أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها على عودة تزايد معدلات الهجرة غير الشرعية لمصريين، هربا من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في بلادهم، موضحة أن مصريين يواجهون المخاطر في موجة هجرة إلى أوروبا.

وأضافت الصحيفة في تقرير أن الفقر يدفع آلاف الفقراء للوقوع في حيل المهربين الذين يديرون تجارة مميتة في البحر المتوسط.


يوسف والبحر
ومن خلال قصة أحد المهاجرين المصريين نقلت عن يوسف أنه لم يكن يريد بداية تذكر الرحلة القاتلة التي مشى فيها من مصر إلى طبرق الليبية ثم إلى إيطاليا، لكنه يعرف السبب الذي دفعه لهذا الاختيار؛ فهوشاب في العشرينات من عمره، وتزوج قبل فترة، وزوجته حامل بولد ستضعه بعد عدة أشهر، وخاف من زيادة كلفة المعيشة في مصر، فاستسلم للوضع، حيث اتصل مع جماعة تهريب عبر الإنترنت، مستخدما مجموعة على "فيسبوك" يقوم من خلالها الباحثون عن هجرة إلى أوروبا بوضع معلومات حول خط الرحلة.

الجارديان سألته عن شعوره بترك زوجته الحامل وراءه في مصر، قال: "كان شعورا صعبا"، مضيفا أن "الأصعب هو رؤية الموتى حولك"، حيث وصف الرحلة التي استمرت أربعة أيام ما بين ليبيا وإيطاليا: "بدت الحياة وكأنها تتلاشى".

وبرر هجرته، قائلا: "لم أتحمل العيش في مصر"،  ولكنه انطلق في رحلة هجرة محفوفة بالمخاطر، عبر البحر.


ولفت التقرير إلى أن ما يوفره يوسف في مصر شهريا كان فقط 200 جنيه مصري (6: 7 دولارات)، والآن وصل إلى إيطاليا وأصبح بمقدوره إرسال الأموال لأسرته.


وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها إن المصريين يواجهون خطر البحر في هجرة جديدة خطيرة إلى أوروبا حيث الفقر وضع الآلاف في قبضة مهربي البشر.

قوارب الهجرة

واشار التقرير إلى أن أخوة يوسف 20 ألف في 2022، لجؤوا إلى “الوسيلة الوحيدة للهروب” وهي قوارب الهجرة إلى أوروبا رغم ما تكتنفه هذه الرحلات من مخاطر.

واستندت في ذلك لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية التذ رصدت وصول أكثر من 20 ألف مصري إلى شواطئها عبر ليبيا حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد المسجل العام الماضي.


وشددت أن الرحلة محفوفة بالمخاطر، وفق (موريس ستيرل) من منظمة Alarm Phone التي تقدم الغوث للمهاجرين العالقين في البحر، موضحا أن طبرق هي نقطة الوصول للساحل الجنوبي لصقلية في إيطاليا.. وان قوارب التهريب رغم كبر حجمها، فإن القوارب مكتظة ويحيط بها الخطر حيث الشتاء فصل الطقس المتقلب.
 
وعن أسباب الهجرة غير الشرعية، التي تزامنت مع ارتفاع تكاليف المعيشة في مصر، في ظل ارتفاع معدلات التضخم التي وصلت إلى 15 % بحسب اصحاءات رسمية.
 

وأضاف التقرير أن الجنيه المصري فقد أكثر من نصف قيمته منذ بداية العام الحالي أمام الدولار الأميركي، بعدما قرر البنك المركزي المصري مؤخرا اعتماد سعر صرف مرن، لافتا إلى ارتفاع نسبة الفقر، فهي حسب البيانات الرسمية، 30 % من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 104 ملايين نسمة.

ونبه التقرير إلى آراء محللين يرون أن قرار تعويم العملة المحلية كان شرطا خلال مفاوضات طويلة مع صندوق النقد الدولي حصلت الحكومة المصرية بموجبها على قرض.

ولفت إلى أن نشاط مطرد بمسار الهجرة إلى أوروبا بعد تراجع أرقام الهجرة خلال السنوات الخمس الماضية، مع تشديد السلطات المصرية إجراءات مكافحة الهجرة غير الشرعية بدعم من الاتحاد الأوروبي.
 

لكن الصحيفة توصلت إلى أن "أحد أسباب إعادة إحياء طرق الهجرة هوإطلاق سراح مهربين بارزين في مصر، بعد أن انقضت مدة سجنهم" وأنهم أعادوا استخدام قوارب الصيد الكبيرة التي كان من الممكن استخدامها في أعمال قانونية لنقل الأشخاص عبر البحر المتوسط".
 

https://www.theguardian.com/world/2022/dec/18/egyptians-face-peril-at-sea-in-dangerous-new-exodus-to-europe