قال رئيس وزراء حكومة الانقلاب، مصطفى مدبولي، إن المواطن لا زال يحظى بدعم الدولة، مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم أجمع.

واستشهد مدبولي باستمرار بيع رغيف الخبز على بطاقات التموين بقيمة 5 قروش رغم أن تكلفته ارتفعت إلى 90 قرشًا إثر تحرير سعر صرف العملة المحلية مؤخرًا، زاعمًا أن الموازنة العامة للدولة تحملت عبئًا إضافيًا بإجمالي 10 مليارات جنيه.

وأضاف مدبولي، في تصريحات مثيرة للجدل على هامش زيارته لمحافظة شمال سيناء، رفقة عدد من الوزراء، أمس السبت، أن التكلفة الفعلية لبيع السولار في السوق المحلية هي 11 جنيهًا للتر، بينما يباع بسعر 7.25 جنيهًات، أي أن الدولة تتحمل دعمًا يقترب من 4 جنيهًات لكل لتر، مبينًا أن استهلاك مصر من السولار يقدر بنحو 15 مليار لتر في السنة، بإجمالي دعم في الموازنة العامة يبلغ نحو 60 مليار جنيه، و"هو ما يعد رقمًا هائلًا"، على حد تعبيره، وفقًا لـ"العربي الجديد".

كما زعم أن الدولة تتحمل دعمًا كبيرًا في بند الكهرباء، و"لولا ذلك لتضاعفت أسعار استهلاك الكهرباء على المواطنين ثلاث مرات على الأقل". وقال مدبولي: "من يدفع 300 جنيه شهريًا لاستهلاك الكهرباء، كان من المفترض أن يدفع 1000 جنيه وفقًا للأسعار الحقيقية. والدولة رأت تأجيل زيادة أسعار الكهرباء لمدة عام كامل (2022-2023)، على الرغم من زيادة تكلفة إنتاج الكهرباء بسبب ارتفاع أسعار الوقود والغاز وسعر الصرف".

 

يمهد لزيادة أسعار الخبز والبنزين والكهرباء

وتمهّد تصريحات مدبولي لإقرار زيادات جديدة في أسعار الخبز والوقود والكهرباء، في إطار اتفاق الحكومة مع صندوق النقد الدولي على استكمال برنامجها للإصلاح الاقتصادي، للحصول على دفعات قرض الصندوق الجديد البالغ 3 مليارات دولار، خاصة وأن من عادة حكومة الانقلاب أن تحاول دائمًا إعطاء أدلة محددة ثم شرح ارتفاع الأسعار.

وتكشف ملامح الميزانية للسنة المالية 2022-2023 عن انخفاض في مخصصات الدعم للمنتجات الغذائية والخبز، بناءً على اتفاق الحكومة مع صندوق النقد على خفض ميزانية الدعم العيني للسلع إلى الدعم النقدي للأسر والأفراد الأشد فقرًا.

وهذا يعني أنه ليس أمام الحكومة خيار سوى خفضه حتى ترفع الدعم، وهو مطلب دائم في محادثات صندوق النقد الدولي مع القاهرة منذ تنفيذ ما تسميه برنامج الإصلاح الاقتصادي في القاهرة 2016، وفقًا لموقع "مجالات".

يبدو أن الحكومة تميل إلى إلغاء الدعم كليًا، لكن تأخير هذه الخطوة قد يكون بسبب مخاوف سياسية في ضوء التقارير التي أفادت بأن وكالات المخابرات أبلغت قائد الانقلاب السيسي لتجنب اتخاذ مثل هذه الخطوات؛ خوفًا من الغضب المحتمل في الشارع.

 

ارتفاع أسعار السلع بالأسواق

وتأثرت أسعار السلع والمواد الغذائية بعد خسارة جزء من قيمة العملة المحلية، بعد تكدس خامات التصنيع الأولية بالموانئ انتظارًا للإفراج، مما أوقع السوق الداخلي لمحدودية المعروض.

وتراوح سعر كيلو الجبن الرومي اليوم نحو 155 جنيهًا، فيما وصل سعر الجبن الأبيض عند 81.69 جنيهًا، وكيلو المسلي البلدي نحو 160 جنيهًا، والصناعي عند 46 جنيهًا.

وصل سعر لتر اللبن كامل الدسم معبأ- إنجوي - سادة إلى 23.07 جنيهًا، وكيلو اللبن السائب عند 16.5 جنيهًا، كما سجل لتر اللبن كامل الدسم معبأ جهينة 24.86 جنيهًا، في حين بلغ لتر اللبن المعبأ إلى 22.9 جنيهًا، بحسب بوابة الأسعار التابعة لمجلس الوزراء.

سجل سعر زيت عباد الشمس 1 لتر 52.30 جنيهًا، وزيت الذرة كريستال 1 لتر 62.57 جنيهًا، فيما بلغ سعر زيت الذرة 1 لتر 60 جنيهًا، ووصل زيت عباد الشمس سلايت 1 لتر إلى 53.51 جنيهًا، بحسب بوابة الأسعار.

فيما وصل سعر زيت خليط سمارت 700 مل نحو 30 جنيهًا، وزيت الذرة كريستال 800 مل 67.5 جنيهًا، زيت خليط قلية 700 مل نحو 45 جنيهًا، زيت خليط قلية 1 لتر 50.75 جنيهًا، زيت الذرة سلايت 750 مل نحو 60 جنيهًا.

ووصل سعر طن زيت الذرة الخام إلى 40 ألف جنيه، فيما بلغ طن زيت الذرة المكرر بقيمة 48.5 جنيهًا، وزيت الأولين عند 60 ألف جنيه للطن، في حين سجل زيت الصويا 57 ألف جنيه، وعباد الشمس عند 47.800 جنيهًا، وفقًا لـ"صحيفة الأسبوع".

وتراوح سعر نصف كيلو جبن براميلي قرب 67 جنيهًا، في حين سجل نصف كيلو الجبن الإسطنبولي 67 جنيهًا، والجبن ملح خفيف 67 جنيهًا، فيما سجل سعر اللبن منزوع الدسم 850 مللي نحو 27.5 جنيهًا، كما وصل سعر اللبن المبستر 850 مللي إلى 27.5 جنيهًا، بحسب مزارع دينا اليوم.

وتراوح سعر كيلو الأرز السائب نحو 17.78 جنيه، والمعبأ 19.21 جنيه، فيما وصل سعر أرز الضحى 21.14 جنيهًا، وكيلو الفول السائب عند 33 جنيهًا.

 

أسعار السيارات تزيد بنسبة 100%

وقال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن أسعار السيارات في مصر ارتفعت بنسبة تجاوزت 100%، منذ انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار في مارس الماضي، وربط استمرار زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة بسعر الدولار في البنوك خلال الفترة المقبلة، والذي يشهد ارتفاعًا يوميًا أمام الجنيه.

وخلال الأيام الماضية، رفع عدد من الوكلاء أسعار السيارات في مصر بقيم مختلف، آخرها زيادة شركة المنصور للسيارات - الوكيل المحلي لعلامات شيفروليه، وأوبل، وإم جي - أسعار الأخيرة بقيمة تتراوح بين 40 إلى 60 ألف جنيه، وأوبل بقيمة تتراوح بين 80 إلى 110 آلاف جنيه، بحسب وسائل إعلام محلية، وفقًا لـ"CNN".

وأشار أبو المجد، إلى أن زيادة أسعار السيارات انعكست سلبًا على حجم المبيعات، والتي سجلت نسبة انخفاض تصل إلى 50% وهي أكبر نسبة انخفاض في المبيعات في تاريخ سوق السيارات، إضافة إلى أن نقص المعروض أسهم في هذا التراجع الكبير في المبيعات.

وتراجعت مبيعات السيارات بجميع أنواعها في مصر لتسجل 176.9 ألف مركبة خلال أول 11 شهرًا من عام 2022 مقابل 261.5 ألف مركبة خلال الفترة المماثلة من عام 2021، بنسبة انخفاض 23.39%. وفي شهر نوفمبر 2022 سجلت مبيعات سيارات الركوب 5.2 ألف سيارة فقط بنسبة انخفاض 73.6% عن الشهر ذاته من عام 2021، بحسب تقرير صادر عن مجلس معلومات سوق السيارات "أميك".

 

حملات مصادرة للبضائع

وللخروج من مأزق عدم توافر السلع بالأسواق، شنت الأجهزة الأمنية حملات لمصادرة الأموال والبضائع بحجة مخالفة القوانين، كما حدث مع شركة التوزيع الكبرى "مكسب" في القليوبية، عندما قام محافظ القليوبية اللواء عبدالحميد الهجان ومعاونيه بمصادرة عشرات الأطنان من البضائع بدعوى الاحتكار بأحد مخازنها، على الرغم من أن الشركة قامت بنفي احتكارها للسع أو ارتكابها أي مخالفات وطالبت برد بضائعها.

 

"انتم اللي ضيعتوا قيمه الجنيه قصاد الدولار"

وعلى موقع التواصل الاجتماعي، انتشرت تعليقات المواطنين على تصريحات رئيس حكومة الانقلاب د. مصطفى مدبولي، وحمّله المغردون هو وحكومته ومن خلفهم قائدهم السيسي ضياع البلد.

وعلق الدكتور سامي يوسف على تصريحات رئيس حكومة الانقلاب قائلًا: "انت مين؟ وبتتحملوا ايه؟ دي فلوس الشعب، وانت شغال موظف عندنا.. مش عارف تدير البلد، امشي، انت مش بتصرف علينا من جيبك.. مش قد الشيلة ماتشيلش يا دكتور مدبولي، زي ما الطبالة بتاعتكم قالت قبل كدة.. والا نسيتوا..".

وقال حساب U-A-S " نازلين نهب فى المواطن من زيادة رسوم لضرائب وفرض إتاوات على الناس سواء أشخاص أو شركات وكل يوم عاملين صناديق فرضينها على الناس تدفع لها اجبارى دا غير الشحاته من المواطن سواء ادينى الفكة أو تبرع. حتى المستشفى (٥٧٣٥٧) اللى شغاله من عرق الناس مش عارفين تتحملوا المسؤولية وتهتموا بها".

وغرد حساب البحر قائلًا: "لازم حد يفهمه ان 300 جنيه كانوا من شهر 600 جنيه ، ومن سنه كانوا 750 جنيه ومن 7 سنين كانوا الف ونص، انتم اللي ضيعتوا قيمه الجنيه قصاد الدولار مش احنا".

فيما غرد الأمير فاصوليان: "ا/ح/ا يا مصريين.. بيبيع ارض مصر وموانيها مقابل العيش والطعميه"، مع الاعتذار للقارئ الكريم لهذا اللفظ الخارج!