اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش)، ومقرها "نيويورك" الحكومة المصرية وشركة بريطانية، بالتسبب في تسريب البيانات الشخصية لعشرات الآلاف من الأطفال والتلاميذ في مصر عبر الإنترنت، طوال الشهور الثمانية الماضية، ما يعد انتهاكًا صريحًا لخصوصية الأطفال والتلاميذ، ويعرضهم  لخطر إساءة استخدام البيانات واستغلالها، وهو الأمر الذي يسبب أضرار جسيمة للأطفال، كانتحال الشخصية والابتزاز، إلى جانب الاستغلال الجنسي.



شركة أكادميك اسيسمنت

هيومن رايتس ووتش رصدت في بيان أن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التربية والتعليم، وشركة "أكاديميك اسيسمنت" البريطانية، كشفتا معلومات شخصية لأطفال وتلاميذ لشهور دون حماية، ما يعد انتهاكًا لقوانين حماية البيانات في مصر وبريطانيا.


وشملت البيانات الحساسة 72 ألف طالب، ممن تقدموا لإجراء امتحان "إيجيبشان سكولاستيك"، المعروف اختصارًا باسم "EST"، والمطلوب من الجامعات المصرية، لالتحاق طلاب وتلاميذ نظام تعليم "الدبلومة الأمريكية" بالجامعات المصرية. تضمنت البيانات غير المحمية 356,797 ملفا، وشملت الأطفال الذين تقدموا بطلب التقدم للامتحان بين سبتمبر 2020 وديسمبر 2022.


تسريبات البيانات تعلقت بأسماء الأطفال الكاملة، وتواريخ الميلاد، والنوع الاجتماعي، بالإضافة إلى عناوين السكن والبريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف، وأسماء المدارس، والصفوف الدراسية، إلى جانب صور شخصية، وصور من بطاقات الرقم القومي، ونسخ من جوازات السفر، لطلاب وتلاميذ من كافة المحافظات المصرية، بالإضافة إلى 168 تلميذًا من دول الجزائر، والبحرين وجزر القمر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، وسلطنة عُمان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، والسودان، وسوريا، والإمارات.


بيانات الطلاب ظلت متاحة عبر الإنترنت لأشهر، قبل أن تحذف في 15 مارس الماضي، بعدما أبلغت المنظمة الحقوقية، شركة أمازون العالمية، التي تستضيف خدمات التخزين السحابية التابعة لها، بوجود انتهاك خصوصية بيانات الأطفال.
 

شركة بيرسون


وأعاد الحدث الذي تناولته المنظمة مع ما حدث مع تظلمات الثانوية العامة في سبتمبر الماضي، حيث اتهم ألاف الطلاب مركز الامتحانات (التابع لوزارة التربية والتعليم) بالتزوير، لأن أوراق إجاباتهم لاتخصهم، وفاجأتنا الوزارة بأنها متعاقدة مع شركة بريطانية فى التصحيح، وهي شركة "بيرسون" متعددة الجنسيات، مقرها في لندن.


الأخطر أن "بيرسون" حققت كارثة أكبر وأخطرعلى الأمن المصرى، وحصلت على بيانات جميع طلاب مصر، وبحكم أنها متعددة الجنسيات، منها دول معادية.


وقال مراقبون إنه بالتحصل على البيانات مكن تحليل نمط الإجابة (تحليل علمي) بدراسة اتجاهاتهم وبياناتهم حتى من خلال الإجابات، ويتعرفون على شخصية المصرى وتحليل عقلية ونفسية الأجيال وكنزا مجانيا لدولة معادية بحسب وجيه الصقار.

يشار إلى أن شركة بيرسون البريطانية قامت منفصلة بتصحيح كل مواد الامتحانات بالموازاة مع  مركز الامتحانات منفردين وخرجت النتيجة متطابقة!، وأكد البعض أن شركة بيرسون اعتمدت على نسخة مركز الامتحانات، بينما تلقت ملايين الجنيهات حسب التعاقد نظير التصحيح.

 


فتش عن الإمارات

الباحثة في حقوق الأطفال والتكنولوجيا في هيومان رايتس ووتش، هاي جونغ هان، إن الحكومة المصرية و"أكاديميك اسيسمنت"، تخاطر بتعريض الأطفال لضرر جسيم، عبر إتاحة معلومات الأطفال الخاصة دون اكتراث، وأضافت "هان" أن على مدى أشهر، سمحوا لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت بمعرفة من هم هؤلاء الأطفال، وأين يعيشون، وأي مدرسة يذهبون، وكيف يمكن التواصل معهم مباشرة". 


وقالت هيومان رايتس ووتش، إن موقع إجراء الامتحان المملوك لوزارة التربية والتعليم، أزيل في مارس 2022، واستبدل بموقع آخر يشير إلى أن الامتحان المصري مملوك لشركة بريطانية كان اسمها "EGYPTIAN SCHOLASTIC TEST LTD".

وأكد ذلك أيضا وزير التعليم السابق طارق شوقي في يونيو 2022، مضيفا أن امتحان "EST" تديره مؤسسة دولية مقرها بريطانيا، ووكيلها في مصر شركة "Sphinx"، وليس لوزارة التربية والتعليم علاقة بالامتحان.


واعتاد طلاب وتلاميذ "الدبلومة الأمريكية" إجراء امتحانات "SAT"، التي تعدها مؤسسة "كوليدج بورد" الأمريكية، للالتحاق بالجامعات في مصر وخارجها، قبل أن توقف المؤسسة الأمريكية، بشكل مفاجئ، في سبتمبر 2020، إجراء الامتحان في مصر، لأجل غير مسمى، بسبب "حوادث متكررة تتعلق بتأمين سرية الامتحان".

وبعد ذلك بأسبوعين، أعلن وزير التعليم حينها طارق شوقي، إطلاق امتحان " EST" كبديل مصري، معتمد فقط من الجامعات المصرية، عبر موقع فرعي، من الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التعليم المصرية، لتسجيل الطلاب، ودفع الرسوم، وهي البيانات الشخصية المتداولة على الإنترنت.


الشركة البريطانية التي تغير اسمها في 17 نوفمبر 2022، إلى "أكاديميك اسيسمنت"، مملوكة لحبيب خليل صايغ، وهو رجل أعمال لبناني يحمل الجنسية المالطية ومقيم بالإمارات، ويمتلك أيضا توكيلها في مصر "Sphinx"، وشركة "يورك برس" التي سبق وروج لها وزير التعليم، في تصريحات صحفية، تدعو لحضور المعلمين وأولياء الأمور، دوراتها التدريبية.


"صايغ"، سبق وذكر اسمه أيضا في وثائق بنما، عام 2016، بعد تسريب وثائق شركة موساك فونسيكا، والتي كشفت النقاب عن شبكة عالمية من غسل الأموال، والتهرب الضريبي.

 

تطبيق سويفل

التقني أجمل سمير حذر من اختراق الخصوصية من بعض التطبيقات الالكترونية ومنها (سويفل) Swvl محذرا من اختراق أو (تسريب بيانات) قد يتعرض له مستخدمو بطاقة (فيزا) أو أصحاب الحسابات البنكية و(طلاب جامعة المنصورة) و(أعضاء هيئة التدريس فيها)، والمشتركين على (نادى city club)، و(مصممين المدينة الأولمبية في العاصمه الإدارية).

وأشار في أكتوبر الماضي إلى منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يعرض بيع 134 ألف سجل لبيانات مصريين! موضحا نها تضم معلومات بنكية من بنوك مختلفة منها؛ بنك مصر وبنك HSBC وبنك الاسكندرية وبنك كريدي أجريكول والبنك الأهلي المصري، التسريب يضم الإيميل والعنوان والاسم بالكامل واسم البنك وبيانات البطاقات الائتمانية..

ليخلص من تحذيره إلى أن بيانات المستخدمين فعلا للبيع (وما خفي كان أعظم) ..