قال مجلس السيادة السوداني إنه تم الاتفاق مع إثيوبيا على معالجة ملفي سد النهضة والحدود بطرق سلمية، وفقا للآليات المشتركة بين البلدين.


بدوره، التقى وزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونين نائب رئيس الوزراء الاثيوبي، نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمكتبه الخميس 1 ديسمبر، بحضور السفير الإثيوبي بالخرطوم بيتال أميرو.


واتفقا الطرفان بحسب ما أعلنا بشان سد النهضة والحدود، وكان دمقي موكنين حسن، حضر الاربعاء 30 نوفمبر الماضي رسمياً أنطلاق فعاليات الدورة (48) للإجتماع الوزاري لدول الايغاد بالخرطوم.


وتصادف الاتفاق مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إثيوبيا رفقة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي للقاء رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد في مكتبه الخميس وعقدوا مناقشات حول عدد من القضايا المحلية والاقليمية.


وفي 2 مارس 2021، صدر بيان مصري سوداني على مستوى الجيش، بتشكيل رباعية تضم الاتحادين الأفريقي والأوروبي وواشنطن للتوسط بشأن سد النهضة، ومطالبة إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة للتوصل لاتفاق، والتوصل لاتفاق ملزم بشأن تعبئة سد النهضة يحقق مصالح الدول الثلاث ويحد من أضراره، والاتفاق على أن بدء إثيوبيا بالتعبئة الثانية لسد النهضة بشكل أحادي سيشكل تهديدا مباشرا لأمننا المائي.


ولكن إثيوبيا ملأت السد للمرة الثانية والثالثة وتستعد للرابعة وصدرت منه كهرباء في اتفاق بتاريخ 18 نوفمبر الماضي، إلى كينيا،  بموجب اتفاق مدته 25 عاما بين البلدين!


وحتى قبل أيام أعلنت خارجية السيسي رهانها على الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات سد النهضة بعد دعوة واشنطن لقادة القاهرة والخرطوم وأديس أبابا إلى قمة أمريكية أفريقية منتصف ديسمبر الجاري.


وقال مراقبون إنه من بداية أزمة سد النهضة وإثيوبيا بتستخدم أقدم سلاح استعماري في العالم، فرق تسد، لتزرع العداوة بين مصر والسودان ولفصل القرار الواحد، وتصدير فكرة أن مصر هي الوحيدة المتضررة من السد وليس السودان!


الرد المصري


الرد الرسمي لحكومة السيسي، يبدو أن سيتأخر حتى منتصف ديسمبر (موعد القمة الآمريكية المرتقبة) ولكنها استبدلت ردها بأن الانهيار متوقع لسد النهضة بفضل الطمي الكثيف ففي تصريحات متلفزة نقل الخبير الحكومي عباش شراقي حديثا سابقا لقادة الجيش في مصر عن أن تراكم الطمي حول سد النهضة يهدد سلامته ومخزون المياه به ويعجل بانهياره.


وهو ما أعاده شراقي عبر (Abbas M Sharaky) على فيسبوك وقال إن "إثيوبيا الأولى عالميا فى ترسيب الطمى مما يعجل بالعمر الافتراضى لسد النهضة"!


وزعم أن "جميع الأنهار التى تنبع من إثيوبيا تتميز بكمية طمى هائلة تصل فى حوض النيل الأزرق إلى حوالى 200 مليون م3/سنة، ولهذا سمى بالأزرق، وعند انتهاء اكتمال سد النهضة فان السعة التخزينية سوف تقل تدريجياً كل 5 سنوات بمقدار مليار م3 واحد نتيجة ترسيب الطمى، وسوف يتوقف التوربينين الحاليين (عند مستوى منخفض 565 م) بعد حوالى 17 عاماً، ثم باقى التوربينات (عند مستوى 595 م) بعد 70 عاماً وهو العمر الافتراضى للسد طبقا ً للظروف الحالية، هذا إن لم يحدث إنهيار قبل ذلك نتيجة العوامل الجيولوجية المختلفة، العمر الافتراضى للسد العالى قدر بـ 500 سنة، وبعد مرور أكثر من 51 سنة على إنشائه ازداد عمره إلى أكثر من 550 سنة نتيجة ترسيب معظم الطمى فى السدود السودانية".


وأضاف أن الهضبة الاثيوبية تتكون من جبال بركانية بازلتية تكونت فى العصور الجيولوجية القديمة نتيجة وجود الأخدود الأفريقى العظيم الذى يقسم إثيوبيا نصفين، وترتفع الجبال إلى أكثر من 4620 متر فوق سطح البحر، وتكون نظام مطرى فريد حيث تسقط الأمطار بغزارة فى موسم قصير من يوليو إلى سبتمبر مندفعة من أعلى الجبال، تعمل بشدة على تعرية الصخور البازلتية التى تتكون من أضعف المعادن (أولوفين وبيروكسين) وأغناها من العناصر الكيميائية  (سيلكون - صوديوم - بوتاسيوم - كالسيوم - حديد - ماغنسيوم - منجنيز) الضرورية للنباتات، ولذا فإن البازلت يكون أخصب الأراضى الزراعية، وتكونت حوالى %95 من التربة الزراعية فى السودان ومصر من الرواسب الثيوبية.

وفي 28 يونيو 2020، استضافت فضائية "الحدث اليوم"، اللواء المصري المتقاعد محمود منصور، والذي يقدم نفسه باعتباره رئيسا لما تسمى "الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية"، ليعلق أن الجيش ومصر سيتركان "سد النهضة ينهار ثم نطالب إثيوبيا بالتعويض"!


وفي 6 أبريل 2021، تحدث وزير خارجية السيسي سامح شكري في تصريحات أنه "لدينا كافة السيناريوهات للتعامل مع أزمة سد النهضة وإذا وقع الضرر "سنتصدى بكل ما لدينا"!