باركت فصائل فلسطينية عملية إطلاق النار بمدينة القدس، مساء الجمعة، والتي أسفرت عن مقتل 8 مستوطنين وإصابة 10 آخرين، بعضهم بجراح خطيرة.

وجاءت هذه العملية التي نفذها فلسطيني بمسدس بعد يوم واحد من ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة في مخيم جنين في شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم سيدة.


حماس

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مدينة القدس محمد حمادة، إن عملية القدس رد طبيعي على مجزرة جنين، مضيفا أن "شعبنا لا ينسى دماء شهدائه، ويثأر لها في الوقت والمكان المناسبين".

وأضاف حمادة في تصريح صحفي، أن "المقاومة هي رد شعبنا الوحيد على الاحتلال الصهيوني ورسالة اليوم في القدس تنذر العدو بما هو قادم".

وتابع: "شعبنا لا ينكسر، ويرد الصاع صاعين، وهذه رسالة واضحة لحكومة المستوطنين الإرهابية، أن الدم بالدم والرعب زيادة".

وأشار إلى أن مستوطنة "النبي يعقوب" التي جرت فيها العملية الفدائية "هي واحدة من أكثر المستوطنات تنغيصًا على أهلنا المرابطين في القدس، الذين يتعرضون لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين بشكل يومي".

واكد حمادة "أن شعبنا موحد خلف مقاومته التي تتصدى لعدوان الاحتلال في غزة وجنين والقدس وكل أرضنا المحتلة"، مضيفا أن "القدس خزان ثورة ومصنع البطولات ومنبع الثارات لدماء الشهداء، وأبطال شعبنا يعرفون كيف يلبون نداء المسجد الأقصى المبارك".

وأشار إلى أن "المعركة مع الاحتلال طويلة، وسيواصل شعبنا طريق المقاومة كخيار استراتيجي لتحقيق آماله في الحرية والعودة".

فتح

وقالت مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، إن "شعبنا الفلسطيني ليس عاجزا، وانفجار الأوضاع كان نتيجة حتمية لجرائم الاحتلال المتصاعدة بحق شعبنا".

وأضافت المفوضية في بيان صحفي: " حذرنا من ذلك مرارا، لكن منظومة الأمن والقانون الدولي لم تستجب لنداءات وقف العدوان ووضع حد لسفك الدم الفلسطيني، واستبدل ذلك بصمت دولي مريب منح المجرم بن غفير ضوءا أخضرا للمضي في جرائمه، وهو وحكومته من يتحملون مسؤولية ما آلت اليه الأمور".

وتابعت أن "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه لجم سلوك حكومة الاحتلال العدواني وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني بالحرية والخلاص من الاحتلال".

 

الجبهة الديمقراطية

وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان مكتوب: "إن هذه العملية البطولية تشكل فاتحة لمرحلة جديدة من مراحل المقاومة الشعبية الشاملة".

وأضافت "الديمقراطية"، أنها تؤكد "على الخيار الثابت لشعبنا في مقاومة الاحتلال ومطاردة المستوطنين في كل مكان حتى تحمل الحكومة الفاشية الإسرائيلية عصاها وترحل ذليلة عن أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس".

ودعت إلى "تحصين المقاومة الشعبية الباسلة والشاملة بتأطيرها، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة وتطوير أساليبها وأدواتها النضالية على طريق التحول إلى انتفاضة شاملة تمهد لعصيان وطني، وضرورة الشروع الفوري بتطبيق قرار وقف التنسيق الأمني واستكمال تنفيذ قرارات المجلس المركزي".

 

حركة المجاهدين

وقالت حركة المجاهدين الفلسطينية، إن "العملية البطولية تعبر عن اصرار شعبنا وتمسكه بطريق الشهداء والمقاومة مهما بلغ العدوان والاجرام الصهيوني".

وأضافت "المجاهدين" في بيان مكتوب: "هذا الفعل البطولي هو الرد الطبيعي على جرائم العدو المتصاعدة بحق شعبنا والتي كان آخرها ارتقاء تسعة شهداء من أبناء شعبنا ومقاومينا الأبطال في جنين".

وأشارت إلى أن العملية تظهر "مدى هشاشة وعجز المنظومة الأمنية للعدو الصهيوني المجرم وفشل مخططاته وعملياته العدوانية".

وأضافت "المجاهدين" أن "عمليات المقاومة المتصاعدة تعبر عن بشائر الفجر الفلسطيني الصادق الذي سيزيل ويقتلع أوهام وأساطير الكيان المؤقت من كل أرضنا".

 

احتفالات

وشهدت مختلف الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مساء الجمعة، احتفالات شعبية، ابتهاجا بعملية إطلاق النار بمدينة القدس، والتي قتل على إثرها 8 إسرائيليين.

ووزع شبان فلسطينيون الحلوى على المارة وسائقي المركبات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وانطلقت مسيرات عفوية محمولة ومشيا على الأقدام.

وانطلقت مسيرات عفوية في مدينة جنين، وسط هتافات وتكبيرات، ووزع شبان يرتدون عصبة الجهاد الإسلامي على رؤوسهم، الحلويات على المارة، وعلى المشاركين في المسيرات.

وفي قطاع غزة، علت مكبرات المساجد بالتكبير والإشادة ببطولة منفذ العملية الفلسطيني، بينما أطلق مسلحون زخات كثيفة من النيران في الهواء.

كما عبر نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي عن ابتهاجهم بالعملية، مؤكدين أنها تأتي ثأرا لدماء الشهداء في مخيم جنين الذين قضوا بفعل مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال صباح أمس.

وأسفرت المجزرة عن استشهاد 9 فلسطينيين، بينهم سيدة، فضلا عن إلحاق دمار كبير بممتلكات المواطنين في جنين.