تعمدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تشويه وتجاهل عرض حفل افتتاح كأس العالم الذي أقيم في دولة عربية وإسلامية  للمرة الأولى، بسبب وجوده في قطر، ودعا عدم مصداقيتها في تناول الحدث الأبرز والأهم في كورة القدم، إعلاميون وناشطون بارزون على مواقع التواصل الاجتماعي لتوجيه انتقادات حادة لإذاعة (بي بي سي)، متهمينها بالنفاق والعنصرية والإسلاموفوبيا بسبب الحملة التي تشنها على قطر بعد استضافتها كأس العالم 2022.


ولم تكتف هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بتجاهل الحدث بأكمله، بل بثت فقرة في الوقت ذاته تنتقد “حقوق العمال في قطر”، وتسلط الضوء على “الفساد في الفيفا”، وتناقش “حظر المثلية الجنسية في قطر”، كما جاء الاستوديو التحليلي للمباراة، معتمدا على محللين رياضين ولاعبين سابقين لديهم موقف عداء ضد قطر والعرب والمسلمين.


(بي بي سي) تفقد مصداقيتها


وعن تدليس هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لوقائع افتتاح مونديال قطر 2022 اتهم الصحفي روبرت كارتر هيئة الإذاعة البريطانية بتجاهل الافتتاح لأنه أقيم للمرة الأولى في دولة مسلمة، وقال “لم تقاطع (بي بي سي) قط حدث افتتاح كأس العالم حتى الآن، حتى استضافته أول دولة عربية إسلامية”.


ووصف كارتر الهيئة بأنها فقدت مصداقيتها وأن ما قامت به هو “فعل مُخزٍ من الهيئة الإعلامية الناطقة بلسان الدولة البريطانية”، كما حث قطر على اتخاذ موقف صارم من الكيان الإعلامي البريطاني الأبرز.


ومن جهته تساءل الصحفي البريطاني بيرس مورغان “أين كانت المقاطعة الأخلاقية لـ(بي بي سي) في مونديال روسيا؟ وهل ستفعل ذلك في المرة القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نشر الأسلحة وتجريم الإجهاض أم إن أم لأن الدول ذات الثقافة العربية فقط هي التي تزعجك؟”.


بينما طرح مقداد فيرسي -المتحدث الرسمي باسم مجلس المسلمين البريطانيين تساؤلا عن المعايير الأخلاقية التي استندت إليها هيئة الإذاعة البريطانية في اتخاذ قرار تشويها لتغطية افتتاح كأس العالم.


وأضاف “لماذا لم تطبّق تلك المبادئ على تغطية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين حيث يُعتقل الآلاف من المسلمين الإيغور في معسكرات؟”.


وسائل إعلام غربية حاقدة


ويبدو أن الحقد والحسد قد امتلأ في قلوب الغربيين المعادين للعرب والإسلام والذين لا يحبون نجاح العرب والمسلمين فلم تكن إذاعة (بي بي سي) وحيدة في استهدافها لقطر وكأس العالم، إذ رصدت وسائل إعلام غربية أخرى الحدث بعين الناقد.


فنشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا عنونته بـ”قطر تبدأ كأس العالم بهزيمة ومقاعد خاوية”، حيث السقطة الإعلامية والغير أخلاقية بتصوير المشجعين بين شوطي مباراة قطر والأكوادور، حيث يذهب المشجعين لتناول الأطعمة والمشروبات تاركين مقاعدهم.


وعلى هذا النهج أيضا نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية عنوانا يركز على خروج بعض المشجعين بين الشوطين، ونشرت صورة للمدرجات وقت الاستراحة التي يحظى بها المشاهد ويذهب لشراء بعض الأطعمة، وقالت “الآلاف من مشجعي قطر غادروا افتتاحية كأس العالم بعد الشوط الأول”.


النفاق الغربي


وشهد شاهد من أهلها فالسبت الماضي، دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو عن قطر ضد ما وصفه بـ”النفاق” الغربي، ردّا على انتقادات استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022.


وقال في مؤتمر صحفي “على أوربا أن توقف الانتقادات وتركز على تحسين ظروف المهاجرين، ما كنا نفعله نحن الأوربيين منذ 3000 عام، يجب أن نعتذر عنه لمدة 3000 سنة قادمة قبل أن نبدأ بإعطاء دروس أخلاقية”.


منافقون ووقحون


ويرى الصحفي البريطاني بيرس مورغان أن “منتقدي استضافة قطر لكأس العالم منافقون ووقحون”. وقال بصريح العبارة: “راجعوا تاريخكم الأخلاقي وأخبروني إذا كنتم أنتم مؤهلين لاستضافتها أم لا؟”.


وتطرق الصحفي البريطاني الذي واجه مقدمة برنامجه الإذاعي بحقائق وحاول فضح انحياز الإعلام الغربي الكبير ضد قطر لتفاصيل حول المثلية، مشيراً إلى أن 8 دول من أصل 32 دولة تلعب البطولة، أي ربع المنتخبات المشاركة في مونديال قطر، تجرّم المثلية الجنسية، فإذا كان المنتقدون يستخدمون هذا العامل ضد قطر، فإنه وجب في المقابل معاقبة الدول السبع الأخرى، وبعدها لن يكون هناك كأس عالم.


ثم تساءل لو جُردت قطر من تنظيم المونديال هل البديل هو أمريكا؟ مع أنه لديها قوانين قاسية تجرم الإجهاض.