قال مراقبون إن زيارة رئيس حكومة السيسي للعريش هي للدعاية والإيهام بوجود تنمية في شمال محافظة سيناء وأنه مع توقع تصعيد مستوى الزيارة خلال الأيام المقبلة لجولة مماثلة لعبدالفتاح لسيسي ستتجاهل أيضا مطالب أهالي العريش ومدن شمال سيناء الذين يشتون الإعلان عن ملايين للتنمية لا يرون منها مليما.

وحملت الدعاية التي رصدت من مواقع وصحف محلية وفضائيات "المتحدة" لزيارة مصطفى مدبولي في 14 يناير الجاري، لتفقد أعمال تطوير ميناء العريش واستعراض دور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الحديث عن "استثمارات 830 مليون جنيه، مشروع صوامع لتخزين الأسمنت السيناوي وتصديره للأسواق الخارجية"، والإعلان عن الانتهاء من "أعمال تطوير ميناء العريش خلال الربع الأول في 2024".

ولكن منصة "أهالي المنطقة المتضررة بالعريش" قالت قبل الزيارة المعلن عنها أن هناك "مطالب شعبية لنواب شمال سيناء من أهالي المنطقة الميناء بالعريش. ترتيب لقاء وفد من الاهالي يتكون من 20فرد لمقابلة السيد رئيس الوزراء بعد اذن السيد المحافظ عبدالمجيد شوشة"، ولكن المنصة لم تكشف عن حدوث هذا المطالب الشعبي وأنه ربما تم تجاهله.

أما المطلب الثاني فكان من خالد العيسى (Khaleed Al-essa)، "بأعلان فتح مدينه رفح و بعلان خالية من الارهاب وعودة  اهلها النازحين بالمحافظات المجاوره ولم شتات اهالي رفح  والشيخ زويد مساواة بجميع قرى شمال سيناء والجمهورية".



ميناء العريش
وتحدثت مواقع ومنصات على "التواصل" عن المطلب الثالث، والمتعلق بتضرر الأهالي من إنشاء ميناء العريش الجديد، ونقلت منصات عن أهالي حي مدخل شاليهات السعد، طلبهم تأجيل هدم البيوت وتسليمها لحكومة  السيسي لما بعد الامتحانات وحتى بداية  دخول فصل الصيف.

وأضاف الأهالي الذين اعترضوا كثيرا ولم يجدوا فائدة من اعتراضاتهم، أنه "لا مقدرة لنقل الاثاث والمتعلقات في مثل هذه الأجواء الشتوية، أما أبرز الأسباب  هو عدم حصولهم إلى الآن على التعويضات التي أعلنت عنها حكومة السيسي، فضلا عن عدم وفائها بحقوقهم المادية أو مناسبتها للواقع.

الأهالي دعوا إلى نقل شكواهم بالاتصال على ١٦٥٢٨ (الشكاوى الحكومية الموحدة)، وكان ندائهم للمسؤولين "..ارحمونا يرحمكم الله. فقد فاض الكيل بنا".

وفريق من الأهالي (ميناء العريش) استغاث من قرار الحكومة بتهجيرهم، وإخلاء منازلهم، ونقل صحفيون منهم شرين عرفة عن أحد السكان تساؤله: لماذا يتم تهجير حي كامل مكون من 1800 بيت، بحجة إقامة مشاريع تنموية، وبجانبنا 520 فدان صحراء جرداء، يمكنهم إقامة ما يشاءون عليها!


وعلقت عرفة "تذكرت حينها فيديو لخبير عسكري " إسرائيلي " ينتقد فيه اتفاقية كامب ديفيد، ويقول أنهم اكتشفوا أن وجود عساكر الجيش المصري على حدودهم، أكثر أمنا لهم من وجود الأهالي، وهو ما تُرجم بتعديل الاتفاقية في نوفمبر2021، واطلاق يد الجيش في سيناء".

وأضافت "القرار لا علاقة له إذن بالتنمية، بل الخطة: تفريغ سيناء من أهلها، استجابة لرغبة الصهاينة ".



زيارة ورقية
أما علاء محمد (من أهالي سيناء) فاستعرض مظاهر الاستقبال التي جرت قبل زيارة رئيس حكومة السيسي ".. كلنا شايفينه في الشوارع لتظبيطها وتلوينها بألوان الفرحة الزائفة لتغطية مشاكل المحافظة وأحزانها نقدر نستنتج أن سيناء تستعد لزيارة على مستوى حكومي كبير".

وتوقع أن تكون ".. الزيارة قد تكون لتحديد خارطة الطريق للمحافظة في المستقبل القريب والبعيد..".

ويبدو من منشور علاء أن تجاهل المطالب الشعبية هو ما سيحدث سواء كان الزائر السيسي أم رئيس حكومته، ".. باعت المسئولين اللي من أعلى المستويات دول واللي بنسبة كبيرة ممكن يكون على رأسهم رئيس الحكومة عشان حاجتين الأولى تسمع مشاكل أهل البلد عشان تحلها.. والثانية عشان التصوير ونوصل رسالة للمستثمرين وغيرهم إن سيناء أمنة....."!.

وأردف "طيب هيسمعوا أهل شمال سيناء أزاى هينزلوا الشارع يسألوا الناس مثلا؟؟ لا هيسمعوها من خلال شيوخها وعواقلها ونوابها. . طيب يا ترى الزيارة دي  هتأثر بالسلب أو الايجاب على مستقبل سيناء وأبنائها؟؟ اه طبعا بكل تأكيد.. طيب أزاى هتأثر بالإيجاب؟؟؟  لما الناس المحترمة اللي تم دعوتها لهذه الزيارة تستغل هذه الزيارة لعرض مشكلات المواطن السيناوي الحقيقية كلها من رفح حتى بالوظة ونخل هتتحل هذه المشكلات بنسبة كبيرة جدا.. ومنها على سبيل الذكر لا الحصر مشكلة متضرري توسعات ميناء العريش".

وأكمل "طيب وأزاى هتأثر بالسلب؟؟؟ لو الناس المحترمة اللي تم دعوتها لهذه الزيارة قالوا كله تمام يا فندم والمحافظة عايشة في جنة ومفيش مشاكل، وساعتها هيكون عليه العوض ومنه العوض على المحافظة وأبنائها لعقود طويلة وكلنا هنخسر وهندفع التمن، وساعتها هيكون مشايخ وعواقل ونواب المحافظة هم السبب في ضياعنا وضياع المحافظة مش حد تاني، ودا لخيانتهم لنا وللوطن وتغليب مصالحهم الشخصية على مصالح أهل المحافظة".

وتابع: "واحد هيقول طيب دا الكل اللي بيتم دعوتهم بيقولوا تمام يا فندم وقاعدين دلوقتي بيحفظوا اللي المطلوب منهم يقولوه وبيضللوا الواقع كالعادة عشان مصالحهم ..... أقولك لا في ناس محترمة بس لازم يظهروا احترامهم دا للناس، ويتكلموا عشان لو متكلموش هيكونوا خانوا أهل البلد وخانوا الوطن كله مع اللي بيقول تمام يا فندم لمصالحه الشخصية".

واعتبر علاء أن من ينقل دون أمانة مطالب الناس ممن "بيحفظهم" هو أكبر خائن للدولة، ومش فارق معاه البلد ولا الناس ومش فارق معاه البلد لو غرقت وألا ضاعت، ومش بيدور غير على مصالحه الشخصية والكرسي بتاعه وبس".

وحمل من يمكنهم مقابلة مسؤولي السيسي (شيوخ وعواقل ونواب شمال سيناء) أمانة نقل المشكلات "في أعناقكم وستحاسبون عليها يوم القيامة، جتلكم فرصة ذهبية لغاية عندكم لن تكرر لإظهار معادنكم للجميع.. والتاريخ هيسجل مواقف الراجل وهيسجل أيضا خيانة أشباه الرجال".