قالت منصة "الموقف المصري" -وتنشر تقاريرا ورؤى بحثية بالعامية المصرية تعبر في كثير منها عن وجهة النظر الليبرالية (معارضة الداخل)-: "نتمنى السلطة لمرة واحدة تعمل صوت العقل، مش صوت القوة والعنف والاستعراض"، مشيرة إلى مسيرة ما يسمى ب"الحوار الوطني" الذي أطلقه السيسي في رمضان الفائت قبل نحو 9 أشهر!
 
وتحدثت المنصة ورقة للرد على تساؤل مثار "متابعة.. الحوار الوطني رايح على فين؟" فطرحت مجموعة من الأسئلة كاشفة لموقفها من مجريات هذا "حوار"، ومنها؛ "هل الدعوة للحوار أصلا كانت جادة؟ ولا دي مناورة سياسية من الحكومة زي ما فيه ناس بتقول، وهل فيه استعداد حقيقي للحوار والتفاهم والوصول لمخرجات ملزمة لكل الأطراف تبدأ إصلاح سياسي حقيقي وضروري؟ ".



موقف مطلوب وغير موجود

وأشارت صفحة "الموقف المصري" على فيسبوك، إلى مجموعة من الأوضاع التي تشهدها مصر وربطت بينها وبين مجريات هذا "حوار" وذك برصد "خلال الشهور الفائتة، وأزمة اقتصادية شديدة وأن مبنى دعوة "لحوار وطني" اعتراف بضرورة "إصلاح سياسي".

وأضافت أن العلاقة بين الإصلاح السياسي والوضع الاقتصادي؟ أن "صناعة القرار يكون فيها مشاركة".

واستدركت أنه "مع الآسف" كانت هناك "إشارات سلبية"، وذلك "بداية من تراجع وتيرة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وحالت صارخة لمعارضين في السجن مثل "الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح" و"حالة المدون علاء عبد الفتاح" و"غيرهم مئات وآلاف من ضحايا التدوير والحبس الاحتياطي غير القانوني، والقضايا الملفقة".

وتابعت "في كل خطاب له من بداية الأزمة بيطالب الناس بالسكوت والكف عن الكلام، وبيستهتر بالمقترحات والمخرجات اللي جاية أصلا من مؤتمر اقتصادي تابع للحكومة مش المعارضة".

وأردفت "قوانين جدلية وصفقات بيع لأصول اقتصادية مهمة جدا في مصر زي مصانع الأسمدة وبنوك وشركات مالية زي فوري واستمرار للتوسع في الاقتراض، بدون أي نقاش أو حوار أو تغيير في سياسات الرأي الواحد من الحكومة".

وأكملت "حتى انتخابات اتحاد طلاب بتتم بنفس الطريقة، بيتفرض فيها تيار واحد على الطلاب بدون تنافس أو ممارسة ديمقراطية".

ورأـ أن واجب الوقت "نشوف الحوار الوطني ده وصل لفين، وممكن يوصل لفين، لأن الوضع الاقتصادي الحساس بيقول إن الحوار الوطني دلوقتي مش بحث عن الأفضل خالص، ولا معارضة كيوت.. مسألة إيجاد حل مسألة حياة أو موت لبلد بتتعرض لأزمة اقتصادية طاحنة واضحة وضوح الشمس".

 

الدعوة غير جادة

واستنتجت الرؤية من مجريات الحوار منذ بدايته أنه غير جاد "عملية تشكيل الحوار الوطني نفسها شابها مشكلات كتير كان واضح إنها بتجهض الحوار الوطني وبتحوله لشيء مش جاد في ظل مشاركة الحكومة.. بدون مشاركة فعلية للأطراف التانية في صناعة القرار السياسي".
 

وأضافت أن إدارة ما يسمى "الأكاديمية الوطنية للتدريب" الحوار الوطني "جهة غير واضح إيه موقعها الحكومي أو السياسي" أو مدى التزامها بتحقيق مخرجاته..
وأشارت إلى أن "الحوار المفروض يكون واضح مين أطرافه وإيه الخلاف بينهم علشان يكون حوار سياسي يقود لمخرجات واضحة".

وعن إشارات محددة قالت الورقة "كان واضح الانزعاج الشديد مثلا من تصريحات البرلماني السابق أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة، أحد الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني، اللي انتقد فيها الحكومة وأداءها، وانتهى الأمر بمغادرة طنطاوي لمصر كلها،  وانطباع سلبي جدا عن الوضع السياسي في مصر".

وإشارة ثانية أضافت "كانت رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل عملت مداخلة مع التليفزيون المصري، فوجدنا (...) السيسي بنفسه منزعج من المداخلة وبيعمل مداخلة يرد فيها على كلام هادئ وسياسي تماما بمنتهى العصبية، والمذيع بيعتذر له في مشهد غريب وبيقوله استحملنا وطول بالك علينا.".

 

الموقف الآن
ولفتت الورقة إلى نقاط خلافية ضمن الحوار، وأولها "صندوق قناة السويس" و"نص القانون على مادة تضمن إمكانية تصرف الصندوق في أصول تابعة للقناة"، مبينة أن "الحركة المدنية الديمقراطية، التجمع المعارض المشارك في الحوار، أطلقت حملة شعبية ضد القانون".

أما النقطة الثانية فكانت المعتقلين السياسيين "إزاي ممكن نعمل حوار سياسي وإصلاح واحنا عندنا معتقلين سياسيين".

وفي إشكالية السيطرة الأمنية على المدعوين والمرفوضين لفتت الورقة إلى النقطة الثالثة "الأجهزة السيادية لسه محددتش أسماء ممثلي أحزاب الموالاة للسلطة في الحوار، وهنا بنرجع للنقطة الأولى، إزاي الحوار هيتم؟ ليه أصلا ييجي ممثلين لأحزاب إحنا عارفين إنهم لا يملكون شيئا للحوار، في حين إن صناع القرار الحقيقيين في الأجهزة الأمنية والرئاسة يغيبوا؟".

وربطت الورقة بين ذلك وتصريحات "أمين الحوار الوطني، الصحفي ضياء رشوان، قال إنه لا يملك شيء في ملف الإفراج عن المعتقلين".

وتساءلت "طيب لما هو لا يملك، مين بيمثل السلطة؟ مين بيملك؟ وليه مبيقعدش هو بوضوح يتكلم مع المعارضة ويتفاوض معاهم ويوصل مع المعارضة لتسويات واضحة؟".

ورأت أن الدعوة الآن تسير في إطار "سياسة الرأي الواحد والصوت الواحد والأجهزة الأمنية اللي شايفة إنها تعلم كل شيء وتدير كل شيء"، مشددة على ضرورة توقف ذلك "لازم تتوقف، علشان ننجو جميعا من الوضع ده".