أجلت السويد إصدار تقرير الطبيب الشرعي في ظروف وفاة الناشط المسلم، حسين مفتار، الذي أصاب المسلمين في العالم بموجة حزن وجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي في السويد وغيرها، حيث وُجد في زنزانته وقد فارق الحياة نتيجة ما زعمت السلطات أنه سكتة قلبية بعد أن احتُجز للاشتباه به في اختطاف ابنته من دار الخدمات الاجتماعية (السوسيال).

وتوفي الشيخ حسين مفتار Husein Miftar في مقر احتجازه بأحد أقسام الشرطة في السويد بعد أن قبض عليه في مطار مالمو أثناء سفره مع طفلته في شهر يناير الماضي، بعد أن أدعت الشرطة السويدية أن اختطف ابنته!

وما كان من المدعي العام السويدي إلا أن أمر باحتجازه حتى لا يكرر ذلك، فمات الجمعة الماضية دون معرفة الأسباب!

وكانت السوسيال أو ما يسمى "الشرطة الاجتماعية" استولت على أطفاله عام 2016 ورغم هروبهم أكثر من مرة، وعودتهم منزل والدهم مفتار، وشهادة التقارير بحسن معاملته لهم إلا أن ضباط السوسيال أصروا على قهره وأخذ أطفاله وفي النهاية احتجزوه حتى مات وما زال سويديون يطلبون التحقيق بظروف وفاته وتقرير الطبيب الشرعي مشيرين إلى مقتله.

 

السوسيال اختطف الأبناء 
وقال الداعية الأردني الدكتور إياد قنيبى إن "الأخ حسين مفتار..كان يعيش مع عائلته في السويد، وكان نشيطا محبوبا مؤثرا. اختطفت السوسيال أولاده الأربعة "بنتا وثلاثة أولاد" قبل حوالي ست سنوات. لم يظهر أي سبب لاختطافهم إلا "التربية الدينية" وفقًا لتصريحات صديقه محمود الدبعي. سعى حسين حثيثا في استرجاع أبنائه دون فائدة. وكانوا يحبونه ومتعلقين به وهربوا إليه من السوسيال  لكنها أعادت اختطافهم. ".

واشار إلى أن أحد أبنائه في مقابلة قال: " أبي لم يضربنا ولا مرة، ولا حتى رفع إصبعه علينا. بل كان يتعامل بالحوار".

وأشار إلى اختفاء ابنة حسين مفتار قبل أواخر السنة الماضية من بيت العائلة التي أودعتها السوسيال عندها، ولم يعرف مصيرها! ثم من حوالي شهرين تم إلقاء القبض على حسين بتهمة أنه "اختطف ابنته"!!! ودون أي دليل. مضيفا أنه  قبل أيام، أصدرت المدعية العامة في محكمة سويدية قرارها بأنه لا مسوغ قانوني لاحتجاز حسين مفتار وأمرت بالإفراج عنه، لكنه وُجد متوفىً في زنزانته!! ولا يُعلم سبب وفاته، وإن كانت الشرطة تدعي أنه أصيب بجلطة.

وأكد أنه ليس فقط المسلمون، بل وحتى حسابات وصحف سويدية تنعى مفتار الآن وتقول أنه ظُلم.

وكان الدكتور محمود الدبعي، مدير المجلس السويدي للشؤون الإسلامية، وأحد أصدقاء حسين مفتار، قال إن الشرطة في السويد أبلغته أن سبب الوفاة المحتمل تعرضه لجلطة قلبية، في حين سيحدد تقرير الطب الشرعي السبب المؤكد فور انتهاء فحص الجثة.

وأضاف: "بعد سنوات من المحاولة لاستعادة ابنته قرر حسين أخذ البنت والسفر بها إلى خارج البلاد”. لكن الشرطة قبضت عليه في المطار"، مشيرا إلى أنه "كان من المفترض إخلاء سبيل حسين يوم 7 مارس، لكنه توفي قبلها بيوم داخل مركز الاحتجاز".

وأشار "الدبعي" إلى أن هناك تعتيم إعلامي على خبر وفاة حسين لأن الجهات السويدية الإعلامية تخشى من أن تثار بلبلة بعد تداول الخبر.

وحسب المعلومات التي حصل عليها الدبعي من الشرطة فقد تم نقل جثة حسين إلى مدينة يوتيوبري لإجراء تشريح الجثة وإعداد تقرير الطب الشرعي عن سبب الوفاة ويتوقع صدور التقرير خلال الأيام المقبلة.

واختتم الدبعي حديثه بأن حسين كان رجلاً فاضلاً، سحب أطفاله منه بغير سبب منطقي غير أنه ملتزم دينيا والسلطات تخوفت من ذلك، وفق ما قاله محمود الدبعي .

ورأى الإعلامي نور الدين عبدالحافز أن "‏السويد اجرمت بظلمها.. ‏لكن هل يمكن مقارنتها ببلادنا .. التي ماتت فيها كل القيم .. ‏بلاد ( سيرلي ) و ( العقرب ) و ( بدر٣).. ‏اللهم ارحم الشهيد حسين مفتار.. ‏وارحم امة العرب .. التي يضطر ابناؤها للهجرة .. هربا من الجهل والجوع .. والخوف والفساد".

وقال الناشط بلال Bilal Abdul Kader إن "هذه القصة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة .. لكل بلد أوجاعه الخاصة ولكن منطقة ابتلاءاتها .. من أراد أن يعيش في الغرب، عليه ان يتحضر قبل الزواج والانجاب لهذه الفتن.".

وأضاف "المرأة الشرقية تخاف من الضرائر غالبا ولكن المسلمين في الغرب اصبحوا يعيشون ترقبا دائماً من هذه الضرائر الخفية والضرائب المؤلمة.. اقسام حماية الاحداث في العرب اخطر من فرع فلسطين ومن قسم ثالث المنتزه  ومن سجن عنجر ".

وتابع "في الغرب، تتفاوت أوجاع الأهالي مع أقسام الاحداث. في السويد، لديهم  قوة ضاربة وفي كيبيك أبوة الدولة أعلى من أبوة الدم. . الله يغفر للشيخ ويرحمه ويتقبله عنده ".

وعن مشطلة السوسيال قال "نسأل الله ان يفرجها على كل مظلوم وان يهدي المسلمات والمسلمين في كل بيئة تعادي القيم العائلية كي لا تحرق الزوجة بيتها ولا يحرق الزوج بيته في بلاد تنظر للفرد على انه رقم هامشي في جهاز الانتاج الضخم.".