لم يجد مفيد فوزي، الذي رحل عن 89 عاما، الأحد 4 ديسمبر في وسط الشعب المصري إلا النذر اليسير الذين تذكروا صحفيا اعتاد البعض سماجته وعقده النفسية وأحقاده الذاتية والطائفية، وعبر هاشتاج #مفيد_فوزي قال ناشطون إنه أمضى حياته شامتا في وفاة علماء المسلمين وأبرزهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، ومشوها تاريخه، وحانقا على شعائر الإسلام مثل الحجاب والصلاة والمتدينين.


واستعرض بعضهم مفارقات "فوزي" الذي عاش يكره عبدالناصر بسبب فصله من صحيفة روزاليوسف ويتحدث عن الاستبداد كان من أبرز مؤيدي الثورة المضادة طالب في أكتوبر 2011، بإطلاق سراح حبيب العادلي وزير داخلية مبارك، زاعما أن "الإخوان" قتلوا المتظاهرين في ثورة 25 يناير وشرطة العادلي "بريئة"!


وأشار آخرون إلى حياة "فوزي" بين أحضان النظام العسكري وممجدا في داخلية مبارك بحورات "حديث المدينة"، سواء في عهد مبارك أو بعد إزاحة برنامجه في القليب، في عهد السيسي الذي قال عنه: "صليت لله حتى يزيح السيسي الإخوان" مدعيا "شربنا الذل في عهد الإخوان، ثم جاء السيسي بإرادة إلهية وعلينا أن نكلبش فيه".


الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد عبر عن فرحته وكتب، "هلك، الأحد، مفيد فوزي، الذي طالب الرئيس مرسي بالظهور على الشواطئ والتقاط صور مع سائحات بالبكيني، ليثبت أنه ليس ضد السياحة، وبعد الانقلاب رفض أي حوار مع الإخوان قائلاً: “لا يمكن التصالح مع إرهابيين يقتلون الأطفال والنساء”، وطالب بأن تكون محاكمة مرسي علنية ليرى الناس وجهه “الساذج”!".


وأضاف حساب (بريق أمل)، "أعرف مفيد فوزي وهو شخص عنصري ونرجسي وذاته متضخمة وعقله مكبل بالأحقاد والعقد النفسية. وحجة مفيد وغيره في كراهية الشعراوي هي الموقف الاسلامي من المسيحية والذي عبر عنه الشيخ.. ".


وأضاف عبر (@jm313soldier)، "ألا يعرف مفيد أن مسيحيته تعتبر الاسلام افك وتقصر الملكوت السماوي على المسيحين فقط. انها طبيعة الأديان جميعا".


أما الكاتب الفلسطيني سَرِي سمّور فقال: "مات مفيد فوزي، عليه من الله ما يستحق.. رمز من رموز التفاهة.. وبوق (أمنجي) حتى الشيخ الشعراوي لم يسلم من بذاءته... كل يغدو ولكن إلى أين؟".


المحامي السلفي ممدوح إسماعيل قال: "نفق بوق من ابواق الشيطان (مفيد فوزى).. فرح بموت الشيخ الشعراوى وقتل المسلمين فى رابعة وقال مستعد ألحس تراب السيسى.. هلك ارخم وأرذل حقود اعلامى .. يا مفيد لم تفعل شئ فى حياتك مفيد بل كل شر لذلك: أنت مع الشياطين ذلك أفضل".


وأضاف أحمد (Ahmed Qeplawy)، "يكره كل ما هو اسلامى.. حشرى فى مظاهر المسلمين .. عنصرى.. طائفى.. كاذب.. خداع.. مدلس.. منافق.. مطبلاتى".


وعن أمثاله، علق مؤيد (Muayyad Suboh)، "بعد صراع طويل مع الاسلام و المسلمين نفوق الطائفي الحاقد مفيد فوزي الى حيث القت ام قشعمي انت وذريتك ومن على شاكلتك، العاقبة ل احمد موسى و عمرو اديب وابراهيم عيسى وباقي زمرة الكفر والتطبيل والمخبرين . اللهم عامله بعدلك لا برحمتك .".


ومارس فوزي البروباجندا الفاضحة لصالح نظام مبارك ووزراء داخليته لعقود، وقال فوزي إنه لا يصدق الإخوان مشيرا إلي أنه لو كان جمال مبارك مرشحا في مقابل الإخوان فسيختار جمال مبارك، وأن الأقباط مرهوبون من السلفيين.


وانتقد فوزي صعوبة بناء الكنائس، حيث قال "رخصة الكبارية يتم استخراجها في 24 ساعة رخصة الكنيسة في سنوات".


في بطن الحاكم

الكاتب الليبرالي وائل قنديل كتب مقالا في 2017، يعتبر فيه مفيد فوزي ليس مجرد ظاهرة بل هو في حد ذاته (مصطلح) أوسع من ظاهرة، في مقال بعنوان (مفيد فوزي.. المعنى في بطن الحاكم)، موضحا، "في الصحافة المصرية المعاصرة، هناك مصطلحات ذائعة، منها مفيد فوزي، وهو مصطلح يسري عليه قانون التغير والتحور والتطور، مثل الكائنات الحية، فتجده يكتسب مدلولاً في زمن ثمانينات القرن الماضي وتسعينياته، ثم يتخذ معانٍ أخرى في عصور أخرى، يتحور خلالها على نحو قنفذي، فتجده شرساً متوثباً في أوقات، وكامناً مستكيناً في أُخَر".


وأضاف أنه بعد ثورة يناير 2011، و"حين استتبت الأمور لانقلاب عبد الفتاح السيسي، انتقل مفيد فوزي من الحالة القنفذية إلى حالة ضبع صحراوي، يرتدي جلد نمر، ويريد من الناس أن يعاملوه باعتباره نمراً، بين الجميع يدركون أنه ضبعٌ ليس أكثر".


واتقن "قنديل" وصف المصطلح مفيد فوزي بكلمات من عينه "ناشباً مخالبه في لحم المصريين"، و"ينطقها وعيناه ممتلئتان بقذى الكراهية، وحنجرته محشوّة بصديد العنصرية والفاشية، إلى الحد الذي يبدو معه المذيع المحرّض على القتل -أحمد موسى- والإبادة حملاً وديعاً".


ويعتبر الكاتب أن "مفيد فوزى أن تضبط ساعتك على العاشرة من مساء كل 25 يناير، لتجلس بين يدي وزير الداخلية، حبيب العادلي، تلقى عليه أسئلة ناعمة مهذّبة وتصفق للإجابات، وتوقع بالاقتناع بحكمة (وروعة) كل كلمة يقولها الوزير، حتى لو كانت تأتأة".


واستحضر وائل قنديل حوارا له في مارس 2009، قال: "أقولها بصراحة وبهدوء: جمال مبارك رئيسا لمصر وهو ذكي جدا، ولن أقول أكثر من ذلك، حتى لا تقول إننى أمتدح الرئيس القادم لمصر.. جمال أشرف من الإخوان المسلمين، والذين قد يعيدوننا 50 عاما إلى الوراء"، ولذا "سيعطى صوته لرجل الحزب الوطني، لأنه سيكمل مسيرة النجاح، وينتصر للأمل، ومصر حبلى بالمفاجآت". ثم يقول بعد سقوط العائلة المباركية إن المخلوع كان ضحية طمع زوجته وولده.