جددت السخرية التي سجلها هاشتاج (الفراخ للعسكر والرجول للشعب) جدلية أن ما يتعرض له المصريين من غلاء الأسعار وصلت إلى حد الفقر وانعدام الطبقة المتوسطة بشرائح تخطت نسبة الفقر التي أعلن عنها البنك الدولي في مصر قبل سنوات وقدرها بـ 60% من الشعب وهل هذا فشل أم أنه مقصود للتغطية على الجرائم الأكبر ببيع أصول الوطن كقناة السويس أو الاستمثار في عوائد المصريين في الخارج المقومة بالدولار ضمن قاعدة استعباد الشعوب (جوع شعبك يتبعك).

ففي موجة متزامنة بدا أنها مقصودة، نشرت أغلب وسائل الإعلام المحلية والفضائيات وقنوات الأكل "بانوراما فود" و"سي بي سي فود" و"صدى البلد" تقاريرا واستضافة خبراء تغذية يتحدثون عن "فوائد أرجل الدجاج".

كرئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين المصرية "عبدالمنعم خليل"، الذي تناول فوائد "أرجل الدجاج"، وذلك في مداخلة ببرنامج "على مسؤوليتي" المذاع بفضائية "صدى البلد".

وأدعى أن "مصر تصدر كميات كبيرة من أرجل الدجاج"، مضيفا أنها "من أفضل وأفخم الأطباق في الصين لما تحتويه على مادة غنية بالبروتينات وغير ممنوع تداولها".
وقال طاهر نور الدين "كان زمان أمي الله يرحمها تسألنا علي.. الأكل..صدر ولا ورك... دلوقتي بيسألونا.. رجلك يمين ولا شمال..!!! .. أيام!!!!!.
ورأى حساب @yrou712 هذه الرؤية ".. ياشعب بيجوعوك عشان لما يدخلوا يحتلوك ويخادوا حضارة أجدادك يبقى أخرك تاخد رغيف عيش وتسكت.. فاكر دقن توت عنخ اللى كسروها وبعتوها ألمانيا تتصلح؟.. ماكنتش عشان تتصلح.. ده عشان يعرفوا مكونتها بعد ما إكتشفوا إن خنجر توت عنخ فية مواد فضاء".
وكتب علي الزيبق "قعد يبقول احنا فقرا أوي لحد مهيخلينا ناكل رجول الفراخ  ".
خبراء المعهد القومي للتغذية في مصر شارك بمنشور أشبه ببيان عن "فوائد أرجل الدجاج"، وترويج وسائل الإعلام لقيمتها الغذائية وتأثيرها على صحة الجسم والبشرة، موجة من الغضب العام والسخرية الواسعة بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتزامن مع تصاعد ارتفاع الأسعار، ووصول أسعار بعض السلع الأساسية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وسط توقعات باستمرار الموجة التضخمية، نشرت الصفحة الرسمية للمعهد القومي للتغذية على "فيسبوك"، قائمة بالبدائل الغذائية الغنية بالبروتين، وقالت إنها "تحقق وفرة بالميزانية".

وتحدث المعهد عن عدة "بدائل غذائية غنية بالبروتين وقادرة على توفير الميزانية"، من بينها "أرجل الدجاج".


إفقار متعمد
الداعية الأردني السلفي الدكتور إياد قنيبى عبر الصفحة الرسمية على "فيسبوك"، قال: "يخطئ من يظن أن الفقر المتزايد في كثير من بلاد المسلمين سببه أن الفاسدين "مش سائلين في الناس وكل هَمِّهم أن ينهبوا". ".
وأكد أن "إفقار الناس غاية مقصودة، تجويع وتركيع لترضخ المجتمعات للتغيير الديني والأخلاقي المخطط له، وتكون المعادلة: الكفر والانحلال مقابل الغذاء!.. فالمفسدون مهتمون بالناس، لكن مهتمون أن يفسدوا دينهم وأخلاقهم!".
وأضاف "لاحظ كيف كان نبينا ﷺ يَقرِن بينه الفقر والكفر في الاستعاذة: (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر). قال المناوي في فيض القدير: "وقَرَنَ الفقر بالكفر لأنه قد يجر إليه". وذَكَر المناوي أن الفقر قد يحمل الفقير على التذلل بما يُدَنِّس عرضه ويثلم دينه.".
وعزز رؤيته بقول العيني في عمدة القاري: "...وذلك لأن الفقر ربما يحمل صاحبه على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربما يحمله على التلفظ  بكلمات تؤديه إلى الكفر".

وأشار إلى أنه "ليس هذا عذراً للفقير في أن يفعل أياً من ذلك، كما أن بعض الفقراء يبقى أشرف من كل من يحاول إذلاله متمسكاً بدينه وأخلاقه.. اللهم من أراد أن يذل الرجال أمام نسائهم وأبنائهم ويظهرهم عاجزين عن توفير حاجاتهم ليدمر الأُسَر، اللهم فأَذِلَّه وأخْزِه واجعل لأمة محمد ﷺ فرجاً قريباً ومخرجاً.".



رسائل مقبلة
واعتبر الكاتب الصحفي مصطفى عبدالسلام في مقال له بعنوان "معركة "أرجل الفراخ" في مصر" أن الحديث عن فوائد أرجل الدجاج "خداع المواطن" بالحديث "أنه لا يمكن مكافحة غلاء الأسعار بأرجل الفراخ ووسائل بدائية ورسائل فجة باتت لا تنطلي على طفل لم يتجاوز الخامسة؟".
وعن انضمام "المعهد القومي للتغذية" إلى قائمة المبشرين بمزايا "أرجل الفراخ"، ونشر، قائمة بالبدائل الغذائية الغنية بالبروتين، وتحقق وفراً بالميزانية، تساءل، مستنكرا "هل هؤلاء المسؤولون والإعلاميون الذين يتحدثون عن تلك الفوائد الجمة يتناولون أرجل الفراخ في بيوتهم وفي المطاعم الفخمة التي يذهبون إليها؟.. هل هذا التكثيف الإعلامي للحديث عن مزايا أرجل الفراخ تمهيد لزيادة جديدة للأسعار، وفرض مزيد من الإجراءات التقشفية التي يطالب بها صندوق النقد؟".