قالت ورقة بحثية إن القياده الجديد للصين  تبنت النظرية الإسلامية  باعتبار زيادة السكان ثروة للبلاد إن أُحسِن استثمارها، وأن هذه العمالة لو وُظِفت بطريقة منظمة وعلمية لأدخلت ثروة للبلاد لا تقدر بثمن.
وأكدت ورقة نشرها موقع "الشارع السياسي" تحت عنوان "شماعة «الزيادة السكانية».. لماذا يتبنى السيسي مزاعم “مالتوس” ويتجاهل نظرية “بن خلدون”؟"، الصين تبنت نظرية الإمام ابن خلدون الإسلامية وأثمر ذلك "ارتفاع  دخل المواطن الصيني من 150 دولار إلي 6400 دولار أي أكثر من 110 ألآف جنيه  مصري، فلو ضربته في مليار وأربعمائة ألف لصار رقماً مهولاً، وارتفع الاحتياطي النقدي إلي أكثر من ثلاثه تريليون دولار (الاحتياطي المصري 38 مليارا معظمها ديون وودائع ويتفاخرون به)، وصار الاقتصاد الصيني أعلي معدل نمو في العالم، وثاني أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة، ساهم في ذلك جدية الحرب على الفساد والقضاء عليه بمحاكمات عاجلة ناجزة وعقوبات رادعة وصلت إلى الإعدام الفوري.

 

عكس السيسي
وأبانت الورقة أن النموذج الصيني، فعل عكس هجوم السيسي ونظام العسكر على النمو السكاني، حيث تبنت الصين (1.4 مليار نسمة) وأوروبا النظرية الإسلامية للإمام ابن خلدون؛ وعندما سُئِل  الرئيس الصيني ذات يوم (عندكم مليار فم يطلبون الطعام يومياً فكيف ستوفرونه لهم؟!) أجاب: (تذكروا أن عندنا 2مليار يد مُنتِجه!),وكان هذا قبل أن يظهر التعداد الأخير للصين وقتها بمليار و300مليون نسمه.
واعتبرت الورقة أن رد الرئيس الصيني؛ "يُمثل الفلسفه والمنهج الذي  انتهجته حكومة الصين لمواجهة زيادة السكان، وهو ما خالفت فيه قائد ثورتها ماوتسي تونج الزعيم الشيوعي والتاريخي للبلاد الذي كان يتبنى مزاعم اعتبار الزيادة السكانية عبئا ثقيلاً، فقال ذات يومٍ (مرحباً بالحرب  فلو أكلت مائه مليون أو أكثر فسنكون مُمتنين لها)".



خطوات النجاح
وأشارت الورقة إلى أن الصين اتبعت عدة خطوات لهذه الاستفادة من النمو السكاني الضخم "حيث دربوا تلك العمالة وخصصوا لكل منطقة صناعة معينة أو سلعة معينة يبرعون في صناعتها ويعمل فيها الجميع، وأعطوا للعامل الصيني مايقارب دخله لو هاجر للخارج، فتحوا باب المنافسة، وجعلوا الربح بقدر العمل وليس بقدر الحاجة، وفتحوا الباب للاستثمارات الخارجية التي وجدت في العمالة الصينية المُدربة والرخيصة نسبياً مقارنة بالعامل الأمريكي أو الأوربي  ضالتها، وفرصة لزيادة التوزيع بالخارج، وأصبحت الصين تنتج كل شيء لكل بلدان العالم"، بحسب الورقة.

 

الحد من النسل خطأ
وأوضحت الورقة أنه في 2015م أدركت الحكومة الصينية خطأها بسن قوانين صارمة تحد من النسل وتفرض عقوبات على من ينجب أكثر من طفل، لكنها تراجعت عن كل ذلك وبدأت في تحفيز الصينيين  على الإنجاب، وكشفت صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها، نشرته في 19 مايو 2020، أنَّ الصين تتجه لتغطية أغلب تكاليف رعاية الأطفال منذ الولادة وحتى التخرج في الجامعة، لتساعد في زيادة معدلات الإنجاب.

واستشهدت الورقة من تقرير الصحيفة البريطانية بتوضيحات أن هيئة استشارية ذات نفوذ سياسيٍّ، اقترحت عرض مساعداتٍ ماديةٍ واسعة النطاق على الأُسر؛ لرفع معدلات الإنجاب المنخفضة في كبرى دول العالم من حيث السكان، من بينها خفض الضرائب على الدخل للآباء الجدد.
واستندت أيضا إلى تصريح (الرابطة الديمقراطية الصينية): “انخفضت معدلات المواليد في السنوات الأخيرة، وباتت المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذا أشد وطأةً اليوم”.
ولفتت إلى اقتراح (الرابطة) سلسلةً من المعونات؛ للمساعدة في تكاليف رعاية الأطفال، وأيضاً معونات للأجداد؛ لمكافأتهم على مساعدتهم الآباء الصغار في الاهتمام بنسلهم. وعلى خطى الصين تمضي الهند (1.3 مليار نسمة) واليابان (180 مليون نسمة) ودول أوروبا التي تفتح باب الإنجاب لمواجهة مظاهر الشيخوخة التي تفشت في بلادها في العقود الأخيرة.

 

مرتكزات دعاية السيسي
ودأب السيسي منذ انقلابه على نفس التحذيرات التي يعلق عليها وأركان النظام العسكري في مصر فشلهم بشماعتين: الأولى خطر الإرهاب المحتمل. والثانية شبح الزيادة السكانية.
وكرر غير مرة "إذا ظللنا على هذا الوضع لن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع، وأن كل ما يقام بالدولة المصرية من إنجازات، سيهدر ويختفى بدون فهم ووعى المصريين".

ولفتت الورقة البحثية إلى أن السيسي له 3 أهداف من خلال حديثه المتكرر وهي:
أولا، التأكيد على أن موضوع الزيادة السكانية تحد يقلل فرص مصر في أن تتقدم للأمام». وعلق عليه فشله في قطاع التعليم مضيفا «إذا كنا نرغب في توفير موارد للتعليم وتوفير وظائف مناسبة للشباب والصحة يجب أن يتم ضبط النمو السكاني».

ثانيا، التشديد على أن الزيادة السكانية مستمرة بمعدلات كبيرة، وسوف يشكل ذلك عبئاً كبيراً على الدولة إذا استمرت هذه المعدلات الكبيرة للنمو السكاني».

ثالثا، اتهم هذا العدو الوهمي الجديد “الزيادة السكانية” بالتسبب في اختفاء ما أسماها بالآثار الإيجابية للإنجازات مدعيا أن  التحدي السكاني هو تحدٍ عظيم جداً ويتطلب تضافر كل الجهود بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والأهالي لتحقيق نتيجة جيدة.