخ الشعراوي، رغم سعة علمه ومكانته الدينية اللي وصل ليها لما كان بيحس أنه هيتغير ويصيبه الكبر أو الناس هترفعه في منزلة فيها علو کان بیكسر نفسه بحاجات تردها تاني لأصلها، ولعل أشهر موقف نقل عنه إنه مرة وهو مروح من خطبة في إحدى القرى خرج ناس في الطريق وشالوا العربية وهو فيها من تعظيمهم وحبهم ليه، فطلب من السواق يغير وجهة العربية ويوديه جامع قريب، ولما اتأخر عليهم دخل ابنه يشوفه لقاه بيغسل حمامات المسجد بإيده، عشان يكسر في نفسه آفة العجب والكبر والغرور والرياء! وشتان بين هذا وذاك”.

وعلق آخر، هذا التصرف مرفوض وبدعة، وكان لابد من عدم القبول به وحثهم على عدم تكراره لجهلهم بالأمر، فلم يرد أن حَمل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر، ولم يرد أن الخلفاء الراشدين حُملوا وهم خير منزلة بعد الأنبياء.

 

دليل على الكبر وحب الظهور والشهرة

وأشار المدونون إلى الفارق بين محبة الشعوب للأزهر وتباهي المستشار الديني للرئيس المصري بالتعامل معه، فقال إسلام عباس الأزهري "إن مسلمي دول شرق آسيا يبجلون العلماء عمومًا لكن أن يختال العالم بحمله فوق أعناق المسلمين ويضع الصورة على صفحته لأكبر دليل على الكبر وحب الظهور والشهرة".

وأضاف "كان يجب على الشيخ أسامة أن يرفض ذلك، وأن يوضح لهم أن هذا الأمر فتنة للعالِم ومذلة للتابع، وأن ديننا يرفض الغلو بكل صوره".

واستشهد محمد العشري بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، منتقدًا هذا التصرف واعتبره "لا يليق".

وقال محمد عزت "الشيخ أسامة الأزهري عالم قدير، ولا أشكك في علمه لكن أنتقد هذه المشاهد، حيث وافق على دخول الندوة محمولًا كالفراعنة والأباطرة، وبعض البسطاء من الناس يتبركون بحذائه، أتمنى ألا يتنافس العلماء في ذلك مستقبلًا".