تراجع الأمل في العثور على أحياء، في تركيا وسوريا بعد أكثر من مئة ساعة على زلزال عنيف استشهد فيه أكثر من 23 ألف شخص في إحدى أسوأ الكوارث في هذه المنطقة منذ قرن.

ووفقا لأحدث الأرقام المعلنة فقد استشهد 19 ألفا و77,711 شخصا في تركيا، فيما استشهد 4,037 وأصيب 6 آلاف في سوريا. 

وزار السفاح بشار الأسد جانبا من المناطق المنكوبة وعلى وجهه ابتسامة أثارت الاستياء بسبب عدم الإحساس بالكارثة التي أصيبت بها سوريا. 

كما رأى البعض أن التعامل الدولي مع كارثة الزلزال كان الأسوأ دوليا بعد التعامل مع الإجرام الذي مارسه نظام الأسد مع السوريين. 

ودخلت قافلة أولى من المساعدة مؤلفة من ست شاحنات، الخميس، إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي على ما أفاد أحد مراسلي وكالة فرانس برس.

وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن القافلة تحمل بطانيات وفرشا وخيما ومستلزمات طوارئ ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية لتغطية حاجات ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص.

 

خيبة أمل

إلا أن منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، أعربت عن "خيبة أملها" معتبرة أن "المساعدات الأممية التي يجري الحديث عن دخولها لشمال غربي سوريا هي مساعدات دورية، وتوقفت خلال الأيام الأولى من الزلزال، والآن تم استئنافها".

وتنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.

وأعلنت الخارجية التركية أنها تعمل على فتح معبرين آخرين "مع المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة" دمشق "لأسباب إنسانية".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الثلاثاء، أن نقل المساعدات عبر معبر باب الهوى تأثر بتضرر الطرقات بسبب الزلزال.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم جيبريسوس، الخميس، إنه "في طريقه إلى سوريا" بينما أعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مريانا سبولياريتش، الخميس، وصولها إلى حلب في سوريا مشددة على أن "المجتمعات المحلية التي أنهكتها سنوات من القتال العنيف باتت مشلولة الآن جراء الزلزال".

 

تهدم آلاف المساكن

على جانبي الحدود، تهدمت آلاف المساكن. وتضاعف فرق الإنقاذ والإغاثة الجهود بحثا عن ناجين رغم انقضاء الساعات الاثنين والسبعين الأولى الحيوية فيما يزيد البرد الصقيعي من صعوبات الوضع.

وتمكن 130 عامل إنقاذ أرسلتهم دولة قطر من إخراج صبي في الثانية عشرة حيا من بين الأنقاض في مدينة نورداجي الريفية البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والواقعة قرب مركز الزلزال في تركيا.

وينشط أيضا مئات من عمال الإغاثة أتوا من ماليزيا وإسبانيا وكازاخستان والهند ودول أخرى.

ويتابع السكان المضطرون إلى المبيت في خيام أو سيارات وهم يبكون عمل المسعفين الذين يحاولون تحديد مكان ناجين محتملين بواسطة مسيرات وكاميرات كشف تعمل بالطاقة الحرارية.

وفي مدينة أنطاكيا التي دمرها الزلزال قطع عمال مناجم مسافة ألف كيلومتر لتقديم المساعدة. وقد تسلح هؤلاء بمعاول ومجارف ومناشير تستخدم في المناجم وهم يحاولون مساعدة أشخاص عالقين تحت كتل الإسمنت والحديد.

وكانت جرافة تساعد في إزالة الركام عندما طلب منها المشرف على فريق عمال منجم زوجولداك قرب البحر الأسود، التوقف. وكان يحطم بمطرقته كتلة من الإسمنت وطلب غطاء بعدما عثر على طفل ميتا في سريره. وقد حمل الوالد جثة الطفل الملفوفة بشرشف بين ذراعيه صامتا.

 

الخوف من الأوبئة

وتخشى المنظمات الإنسانية خصوصا انتشار وباء الكوليرا الذي عاد للظهور قبل فترة في سوريا.

وأرسل الاتحاد الأوروبي مساعدات أولى إلى تركيا بعد ساعات على الزلزال، الاثنين. إلا أنه لم يعرض إلا مساعدة محدودة لسوريا عبر برنامج المساعدات الإنسانية المعمول به أساسا بسبب العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد منذ بدء الحرب فيه عام 2011.

والأربعاء طلب النظام السوري رسميا مساعدة الاتحاد الأوروبي وأوعزت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء لتلبية ذلك.

وزار المفوض الأوروبي لتنسيق مساعدات الاتحاد الأوروبي، يانيش لينارسيتش، غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا للقاء مسؤولين فضلا عن منظمات إنسانية تنشط في شمال غرب سوريا على ما أعلنت المفوضية.

وأعلن البنك الدولي تقديم مساعدة قدرها 1,78 مليار دولار لتركيا فيما كشفت واشنطن أنها ستخصص 85 مليونا لتركيا وسوريا. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أيضا الرفع المؤقت لبعض العقوبات المفروضة على سوريا بهدف نقل المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى السكان المنكوبين.

وخصصت فرنسا مساعدة طارئة للشعب السوري بقيمة 12 مليون يورو (12.8 مليون دولار). من جهتها أعلنت لندن، الخميس، مساعدة مالية إضافية قدرها 3,4 ملايين يورو على الأقل لتصل مساعدتها الإجمالية إلى 4,3 ملايين يورو مخصصة للخوذ البيضاء.