حقق المنتخب المغربي، إنجازًا تاريخيًا بالفوز على منتخب البرتغال، بهدف نظيف، اليوم السبت، في ربع نهائي كأس العالم، ليبلغ نصف نهائي مونديال قطر.

وحقق هدف المنتخب المغربي المهاجم يوسف النصيري، في الدقيقة 42، بعد عرضية على المقاس من يحي عطية الله، ارتقى لها مهاجم إشبيلية بقفزة عالية، ومن أعلى نقطة ضرب الكرة برأسه سكنت شباك الحارس كوستا الذي خرج من مرماه بشكل خاطئ.

وعلى الرغم من دفع المدرب البرتغالي، فرناندو سانتوس، بالقائد كريستيانو رونالدو في الدقيقة 51 على حساب روبن نيفيس من أجل تعديل النتيجة وإدراك هدف التعادل، إلا أن رونالدو فشل مع رفقائه البرتغاليين في إدراك التعادل وخرج من الملعب باكيًا، بينما كان "بونو" يحتفل بالانتصار مع والدته.

وحققت المغرب العديد من المكتسبات خلال هذه المباراة، ومن أهمها:

 

1 - أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى ربع النهائي

أصبح المنتخب المغربي هو أول فريق عربي وإفريقي يصل إلى ربع النهائي طوال تاريخ كأس العالم الممتد عبر 92 عامًا منذ انطلاق البطولة الأولى في عام 1930 في الأوروجواي.

وكان المنتخب المغربي قد وصل إلى دور الثمانية كأول فريق عربي ورابع فريق إفريقي يفعلها في التاريخ، بعد تفوقه على إسبانيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي، إثر التعادل سلبًا في المباراة.

 

2 - بروز الشخصية القوية لمنتخب المغرب

على عكس مباراته السابقة مع منتخب إسبانيا والذي دافع فيها خلال المباراة بأكملها معتمدًا على الهجمات المرتدة، والذي استطاع الفوز فيها بركلات الجزاء الترجيحية في ثمن النهائي، بدأ المنتخب المغربي مباراته اليوم مع المنتخب البرتغالي مهاجمًا منذ بداية المباراة، وكان هناك بروز واضح لشخصية المنتخب المغربي في امتلاك الكرة، وسرعة الارتداد من الدفاع إلى الهجوم، واللعب ندًا لند أمام منتخب البرتغال الملقب ببرازيل أوروبا.

 

3 - ياسين بونو من أفضل الحراس في العالم

خاض حارس مرمى المنتخب المغربي والمحترف في نادي إشبيلية الإسباني، ياسين بونو، اليوم، مباراته الدولية رقم 50، وبات أول حارس إفريقي يحتفظ بنظافة شباكه في ثلاث مباريات بنهائيات كأس العالم.

ازداد تألق بونو خلال المباريات التي خاضها مع أسود الأطلسي في كأس العالم فيفا قطر 2022، وتصدى لكافة المحاولات الخطيرة خلال المباريات الخمسة التي خاضها منتخب المغرب ضد البرتغال، وإسبانيا، وكندا، وبلجيكا، وكرواتيا. ولم يدخل مرماه سوى هدف وحيد أمام المنتخب الكندي.

وقال بونو: “كان علينا تغيير العقليات والتخلص من هذا الشعور بالدونية، نحن قادرون على مواجهة أي شخص مهما كان مستوى المنافسة، أجيال المستقبل تعرف أن المغرب يمكن أن تصنع المعجزات”.

ولمس ياسين الكرة 39 مرة خلال اللقاء، ومرر 30 تمريرة الصحيح منها 21، بنسبة دقة بلغت 70%، كما لعب 20 تمريرة طولية (11 صحيحة)، وهي نسبة جيدة في ظل الضغط الذي قام به البرتغال على لاعبي المغرب، خصوصا في شوط اللقاء الثاني، كم قام بونو بـ 3 إنقاذات لأهداف محققة في لقاء اليوم. وحصل بونو على تقييم 7.8 كأعلى لاعبي منتخب المغرب من موقع سوفاسكور، وتوج بجائزة رجل المباراة.

وقال وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي: "ياسين بونو أحد أفضل حراس المرمى في العالم؛ تصديه لتسديدة رونالدو قبل النهاية تثبت جودته وقيمته في الملعب".

يُذكر أن ياسين بونو تصدى خلال مباراة المنتخب المغربي أمام المنتخب الإسباني لثلاثة ضربات جزاء، كان لها الفضل – بعد الله تعالى – في تأهل المنتخب المغربي لربع النهائي.

 

4 - الصفعة الثانية من أسود المغرب للبرتغال

فوز المنتخب المغربي اليوم على منتخب البرتغال، هو بمثابة الصفعة الثانية للمنتخب البرتغالي على يد المغاربة.

وكانت المرة الأولى التي صفع فيها المنتخب المغربي نظيره البرتغالي في نسخة مكسيكو 1986 والجيل الذهبي لبادو الزاكي ومحمد التيمومي وعبد الرزاق خيري وعزيز بودربالة وغيرهم.

وقتها فاز المنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وبلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يخرج على يد ألمانيا الغربية بهدف قاتل سجله لوثار ماتيوس من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 89.

واستطاعت البرتغال أن ترد التحية في النسخة الأخيرة، وأطاحت بالأسود من الدور الأول أيضا، لكن أشبال المدرب وليد الركراكي ردوا بأحسن منها اليوم وصنعوا تاريخًا جديدًا لهم ببلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخهم، وحرموا البرتغال بنجومها الممارسين في أفضل الأندية في العالم، من مواصلة مشوارهم نحو اللقب الذي جاؤوا من أجله، وأقله بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخهم.

 

5 - أقوى دفاع في البطولة

وحتى الوصول إلى الدور ربع النهائي، حقق منتخب المغرب لقب الأقوى دفاعًا حتى الآن في كأس العالم، حيث استقبلت شباكه هدفًا وحيدًا فقط في 5 مباريات خاضها في البطولة.

 

6 - النصيري يلحق بصدارة الهدافين العرب في كأس العالم

يوسف النصيري هو الاسم الذي صنع التاريخ للمغرب ولقارة إفريقيا بأكملها عندما سجل، السبت هدف الانتصار المدوي 1-0 على البرتغال في كأس العالم قطر 2022، ليصبح "أسود الأطلس" أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم، مؤكدًا أنه "القطعة الاستراتيجية" في "رقعة" مدربه وليد الركراكي.

كما أصبح مهاجم إشبيلية الإسباني أكثر اللاعبين العرب تسجيلًا في تاريخ كأس العالم، بالتساوي مع السعوديين سالم الدوسري، وسامي الجابر، والتونسي وهبي الخزري، برصيد ثلاثة أهداف.

وفي المباراة الأخيرة من دور المجموعات ضد كندا (2-1)، كان له الفضل في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، فأرغمه على مراوغته حيث طالت عنه الكرة ليلعبها حكيم زياش ساقطة داخل المرمى الخالي.

وسجّل الهدف الثاني عندما انسل خلف الدفاع الكندي إثر تمريرة رائعة من حكيمي أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة إلى يسار الحارس، ثم سجل هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل.

وفي ربع النهائي ضد البرتغال، ارتقى لكرة عالية جدًا أسكنها برأسية جميلة في شباك الحارس ديوغو كوستا مسجلًا هدف العبور التاريخي.

وقال الركراكي: "لا يقدّر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي ينفذ ما أطلبه منه، ولذلك حافظ على مركزه الأساسي ليس معي فحسب بل مع من سبقني من مدربين، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة".

 

7 - المنتخب المغربي أخرج ثلاثة من ضمن المرشحين للقب

وأصبحت البرتغال رابع ضحايا "أسود الأطلس" في الدوحة بينهم ثلاثة كانوا بين المرشحين إلى اللقب: بلجيكا 2-صفر في الجولة الثانية، إسبانيا 3-صفر بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر) في ثمن النهائي، والبرتغال في الدور الربع النهائي، علمًا أنهم تغلبوا على كندا 2-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، في طريقهم نحو الدور الثاني.