كشف تصنيف "باراجواي" (ذات الستة ملايين نسمة) تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، إلى أين يصل مدى ابتزاز قادة أبوظبي الجدد في ربط المعونات الاقتصادية من دولة ثرية بالنفط، إلى دولة تكاد تعرف الإسلام أصلا فضلا عن تعرف الجماعات التي تنتمي للإسلام سواء كانت "الإخوان المسلمين" أو غيرهم.

وهو التصنيف الذي رفضه مجلس العموم البريطاني ووقعت فيه دول بحجم "دويلات" مثل قرار وزير داخلية جزر القمر فخر الدين محمود يوم السبت 25 فبراير بنشر قائمة تضم ما اعتبرها منظمات إرهابية يُحظر أي نشاط لها على أراضي جزر القَمَر كلها أو غالبيتها لم تعرف عنها أي نشاط في البلاد.

وتضم القائمة جماعة (الإخوان المسلمين) و(الجماعة الإسلامية) في مصر، الطريف أن التصنيف وضع الإخوان والجماعة الإسلامية إلى جوار "جماعة الحوثي" و"حزب الله" وأيضا "تنظيم القاعدة" و"الشباب المجاهدين في الصومال" و"بوكو حرام" في نيجيريا، وهو ما تم بالتزامن مع إعلان العقيد عثمان غزالي رئيسجزر القمر تسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي وعد بالعمل مع الشركاء للمكافحة ضد الإرهاب.

طمعت الإمارات في منفعة مواقعها "الصحفية" الموجهة، وبلغات عدة لإعلان عنوانا مثل "استمرارًا لمسلسل الضربات المتتالية التي تتلقاها جماعة الإخوان المسلمين" وهي التي زار كبار مسؤوليها البارجواي حاملين معهم ما حمله عمر بن العاص قبل إسلامه للنجاشي لتأليبه على المسلمين الذين لجأوا إليه، ف"أكرمتهم" البارجواي بهذا "التصنيف"، بحسب مراقبين.
ومن هذا المنطلق أعلنت "باراجواي" تصنيف جماعة الإخوان كجماعة "إرهابية" وفق نص القرار، وهو ما اعترته مواقع ومنصات أبوظبي "طوقًا جديدًا يزيد خناق الجماعة التي تضربها انقسامات وصراعات حادة منذ سنوات ويؤثر على جزء من نشاطها في أمريكا اللاتينية"!
وزعم أحد أعضاء الكونجرس بحسب هذه المواقع أن الجماعة التي تأسست على يد "حسن البنا"  تقدم المساعدة الإيديولوجية لأولئك الذين يلجؤون إلى استخدام العنف ويهددون الأمن والاستقرار في المشرق والمغرب؟!

دول أمريكا اللاتينية التي تصارع الفقر، وتعاني من سيطرة المافيا المسلحة، باتت تشكو من "الإخوان" وهو لسان حال أبوظبي برئاسة شيطان العرب صاحب الدور غير الخفي في الاستحواذ على مقدرات الإمارات بدءا من الرئاسة المسلوبة وصولا لمدخلات النفط إضافة لدوره في قيادة الثورة المضادة عربيا ودعم الانقلابات في المناطق الإسلامية وغير الإسلامية..
ورغم أن روسيا (التي قتلت مسلمي أفغانستان والشيشان) سبقت إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "إرهابية"، في 2003، وكذلك فعل الانقلابيون في مصر عام 2013، ثم تبعتهما الرياض وأبوظبي والبحرين في عام 2014!
وأدعت منصات أبوظبي أنه "تنبهت الأجهزة الأمنية في باراجواي خلال الشهور الأخيرة إلى نشاط تنظيم الإخوان في هذه المنطقة، وأصبح هذا النشاط تحت أعينها"!!

 

الإسلام في البارجواي

وبحسب موقع الدعوة السعودي فإنه "ليس هناك منظمات إسلامية بالمعنى المعروف سوى بعض المؤسسات ذات الطابع القومي أو الفردي، فهناك النادي السوري بالعاصمة، ويضم هذا النادي مسلمين ونصارى، وله نشاط في تعليم اللغة العربية، وهناك المركز العربي والإسلامي في ستروسنر".

وقدر عدد المسلمين في باراجواي بحوالي 20 ألف مسلم، يقيمون في المدن الرئيسة، وعلى رأسها العاصمة «أسونسيون، وقد تأسس المركز الخيري الثقافي الإسلامي في العاصمة سنة 1990م، كما قام المركز أخيراً بتأسيس فرع بمدينة «إنكارناسيون» الحدودية مع الأرجنتين والتي تبعد 370 كيلومتراً عن العاصمة، ويوجد أكبر تجمع للمسلمين في المنطقة المسماة بالمثلث الحدودي، حيث نقطة تلاقي الحدود بين باراجواي والبرازيل والأرجنتين، وهي المنطقة المشهورة بالشلالات، والتي تعتبر من أجمل مناطق العالم، وهي مقسمة بين الدول الثلاث.
وبحسب (ويكيبديا) فإن للمسلمين مكانة مهمة وعلاقة طيبة مع السلطات في باراغواي، كما أن مستواهم الاقتصادي جيد، وأغلبهم يشتغلون بالتجارة.

اما أحوال المسلمين في جمهورية باراغواي فهي تتحسن من وقت لآخر، وقد اعتنق الإسلام ما يزيد علي 500 شخص من شعب باراجواي، وهناك ثلاثة مساجد بالإضافة إلى المصليات، وجميعها تُقام فيها الصلوات الخمس بالإضافة إلى صلاة الجمعة، ولنا إمام راتب في مسجد العاصمة مبعوث من وزارة الأوقاف المصرية، كما يوجد إمام راتب وهو الشيخ «عتيق الرحمن» مبعوث وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، ويقوم بمهامه بمسجد مدينة «دي ليستي»!