قال مراقبون إن خلفيات القبض علي د.سيد التونسي محمود رئيس مجلس أمناء جامعة 6 أكتوبر الخاصة بعدة اتهامات هو من بين الصراع على العوائد الاقتصادية وإثبات نفوذ عينة من أنصار السيسي في مجال التعليم والتعليم العالي وعالم رجال الأعمال.


وأضافوا أن ذلك يبدو صراعا على جامعة 6 أكتوبر الخاصة وعوائدها الضخمة أو ما يتبقى منها، مع رئيس مجلس أمناء الجامعة الحالي د.أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية السابق بعهد السيسي كونه أكثر من ظهر بخلافاته معه وتقارب احتكاكهما ومنازعاتهما القضائية التي بدا أنه لم تجدِ فكان الاقصاء واستغلال التموضع من الانقلاب.


واتهمت جهات التحقيق بحسب مواقع وصحف محلية التونسي بالتلاعب في ميزانية الجامعة لعامي 2015- 2016 وإثبات بيانات بها على خلاف الحقيقة، بخفض رأس مال الجامعة من 955 مليون جنيه إلى 20 مليون جنيه فقط، وصرفه مبلغ 65 مليون جنيه مكافأة نهاية الخدمة لنفسه عقب إحالته للمعاش، بالرغم من كونه "رئيس مجلس أمناء".


وأدعت أن رئيس مجلس الإدارة السابق د.سيد التونسي تهمته أيضا اختلاس 4 مليارات جنيه وقام باستثمار المبلغ في أنشطة غير مشروعة، بحسب داخلية السيسي.


“سيد التونسي” متهم من حكومة السيسي "بممارسة نشاط إجرامي في مجال الاستيلاء على المال العام وغسل الأموال بهدف إخفاء وتمويه طبيعة تلك الأموال وقطع الصلة بينها وبين مصدرها غير المشروع".


صفعة مارس الماضي


ويبدو أن الضجة الجديدة بحق سيد التونسي هي رد على صفعة وجهها من قبل في مارس الماضي، لأحمد زكي بدر، حيث أثبت تونسي محمود أن جامعة 6 أكتوبر مملوكة له منفردًا، بحسب مستندات نشرها عبر موقع صحيفة "الدستور" مستعرضا أحكاما قضائية نهائية وباتة، فصلت في النزاع الذى قام على ملكية الجامعة منذ العام 2014.


ونشر الموقع بعض هذه المستندات التي تشير إلى العلاقة بين جامعة 6 أكتوبر وشركة قناة السويس للخدمات التعليمية المندمجة فى شركة قناة السويس لتوطين التكنولوجيا عام 2004، (والتي كان رئيس مجلس إدارتها أحمد زكي بدر بالمناوبة مع شريكه المتشاكس سيد تونسي محمود) وأنها علاقة تأجير تمويلي فقط وليس للشركة أي علاقة بمجال التعليم، حيث إنه ليس من أغراض الشركة نشاط الجامعات الخاصة.


وقال إن جامعة 6 اكتوبر هى أول جامعة خاصة تقام فى مصر، حيث أنشأها الدكتور سيد تونسى محمود، بقرار جمهورى رقم 243 لسنة 1996، وهى أول جامعة خاصة تؤسس على أرض الواقع وبها 16 كلية بخلاف المراكز البحثية، ومستشفى تعليمي والعديد من الخدمات الأخرى.


وحصل "تونسي" على 14 حكمًا نهائيًا وباتًا بملكية الجامعة، رغم أنه لم يقدم هو أى دعوى قضائية من الـ14 فقد أقامها الخصوم ضده وخسروها جميعًا، حيث حكمت محاكم مختلفة فى كل هذه القضايا بملكية الدكتور سيد تونسي، للجامعة وأن الشركة ليست لها صفة بجامعة 6 أكتوبر، بحسب الموقع.


وقال حكم المحكمة،" إن شركة قناة السويس للخدمات التعليمية وشركة قناة السويس لتوطين التكنولوجيا قبل الاندماج وبعد الاندماج لم يكن من ضمن أغراضهم إنشاء وتأسيس الجامعات الخاصة "، وأن الدمج هو دمج بين شركتين والجامعة ليست طرفًا فيه، حيث يخضع كل منهما لقانون خاص.


إقرار وتحرك


وأشار التقرير إلى أنه بعد كل هذه الأحكام النهائية والباتة طلب أحمد زكى بدر، رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس لتوطين التكنولوجيا الحالى والمستشار مجدى العجاتي، عقد اجتماع مع سيد تونسي، لإبرام عقد جديد أو إبرام ملحق للعقد الباطل المؤرخ فى 16-2-2018 يكون مضمونه- طبقًا لطلباتهم- أن يتنازل الدكتور سيد تونسى محمود عن جميع الأحكام التى صدرت لصالحه بأنه مؤسس ومالك جامعة 6 أكتوبر، ورفض سيد تونسى محمود، هذا العرض وتمسك بجميع الأحكام التى صدرت لصالحه!


جدير بالذكر أيضًا أن هناك عملية تقييم لأصول الجامعة بغرض بيعها في محاولة لمنع الدكتور سيد تونسي من استرداد حقوقه، وهو الأمر البالغ الخطورة الذى يحذر منه الدكتور سيد تونسي، لأنها خطوة باطلة ومخالفة للقانون وللأحكام القضائية النهائية والباتة بملكيته لجامعة 6 أكتوبر


صفعة مقابل صفعة


أحمد زكى بدر، لم ينس لسيد تونسي ذلك -وهو مؤسس ومالك الجامعة -كما يعرف بذلك القاضي والداني- ، فكان العنوان "الكشف عن أكبر عملية فساد مالي في الجامعات الخاصة واختلاس 4 مليارات جنيه مصري "، والقول أنه استولى "على أصول وممتلكات الجامعة بقيمة مالية بلغت 4 مليارات جنيه وذلك من خلال اختلاس المستندات والملفات المملوكة للجامعة وادعائه ملكيته الخاصة للجامعة على خلاف الحقيقة".


وأضافت المواقع أنه "تلاعب في ميزانية الجامعة وإثبات بيانات بها على خلاف الحقيقة بخفض رأسمالها من 955 مليون جنيه إلى 20 مليون جنيه فقط وقيامه بصرف 65 مليون جنيه مكافأة نهاية الخدمة لنفسه عقب إحالته للمعاش بالرغم من كونه "رئيس مجلس أمناء" ولا يُعد من العاملين المستحق لهم صرف مكافأة نهاية الخدمة".


وتابعت أن تونسي "استولى على فائض الميزانية للجامعة وغسل تلك الأموال المتحصلة من نشاطه عن طريق شراء الوحدات السكنية باسم نجله الذي يقيم خارج مصر وقام بتأسيس الشركات وشراء السيارات و إيداع بعض من تلك الأموال بمختلف البنوك بحسابات خاصة به وبأفراد أسرته بقصد إخفاء مصدرها وإظهارها وكأنها ناتجة عن كيانات مشروعة".


يقول علي (@ali98620656): "علي فكره دا مش نصاب دا صاحب ورئيس مجلس إدارة جامعة 6 أكتوبر سيد التونسي ودا معروف جدا أنا مش عارف السبب في هذا الكلام عليه هوا صاحب جامعة 6 أكتوبر وما أداراك مكاسب جامعة 6 أكتوبر أكبر جامعه في مصر خاصة".


واستدرك بإضافة أنهم "أتأخروا عليه كتير الاستاذ سيد التونسي رغم إنه مكسبه من الحلال كان يغنيه أكتر من ال 4 مليار فهو رئيس جامعة سته أكتوبر الشهيرة".


وأبدى محمد النجار تعجبا عبر (@MAlnagar)، "هو مش سيد التونسي المتهم بأختلاس ٤ مليار جنيه من اموال جامعة ٦ اكتوبر ، هو نفسه مؤسس الجامعة و مالكها ؟".


وقال (الملاك الحزين) : "قبضوا ع #سيد_التونسى رئيس مجلس أمناء إحدى الجامعات  بتهمة الأستيلاء ع ٤ مليارات جنيه وعمل لنفسه مكافأة نهاية الخدمة ٦٥ مليون جنية .لما ده مسئول ف مصلحة يعمل كل السرقة دى امال الحرامى الاكبر السيسي سرق اية كله م فلوس الشعب ويطلع يقولك احنا فقرا اوى ومصر مفهاش فلوس".


سوابق زكي بدر


وأحمد زكي بدر سبق وتولى وزارة التربية والتعليم سابقا، لمدة 9 أشهر ووزير التنمية المحلية لمدة 9 أشهر، ورئيس أكاديمية أخبار اليوم للإعلام، ما زال هو الأقرب لوسائط الإعلام بحكم قربه أكثر من سيد التونسي من السيسي، وهو ضيف دائم مع لميس الحديدي وعمرو أديب، وقناة صدى البلد حيث تربطه علاقات وثيقة برجل الأعمال محمد أبو العينين بعدما شاركا معا في الإطاحة بمحافظ الاسكندرية محمد عبدالظاهر في 2016، بعدما أثبت الأخير بالمستندات وقائع فساد على وزير التنمية المجلية وقتئذ أحمد زكي بدر وإهدار مال عام قدر في حادثة واحدة بمليار جنيه!


وإبان رئاسته لأكاديمية أخبار اليوم اجتمع طلاب الأكاديمية والإداريين و أعضاء هيئة التدريس بوقف الدراسة في أكتوبر 2011، وخرجوا بوقفات وهتافات تطالب رحيله بعدما أنشأ جهازا أمنيا للتجسس -والده زكي بدر كان وزيرا للداخلية في عهد المخلوع مبارك- على الجميع لفرض سيطرته، وانتهى الأمر برحيله وسط حراسة مشددة من الشرطة والجيش!


المثير للدهشة أنه احتفظ بالثأر من أعضاء هيئة التدريس ففي أكتوبر 2021، تداول ناشطون ما اسموه عقود إذعان بحق أعضاء هيئة التدريس بجامعة 6 أكتوبر -التي اقتنصها من سيد تونسي بحكم صلاته- تمكنه من رقبتهم في عملهم الأصلي بالجامعات الحكومية.