وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مساء الخميس، اتفاق مبادئ أولياً في مدينة جدة السعودية يؤكد التزامهما بسيادة السودان ووحدته، وجدولة محادثات جديدة تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين.

وحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) فإن الاتفاق جاء بعد نحو أسبوع من استضافة المملكة لمحادثات مباشرة بين الجانبين بتنسيق مع الولايات المتحدة، في "أول اتفاق" بين الطرفين منذ اندلاع النزاع المسلح بينهما في 15 أبريل الماضي.

وقالت الوكالة: إن "إعلان جدة صدر عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تحت عنوان الالتزام بحماية المدنيين في السودان".

وذكرت أن الإعلان يتضمن "تأكيد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، وتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين".

كما أكد الإعلان أن "ذلك الالتزام لن يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية"، بما في ذلك الالتزام بالإعلان وتنفيذه على الفور.

وشدد على أنه "لا تحل أي من النقاط الواردة بالإعلان محل أي التزامات أو مبادئ بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تنطبق على هذا النزاع المسلح"، دون توضيح أكثر.

ووفق الإعلان، سيلتزم الطرفان بـ"تنفيذ الالتزامات على الفور".


ويتضمن الإعلان 7 بنود، من أبرزها "التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين"، و"الامتناع عن أي هجوم قد يتسبب في أضرار مدنية، وتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، وعدم انتهاك حرية تنقلهم، مع عدم منعهم من مغادرة مناطق الأعمال العدائية أو المحاصرة، والالتزام بالإجلاء، وعدم تجنيد الأطفال، والامتناع عن أشكال التعذيب".

كما تشمل البنود "السماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق، وتسهيله، والالتزام بفترات التوقف الإنسانية المنتظمة وأيام الهدوء حسب الحاجة، وتعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها".

ومن البنود كذلك "إعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية".

إضافة إلى "الالتزام بجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائي".

وفي وقت لاحق من توقيع "إعلان جدة" أفادت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، بأن الجيش و"الدعم السريع" اتفقا على استمرار محادثات جدة بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بينهما لقرابة 10 أيام، ثم مشاورات أخرى لوقف دائم.

وقالت الوزارة إن "الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار سيشمل آلية مراقبة مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والمجتمع الدولي".


وأضافت أنه "تماشياً مع النهج التدريجي المعتمد الذي اتفق عليه الطرفان، ستتناول محادثات جدة الترتيبات المقترحة للمحادثات اللاحقة مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين بشأن وقف دائم للأعمال العدائية".

وكشفت أن "التشاور مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ستتطلع إلى المشاركة في مناقشات مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات".

والأحد الماضي، انطلقت المحادثات المباشرة بين الطرفين في جدة وكانت بهدف "الوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار".

ويشهد السودان منذ منتصف الشهر الماضي اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" أسفرت عن أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين و"أوضاع إنسانية صعبة".