استشهد المعتقل الشاب جهاد عبد الغني داخل محبسه بالمركز الطبى بسجن "بدر" بعد أيام من نشر استغاثات حقوقية لإنقاذه من الموت بسرطان الفك والحلقين، أو السماح له بالموت وسط أسرته. 

وجاء استشهاد جهاد عبد الغني سليم، البالغ من العمر 32 عاما، بعد أسبوعين من نشر "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" استغاثة أخيرة تمكن من تسريبها من محبسه يتمنى فيها أن يموت وسط أولاده قال فيها: "كل اللى أنا عايزه إنى أطلع أموت جنب ولادي"، إلا أن سلطات الانقلاب رفضت الاستجابة لاستغاثة المعتقل الشاب وتركته يموت وحيدا في محبسه.

وكان "جهاد" محتجزا  بالمركز الطبي بسجن بدر، بعد أن فقد الأمل فى الشفاء نظرا لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، وتمت إحالته منذ 4 أيام إلى  قسم الرعاية المركزة بالمركز الطبى بـ"بدر".

وظل جهاد وأسرته يحلمون باليوم الذي يخلى فيه سبيله بعد اعتقال دام 7 سنوات، إلى أن مرت الأيام وبات يتمنى قضاء أيامه الأخيرة بجوار أولاده وأسرته بعد إصابته بالسرطان وتدهور حالته الصحية بدرجة كبيرة.

وعلى مدار سنوات حرم كل من سيف، 9 سنوات، وحبيبة،  14 عاما، من رؤية وملامسة والدهما بسبب ظروف الاعتقال التعسفي والإخفاء المتواصل.

وتقدمت أسرته بعشرات الاستغاثات والنداءات إلى أجهزة أمن الانقلاب والجهات المختصة منذ بداية ظهور أعراض المرض عليه، وطالبتهم بتوفير الرعاية الصحية المناسبة دون جدوى.

ورغم المناشدات والمطالبات المتكررة بضرورة إحالة "جهاد" إلى إحدى مستشفيات الأورام المتخصصة لإجراء عملية جراحية لإنقاذ حياته؛ إلا أن تلك المطالبات قوبلت بالرفض والتجاهل ومزيد من التعنت. 

يذكر أن "جهاد" معتقل منذ سبتمبر 2015 وصادر بحقه حكم  بالسجن 15 عاما على ذمة خلفية قضية سياسية، وأصيب بسرطان الحلق والفك منذ قرابه العام ونصف العام، وبسبب عدم تلقيه العلاج تدهورت حالته الصحية وانتشر السرطان في أجزاء متفرقة من جسده.

وحملت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" السلطات المصرية (الانقلابية) المسؤلية الكاملة عن وفاته بعد تجاهل كافة الاستغاثات والنداءات والتقارير الطبية التي كانت تظهر تدهور حالته الصحية بشكل واضح.