حذر تقرير مصور بثته قناة “فايس نيوز” الأمريكية، من أن  حكومة السيسي "تصعد من إجراءاتها لإسكات كل من يتحداها؛ حفاظا على حياة الجنرال عبدالفتاح السيسي، الذي يسعى بكل قوة إلى منع تكرار الثورة من جديد”.
 

وسجل معدو التقرير مقطع فيديو من قلب ميدان التحرير في مناسبة 11/11، ورصدوا عن قرب أوضاع حقوق الإنسان في مصر التي تزداد تدهورا، حيث رفض "الأمن" المصري السماح لفريق التليفزيون الأمريكي بالتصوير في ميدان التحرير ولو حت لالتقاط "سلفي" لدواع أمنية.
 

وقال التقرير إن فريق عمل فايس نيوز تخفى أثناء إجراء المقابلات مع أهالي المعتقلين السياسيين في البلاد والذين يتجاوز عددهم 60 ألف معتقل، من أجل التحقق من التقارير التي تتحدث عن الاعتقال التعسفي، والمحاكمات الجماعية، وعمليات الإعدام، وحوادث الاختفاء القسري.


وسلط التقرير الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة ضد المعارضين، متسائلا عن السبب وراء الدعم الأمريكي المتواصل لديكتاتور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المفضل".
 

وأضاف التقرير أن مصر قبل عقد من الزمن، انطلقت في احتفالات جماعية احتفاء بإسقاط الديكتاتور “حسني مبارك” بعد 30 عاما في الحكم، وذلك في أوج الربيع العربي، ضمن الحراك الديمقراطي الذي اكتسح العالم العربي.
 

وفي 2019، قال الرئيس الأمركي السابق "دونالد ترامب" عن "السيسي" إنه ديكتاتوره المفضل"، وفق التقرير الذي أضاف: "أثناء حملته الانتخابية غرد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قائلاً إنه لا مزيد من الشيكات على بياض للسيسي، ومع ذلك تستمر إدارته في الحفاظ على علاقاتها العسكرية مع مصر".


وتحت عنوان “حرب مصر الصامتة”، أشار التقرير إلى أن بايدن وبعد أقل من شهر من بدء رئاسته، أقر البيت الأبيض مبيعات أسلحة للقاهرة بقيمة 200 مليون دولار.
 

واستعاد النائب بالكونجرس الأمريكي “طوم ملانوفسكي”: ملف المعونات العسكرية والماجدية من البيت الأبيض لمصر، قائلا: "أعتقد أن مبلغ 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي نعطيها لمصر هي أكبر هدر للمال ضمن ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية".



فورين بوليسي


وقبل أسابيع، ركز موقع مجلة (فورين بوليسي) على انتقاد الرئيس جو بايدن مستعرضة رأى "بيريزهاوس"، الحقوقي بهيومن رايتس ووتش أن "هناك توتر أساسي بين عالمين يفترض أنهما مختلفان، حقوق الإنسان من جهة وتحرك قوي في مجال حقوق الإنسان على الجانب الآخر"و "نرى هذا التوتر واضحا الآن"، (في إشارة لمؤتمر المناخ في شرم الشيخ).
 

وقال "غريمي" إن جماعات حقوق الإنسان اتهمت بايدن بالتخلي عن التزاماته لدعم حقوق الإنسان عندما سافر في يوليو إلى السعودية بعدما تعهد بمعاقبتها بسبب جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.


وتعرض بايدن لانتقادات من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي لمقاومته قطع جزء من المساعدات السنوية إلى مصر بسبب سجل نظام السيسي في حقوق الإنسان، وبعد انتقاده سلفه دونالد ترامب بمنحه النظام “صكا مفتوحا".
 

وقال "المجلة" : "لا يعرف إن كان القادة من الولايات المتحدة وبقية الديمقراطيات سيثيرون قضية حقوق الإنسان في أثناء القمة وينتقدون علنا  حقوق الإنسان أو عمليات القمع ضد المدافعين عن البيئة".


وأضافت "يخشى المسؤولون الأمريكيون في حواراتهم الخاصة أن يخيم ملف حقوق الإنسان والقمع على رسالة القمة أو تخرب المفاوضات حول أهداف أخرى تتعلق بتخفيض مستويات الانبعاثات الكربونية، وبدون تحقيق مكاسب على صعيد حقوق الإنسان".

 

القمع يحجب
 

وحجبت الولايات المتحدة 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب فشلها في ملف حقوق الإنسان، تمثل بحسب "أسوشيتد برس"، 10% من إجمالي 1.3 مليار دولار تخصص لمصر سنوياً، بحسب مسؤولين أمريكيين.


وقرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن القاهرة حققت بعض التقدم بشأن الاعتقالات السياسية والإجراءات القانونية واجبة الاتباع عن طريق إطلاق سراح مئات المسجونين.


وتزامن الحجب مع تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" 15 سبتمبر الماضي قال فيه إن "قيود الحكومة المصرية قد ترقى إلى انتهاك حقوق الإنسان الأساسية وتثير الشكوك حول قدرتها على تلبية أبسط التزامات المناخ"، واعتبرت خارجية الانقلاب أن التقرير مضلل!


ذي إنترسبت

 

وسلط تقرير موقع "ذي إنترسبت"، الضوء على ناشطي حقوق الإنسان والدفاع عن البيئة في مصر، أو الصحفيين والأكاديميين الذين ينتقدون سياسات النظام، ويتعرضون بسبب ذلك لألوان من التضييق، ويتم التجسس عليهم، ويحظر عليهم السفر، كجزء مما قالت عنه منظمة "هيومن رايتس واتش"، إنه "مناخ عام من الرعب" وأنه "قمع لا هوادة فيه للمجتمع المدني".


وأضاف الموقع أن السيسي يستغل قمة المناخ لتنظيف سمعة نظامه السيئة، واستضافة مصر للقمة صفقة مربحة بالنسبة إلى "عبدالفتاح السيسي" ونظامه.

 

وقال الباحث محمد عارفين بجامعة كولومبيا أن ما يجري في مصر "بلد بأسره مكمم الأفواه، ومئات المواقع الإلكترونية محظورة، ومجموعات الباحثين والنشطاء اضطرت بسبب هذه القيود الجديدة إلى الانضباط الذاتي والإحجام عن إجراء البحوث، حتى أن "واحدة من أشهر المجموعات البيئية في مصر حلت وحدة الأبحاث فيها لأنه بات مستحيلاً بالنسبة لها القيام بأي عمل في الميدان."

 

وأضاف: "لا أدل على ذلك من أنه لم يبد ولا حتى واحد من النشطاء في مجال البيئة الذين تحدثوا مع هيومن رايتس واتش عن الرقابة والقمع استعداداً لاستخدام اسمه الحقيقي لأن الإجراءات الانتقامية بحق من يفعل ذلك شديدة جداً".

 

ووفق "ذي إنترسبت"، لا يمكن وصف استضافة القمة بأقل من كونها صفقة مربحة بالنسبة لـ"السيسي"، الرجل الذي يقال إن الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وصفه ذات مرة بالقول إنه "دكتاتوري المفضل".



ثورة قريبة


وكان ذراع السيسي عماد الدين أديب، كتب مقالا بعنوان "14 سببا لسقوط الأنظمة والحكام"، الذي تحدث عن ثورة محتملة قريبة لشعوب المنطقة العربية وعلى رأسها مصر.