انتشر في مصر خلال الشهر الأخير ومع بداية فصل الشتاء أحد الفيروسات التنفسية وهو الفيروس المخلوي التنفسي، الذي أصاب الكبار والصغار على حد سواء.

وانتشر الفيروس بصورة كبيرة بين تلاميذ المدارس، مما أثار قلق أولياء الأمور وطالبوا بتأجيل الدراسة، لكن وزارة التربية والتعليم نفت أن يكون هناك مثل هذا الإجراء، ما دفع أولياء الأمور إلى البحث عن طرق الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي وأيضًا الطريقة الأمثل للتصرف في حال إصابة أبنائهم بهذا الفيروس المخلوي RSV .

 

متى يُصاب الأطفال بهذا الفيروس؟

ونشرت وزارة الصحة فيديو معلوماتي حول الفيروس المخلوي التنفسي، حيث كشفت فيه عن تفاصيل حول الفيروس، مشيرة إلى أنه فيروس ذو أعراض تنفسية يتزايد انتشاره قبل بداية فصل الشتاء، وتابعت وزارة الصحة والسكان: يصاب به معظم الأطفال عند بلوغهم عمر العامين.

وأضافت الوزارة أن الفيروس المخلوي التنفسي يسبب مرضًا خفيفًا شبيه بالبرد، لكنه قد يتسبب في إصابة الأطفال بمضاعفات شديدة مثل التهاب القصيبات الهوائية والالتهاب الرئوي.

وتابعت الوزارة أنه قد يحتاج طفل إلى طفلين من كل 100 طفل تقل أعمارهم عن 6 شهور مصاب بعدوى الفيروس المخلوي إلى الدخول للمستشفيات لاحتياجهم إلى الأكسجين والسوائل الرئوية، مضيفة أن أوضاعهم تتحسن ويخرجون في غضون أيام.

 

هل من الضروري إجراء مسحة للتأكد من عدم الإصابة بكورونا؟

يعتبر الفيروس المخلوي التنفسي شائع الانتشار بشدة، خصوصًا بين الأطفال الرضع وحتى سن 5 سنوات وتظهر أعراض العدوى بهذا الفيروس خلال 4 إلى 6 أيام من الإصابة بالفيروس. ولا تختلف أعراضه كثيرًا بين الأطفال أو الأشخاص البالغين.

ومع تفشي الحالات بكثرة في المجتمع المصري، أجرى قطاع الطب الوقائي في مصر مسحة على عدد من الأطفال المصابين بأعراض الجهاز التنفسي، أظهرت أن 73% من الحالات هي إصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، أو الفيروس الغدي، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتحدث الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، حول هذا الفيروس المنتشر بين الأطفال، مطالبًا بإجراء مسحات للتأكد من حالة الإصابة هي عدوى كورونا أو فيروس تنفسي آخر، بحسب تقرير لموقع Egypt Independent.

 

هل يتحول الفيروس إلى وباء؟

وعقب الأنباء المتداولة حول سرعة انتشار الفيروس بين الأطفال خاصة طلاب المراحل التعليم الأساسية، تساءل أولياء الأمور، هل يتحول الفيروس المخلوي إلى وباء وجائحة على غرار فيروس كورونا "كوفيد 19"؟

وأجابت وزارة الصحة والسكان - بأنها تستبعد أن يتحول الفيروس المخلوي إلى وباء وجائحة على غرار فيروس كورونا، وأكدت أنه يصيب جميع الشرائح، بعضها أكثر عرضة للإصابة.

ونفى المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار، تحول الفيروس المخلوي إلى وباء وجائحة على غرار فيروس كورونا، قائلا: "الفيروس قديم وموجود منذ عام 1956 ولم يحدث أو يطرأ عليه أي تغيرات في تركيب البروتين وأن أعراضه ومعدلات وفياته ما زالت أقل من الإنفلونزا الموسمية"، وفقًا لـ"صدى البلد".

وتؤدي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي إلى إضعاف المناعة وزيادة احتمال الإصابة بفيروس كورونا بالنسبة للأطفال والبالغين، وقد يحدث هذان النوعان من العدوى معًا، مما قد يؤدي إلى زيادة شدة مرض كورونا، لذلك إذا كان المريض مصابًا بأعراض مرض تنفسي، فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبار "كوفيد 19".

 

ما أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي؟

وفقًا للتقارير الطبية، فإن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي ويسبب التهابات في الرئتين والقصبة الهوائية والحلق، وتتشابه أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي كثيرًا مع الأعراض التي تظهر عند إصابة الشخص بنزلات البرد المعتادة.

ومن أهم الأعراض المنتشرة لهذا الفيروس، سيلان الأنف أو احتقانه، والسعال الجاف، وارتفاعًا خفيفًا في درجات الحرارة. ومن أعراض العدوى أيضًا ظهور التهابات في الحلق والعطس والصداع.

لكن قد تنتقل العدوى بالفيروس إلى الرئتين والقصبة الهوائية، وفي هذه الحالة تظهر أعراض أكثر حدة مثل التهابات الرئة أو التهابات القصبة الهوائية والحمى، أي ارتفاع شديد في درجات الحرارة، والسعال الشديد وسماع صوت أزيز في الصدر خلال عملية التنفس، وفقًا لـ"عربي بوست".

ومن الأعراض الحادة أيضًا صعوبة عملية التنفس نفسها، من شهيق وزفير، مما يجعل التنفس من الوضع راقدًا مؤلمًا لدرجة أن يفضل المريض الجلوس، كما قد يتحول لون جلد المريض إلى الأزرق نتيجة لنقص الأوكسجين في الجسم.

 

ما مدة الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي؟

وفقًا لوزارة الصحة فإن المريض بالفيروس المخلوي التنفسي يتعافى منه خلال فترة أسبوع إلى أسبوعين من ظهور الأعراض عليه، لكن الأمر قد يطول بالنسبة للمصاب الذي يعاني من مشاكل صحية أخرى، وبخاصة في جهاز المناعة لديه.

ومن المهم ألا يتهاون الآباء بالأعراض الخفيفة التي تظهر على الطفل، وعليهم عدم الانتظار والتوجه به فورًا إلى المستشفى، كما ينصح خبراء الفيروسات في هذا الصدد؛ لأن أعراض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي تتشابه للغاية مع أعراض عدوى كورونا، إضافة إلى تشابهها مع أعراض نزلات البرد الأخرى.

 

هل يذهب الطفل المصاب بالفيروس إلى المدرسة؟

نصح الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أولياء الأمور، بعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس في حالة إصابتهم بـ الفيروس المخلوي التنفسي، وذلك حفاظًا على الطلاب زملائهم في المدرسة، فالفيروس يتنشر بشكل واسع، وطفل واحد مصاب به يمكن أن يتسبب في انتقال العدوى إلى الفصل بأكمله.

 

كيف نحمي الأطفال من أمراض التقلبات الجوية؟

قدمت وزارة الصحة والسكان عددًا من الإرشادات التي تساعد في حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض المختلفة أثناء التقلبات الجوية، وتأتي تلك الإرشادات بنحو:

- الحرص على حماية الأطفال من التعرض لموجات التقلبات الجوية.

- التركيز على تغذية الأطفال تغذية سليمة، وتدفئتهم من خلال ارتداء ملابس سميكة مصنوعة من مواد توفر الدفء.

- تغطية الطفل بشكل جيد خلال فترة النوم

- في حالة اصطحاب الأطفال خارج المنزل يجب أن يرتدي الرضع والأطفال الصغار ملابس مناسبة.

 

كيف يتعافى مريض الفيروس المخلوي RSV بسرعة؟

نصحت وزارة الصحة والسكان المرضى المصابين بـ الفيروس المخلوي التنفسي حتى يتمكنوا من التعافي بشكل أسرع، وتأتي نصائح «الصحة» كما أعلنتها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كالتالي:

- على مريض الفيروس المخلوي التنفسي الخلود إلى الراحة حتى يتعافى منه.

- التعرض إلى حمامات البخار.

- الإكثار من شرب السوائل الدافئة.

- تجنب دخان السجائر بشتى الطرق.

- التهوية الجيدة في الغرف والمنزل.

- كما أكدت «الصحة» على ضرورة الاهتمام بالتغذية الجيدة بالنسبة للمصابين بـ الفيروس المخلوي التنفسي.

- تلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية - المتوفر في فروع المصل واللقاح على مستوى الجمهورية وفي العديد من الصيدليات - والذي يسهم في تقليل فرص الإصابة بالعدوى خصوصًا في فصل الشتاء الذي يشاع فيه الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا المختلفة.