يبدو أن فشل الترسانة الإعلامية التي تمتلكها المخابرات ممثلة في الحيز الذي تمثله (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) والتي استحوذت على أغلب القنوات والصحف المحلية والقومية وماسبيرووالانتاج الإعلامي بقنواتيهما، في تبني قناة إخبارية (القاهرة) أطلقتها بالتزامن مع قمة المناخ لتحقق المنافسة ولكنها فشلن أمام سيطرة قنوات بعينها على ذلك النطاق بتدرجاته ومستوياته السياسية لاسيما قناة الجزيرة والجزيرة مباشر وقنوات المعارضة في تركيا ولندن.

وأعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تدشينها قطاعًا للإنتاج الوثائقي، وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية، يبدأ بثها التجريبي يناير 2023، وإطلاقها رسميًا في مايو2023.

وعينت إدارة المتحدة -بتوجيه من محمود السيسي الذي يتداول اسمه كمدير تنفيذي فعلي من قبل المخابرات (كجهة تمويل القنوات)- مديرووحدة الإفلام الوثائقية بالشركة أحمد الدريني رئيسًا لقطاع الإنتاج الوثائقي، وشريف سعيد رئيسًا للقناة الوثائقية.

المراقب الصحفي فتحي أبوحطب اعتبر أن الشركة المخابراتية في مهب الريح بعدما أعلنت ما أطلق عليها (جماعة ابن الدولة) إشارة لمحمود السيسي، عن اطلاق وثائقية حتى دون اسم أوشعار !

وأضاف لتلك الفوضى أن القناة يعلن عنها "رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة ورغم وجود عشرات القنوات الفاشلة، قررت جماعة ابن الدولة الإعلان عن تأسيس قناة وثائقية جديدة قبل الاستقرار على اسمها وشعارها".
 
وتندرا قال أبوحطب : "يجب أن تتدخل المؤسسة العسكرية لوقف التضليل وإهدار الأموال على يد من يستغلون رتبهم العسكرية".

وعن وهم القطاعات اعتبر عبر حسابه @fmhatab أن "المتحدة في مهب القطاعات"، موضحا أنه "بعد قطاع الأخبار، المتحدة تعلن تدشين قطاع الإنتاج الوثائقي، لكن لماذا الآن؟ لا يشاهدهم أحد، لكنهم يحبون القطاعات مشاهدات قناة القاهرة الإخبارية على يوتيوب..".

ورأى أن الفشل مصير القناة الوثائقية كما حدث مع السالف من هذه المشاريع عندما نبه إلى "تزامن الإعلان عن تدشين الشركة المتحدة لقطاع الإنتاج الوثائقي مع عرض سلسلة الأفلام الوثائقية التي أنتجتها شركة CMC بالشراكة مع اكسترا نيوز"، قائلا إنه "تزامن مثير للشك.. يبدوأن أحدهم لم يتمالك أعصابه".

حمادة عزو
وبشكل غير مباشر أشار مراقبون آخرون إلى (جماعة ابن الدولة) فاستبدل المخرج محمد فهمي هذا المصطلح بتقديم رأيه عن الوثائقية التابعة للمتحدة بالإشارة لثنائية ماما نونة وحمادة عزوكابن وحيد مدلل اعتاد أن تقضي والدته نزواته واختياراته!

ولكن سرعان ما أبان عما أشار إليه أبوحطب أخيرا وهولعبة الكراسي الموسيقية التي يطمع لاعبوها فيما يطمع فيه آخرون، ففي إطار مدح "فهمي" لانتاج CMC الوثائقي فقال: "قامت مؤخًرا شركة cmc بالشراكة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاج سلسلة أفلام وثائقية وعددهم تحديدًا 13 فيلمًا وثائقيًا، ما كُشف عنهم الستار – حتى الآن – أربعة أفلام وهم : "النقشبندي" .. "وحدوه" (الموت بالمصري) .. "أكابيلا" .. "راسك مرفوعة"، مضيفا "قبل الحديث عن الأفلام تفصيلًا، فإن انطباعًا أوليًا عن هوية الأفلام الأربعة قاطبةً لواستطعنا أن نقوله سنقول بكل ثقة أننا أمام وثائقيات مصرية خالصة، تشم من هيئتها رائحة الفهلوة المصرية، والفَرك كنسخة مصرية للحركة المنتظمة المدروسة، وأبناء الحِنت كمعادلة مصرية من أبناء البَريَة".

وأضاف "العين المصرية التي اهتمّت بتمصير الصَنعَة ولم تهمل الصناعة ذاتها باختصار فنحن أمام وثائقيات لم تختلف كثيرًا عن قاعدة أرساها الأستاذ والمُعلم وقطبنا الأول نجيب محفوظ،حين كان يتحدث إلى التليفزيون عن إشكالية اللغة التي تُكتب بها الرواية، سواء أكانت فُصحى أم لا فقال عن رأيه الشخصي".
 

ولكن يبدوأن ما يطمح إليه في الوثائقيات من ".. التمّسك بمكونات الوثائقيات والإطار المُهندَس الذي بُني على المعلومات، والبحث عن كثب، والاستوثاق، والتمحيص والاقتراب من عين الحقيقة، والوصول إلى عمق النفس، وأغوار الأزمة .. واستضافة ما يضيف إلى الموضوع ويثقله"، سيظل بعيد المنال بظل سيطرة جهة أمنية سيادية بدأت مسيرتها بزرع تسلطها في الأعمال التي تخرجها مثل ثلاثية (الاختيار)!

ولكن فهمي يكشف في مقاله أن الوثائقي في مصر "لا يزيد في مصرية المحتوى فيبان خفيفًا يجنح إلى الهوية أكثر من الموضوع، ولا يقدم لك موضوعًا بلا روح فيعود الحاجز الزجاجي الشفّاف إلى الصورة .. هذا كان الانطباع الأول عما ظهر لنا من سلسلة أفلام cmc الوثائقية بالشراكة مع الشركة المتحدة للخدمات".

وحدة أفلام

مسؤولوالوثائقية الجديدة، هم أنفسهم مكونومكتب وحدة الإفلام الوثائقية (كاتب "نصه مستورد بالسامسونج " ومونتير) بالشركة التي يبدوأنهم مرتبطون أكثر بالشؤون المعنوية في انتاجهم الداعم للسيسي ومن ذلك وثائقي (من خطاب الرئيس) وأفلام مثل (فيلم  النداهة _واحة سيوة) وثالث عن حرب أكتوبر ورابع بعنوان (عالم نجيب محفوظ) ويبدوأنه مهما بلغت الامكانايات فهي ليست بقدرة قناة وثائقية فأكبر القنوات (كالجزيرة وديسكفري وبي بي سي الوثائقية وناشيونال جيوجرافيك) تستورد موادها المتنوعة وتعرض جميعها على منصة watch it التي تملكها الشركة المتحدة وتعرضها على قناة DMC رأس الترسانة الإعلامية للمخابرات..
 

وتم التمهيد للمسؤولين  عن (#وحدة_الأفلام_الوثائقية) كما تذيل بيانتها ونشاطها على مواقع "التواصل"، باستضافة عدد من الإعلاميين الأفارقة في يوم للمعايشة الفنية الكاملة داخل المكان رفقة المتخصصين في سائر مراحل صناعة الفيلم الوثائقي.


وفي 19 نوفمبر، أعلنوا عن تدشين الدورة الأولى من مسابقة للأفلام الوثائقية الخاصة بمشاريع تخرج طلاب كليات الإعلام بمختلف الجامعات، وهي المسابقة التي ربما تفرز جيلا جديدا صنع على أعينهم لقناة أمنية.


طارق @TarekEbaid كان له رأي في أكثر أفلامهم دعاية فقال: "المتحدة عاملة وثائقي عن حرب اكتوبر يليق بيهم ولا يليق بعظمة اكتوبر، لوعيل صغير هيعمله احسن من كده، سلق الافلام الوثائقية والاغاني الوطنية حاجة تعر".