خرجت تونس والسعودية من الباب الكبير لبطولة مونديال قطر 2022، بعدما كتبا تاريخا هو الأعظم في تاريخ المنتخبات العربية في بطولات كأس العالم، ورغما أنهما كانا غير مرشحان لبلوغ دور الـ 16 من البطولة، إلا أنهما استطاعا الفوز على كلا من منتخبي الأرجنتين وفرنسا المرشحتين للفوز بلقب هذه النسخة.

 

مشوار السعودية بالمونديال

بعد انطلاقة قوية  ورائعة بفوز مستحق على منتخب الأرجنتين بهدفين لهدف،للمنتخب السعودي ، تعرض لخسارتين من منتخب بولندا (2-0)، ثم من منتخب المكسيك (2-1)،وتذيل منتخب "الأخضر" المجموعة برصيد (3 نقاط)، في المقابل صعد كلاً من الأرجنتين وبولندا لدور الـ16.

 

وداع مرير

انتظر الجمهور العربي وخاصة السعودي فوز منتخب السعودية على نظيره المكسيك، بعد الأداء الرائع الذي قدمه في مباراتي بولندا والأرجنتين، لكن الأداء كان غير المتوقع، ليمنى الخضر بهزيمة كانت متوقعة قبل المونديال لكن ثقف الفوز ارتفع بعد الفوز على رفاق ميسي، لكنه كان فوزا وهميا، وصدقت توقعات الخبراء، بصعود بولندا والأرجنتين، دون مفاجآت، في وداع مرير للمنتخب السعودي.

وصفت صحيفة "الرياضية" خروج المنتخب السعودي بـ"المرير"وأضافت، أن "الأخضر" ترك بصمة خالدة بالانتصار على الأرجنتين في الجولة الأولى، وكان قريبًا من بلوغ دور الـ16 للمرة الثانية في تاريخه.

 

لعنة الإصابات

وتعرض المنتخب السعودي لإصابة العديد من أهم نجوم الفريق والعمود الفقري له، حيث جاء عنوان صحيفة "الشرق الأوسط"  كالتالي: "عاصفة الإصابات أسقطت أخضر المونديال"، وأشارت الصحيفة، أن المنتخب السعودي ودّع قسرًا تحت وطأة عاصفة من الإصابات ضربت أهم نجومه، ومنهم (ياسر الشهراني وسلمان الفرج ومحمد البريك وعلي البليهي).

وفي هذا السياق تحدثت صحيفة "الجزيرة"، عن خسارة منتخب السعودية من منافسه المكسيكي، قائلة :"الغيابات خذلت الأخضر.. منتخبنا خسر من المكسيك وخرجا معًا"، وأضافت، أن منتخب "الأخضر" افتقد لأبرز لاعبيه سواء بالإصابات كما حدث للقائد سلمان الفرج وياسر الشهراني في المباراتين الأخيرتين لينضم لهما البريك والمالكي في المباراة الثالثة.

 وكان المنتخب السعودي شارك في بطولة كأس العالم (6 مرات)، حيث استطاع "الأخضر" الوصول لدور الـ16 في نسخة 1994 قبل الخروج على يد منتخب السويد بنتيجة (3-1).

 

مشوار المنتخب التونسي

مثلما بدأ منتخب نسور قرطاج مونديال قطر 2022 بكل قوة أنهى  مشواره بانتصار تاريخي على منتخب فرنسا بطل العالم بهدف نظيف، ليُنهي الرحلة في المركز الثالث في المجموعة الرابعة ولا يتأهل إلى الدور الثاني بسبب فوز أستراليا على الدنمارك وخطفها بطاقة التأهل الثانية.

وبهذا الفوز حقق المنتخب التونسي عدة أرقام تاريخية في المونديال لم يسبق أن تحققت طوال مشاركات منتخب "نسور قرطاج" في بطولات كأس العالم، وكان قريبا من إضافة رقم آخر بالتأهل إلى الدور الثاني لولا سوء الحظ في الجولة الأخيرة.

وبالفوز على الديوك أصبح المنتخب التونسي أول منتخب عربي يفوز على منتخب فرنسا في كأس العالم، إذ لم يسبق لأي منتخب عربي آخر أن تفوق على منتخب "الديوك" تاريخياً، وسيبقى هذا الفوز للتاريخ بالنسبة لمنتخب نسور قرطاج" في كأس العالم. وهو الرقم الذي ربما لن يتحطم إلا بعد سنوات طويلة، مع الإشارة إلى أنه لم يسبق لأي منتخب عربي أن فاز على بطل للعالم أيضاً.

ورغم الانتصار التاريخي الذي حققه المنتخب التونسي على بطل العالم قبل أربع سنوات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً للتأهل للدور ثمن النهائي، بعد فوز المنتخب الأسترالي على نظيره الدنماركي في المباراة الثانية، بهدف دون مقابل.

 

صحف فرنسية: خسارة مخيبة ومنطقية

وتفاعل الإعلام الفرنسي بقوة مع سقوط منتخب "الديوك" بهدف وهبي الخزري، رغم أنه لم يكن كافياً بالنسبة "لنسور قرطاج" للتأهل إلى الدور الثاني، وهذا بعد الفوز الذي حققه منتخب أستراليا على نظيره الدنماركي بالنتيجة نفسها.

ووضعت صحيفة "ليكيب" الفرنسية عنواناً على صفحتها بموقع "تويتر": "غير كافٍ"، في إشارة إلى أن الفوز التاريخي للمنتخب التونسي في هذه المباراة لن يسمح لرفقاء مسجل الهدف وهبي الخزري بالمرور إلى الدور الثاني.

أما صحيفة "20 دقيقة" الفرنسية، فقد انتقدت مردود اللاعبين البدلاء الذين اعتمد عليهم المدرب ديديه ديشان في هذه المباراة، تحت عنوان "تأهلت فرنسا بالفعل، لكن البدلاء خارج الموضوع"، فيما وصف موقع "فوت ميركاتو" فوز منتخب تونس بوضعه عنوان "دون مستقبل" لأن رجال المدرب جلال القادري ضيعوا ورقة الترشح.

وظهرت حسرة كبيرة على كاتب العنوان في موقع إذاعة "آر. إم. سي" الفرنسية، الذي لم يتردد في وصف هذه الخسارة "للديوك" بالمخيبة للغاية، مع عنوان "تغييرات كثيرة على التشكيلة ولاعبون دون خبرة، والأهم من ذلك خسارة مخيبة للغاية، لقد خسر المنتخب الفرنسي لأول مرة أمام منتخب تونس".

واحتل منتخب تونس المركز الثالث في ترتيب المجموعة الرابعة، برصيد 4 نقاط، خلف المنتخب الفرنسي المتصدر بست نقاط بفارق الأهداف عن المنتخب الأسترالي الوصيف، فيما احتلت الدنمارك المركز الرابع والأخير بنقطة واحدة.