يبدو أن حملة الغضب الشعبي على مواقع "التواصل الاجتماعي" والرافضة لهدم مقبرة الشيخ محمد رفعت ونقل رفات قيثارة القراء لكتاب الله تبارك وتعالى حمل سلطات الانقلاب على التراجع عن هدم مقبرة الشيخ محمد رفعت.

فقبل ساعات من الخميس 11 مايو نفت محافظة القاهرة إزالة مقبرة الشيخ محمد رفعت، وأعتبرت أن ما أثير بشأن إزالة المقبرة الخاصة بالشيخ محمد رفعت، أو إرسال المحافظة خطابًا يطالب أسرة الفقيد الراحل بنقل رفاته على نفقتهم الخاصة.


وقالت المحافظة في بيان، إن ما تردد بهذا الشأن عارٍ تمامًا عن الصحة. بل وأهابت بوسائل الإعلام تحرى الدقة والرجوع للمصادر الرسمية للتأكد من صحة البيانات.
 

بيان من أسرة الشيخ رفعت

واستغاثت أسرة الشيخ محمد رفعت لإنقاذ مقبرته من الهدم، وتوجهت الحاجة هناء، حفيدة الشيخ محمد رفعت، بنداء استغاثة الجهات المسؤولة ومحبي الشيخ محمد رفعت لأجل التدخل لوقف قرار إزالة مقبرته.
 

وقالت الحاجة هناء، حفيدة الشيخ محمد رفعت: "أوجّه رسالة استغاثة للمسؤولين في الدولة لإنقاذ رفات الشيخ محمد رفعت حيث إنه لايزال مدفونا في المقبرة بالسيدة نفيسة".

وتابعت حفيدة الشيخ محمد رفعت: "جدي مدفون في لحد داخل المقبرة، وكدة هيكسروا عليه اللحد عشان يطلعوا الرفات، ده تاريخ، ده تاريخنا، ومش عارفين نعمل إيه".

وتلقت أسرة الشيخ محمد رفعت إخطارا من محافظة القاهرة الاثنين الماضي بشأن نقل رفات الشيخ الراحل استعدادا لإزالة مقبرته بسبب أعمال المنفعة العامة صمت إنشاء محور صلاح سالم.
ويطلق على الشيخ محمد رفعت ألقاب منها؛ "ألحان السماء" و " قيثارة السماء " كصوت يعشق المسلمون سماعه لاسيما المصريون في في رمضان قبل أذان المغرب، حيث يملأ البيوت دفئا، والقلوب بالأمان.
ولد قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت بحي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة عام 1882، وكان والده مأمور قسم الخليفة، وفى سن الثانية أصيب الشيخ رفعت بمرض في عينيه أدي إلي فقد بصره .

نذر الأب محمود بك رفعت نجله لخدمة القرآن الكريم، فألحقه بكُتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بحي السيدة زينب؛ ليحفظ آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، فأتم حفظ كتاب الله قبل سن العاشرة.

جلس الشيخ الصغير للتلاوة في مسجد "فاضل باشا" ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وما انقضى العام حتى منحه شيخه إجازة في تلاوة القرآن الكريم مرتلًا ومجودًا، وأصبح الفتى محمد رفعت مسئولًا عن قراءة القرآن الكريم يوم الجمعة، وسرعان ما استقطب صوته الشجي الجميل جموع المصلين، حتى ضجت ساحة مسجد فاضل باشا والطرقات المحيطة به بعشاق صوت الشيخ رفعت.

ومنذ ذلك الحين أصبح الشيخ محمد رفعت من أعظم الأصوات التي قرأت القرآن الكريم في القرن العشرين، فقد استطاع بصوته الخاشع العذب أن يغزو القلوب والوجدان، فصوته يفسر الآيات بأسلوب يجمع بين الخشوع وقوة التأثير، فوضع لنفسه أسلوبًا فريدا في التلاوة، من الصعب تجاوزه أو تخطيه.

ظل الشيخ محمد رفعت يقرأ القرآن الكريم في مسجد فاضل باشا قرابة ثلاثين عامًا

عند افتتاح الإذاعة المصرية في 31 مايو عام 1934 ،رُشح لقراءة آيات من القرآن الكريم  فكان أول قارئ للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية.

هاجم المرض الشيخ محمد رفعت مع بداية عام 1943 في أثمن ما يمتلك في الحنجرة .. توقف عن القراءة بعدها حتي يظل يتذكره الناس بصوته الذي عهدوه ، و رفض التبرعات التي جمعها الناس لعلاجه .

توفى في 9 مايو عام 1950، ودفن بجوار مسجد السيدة نفيسة