جاء فوز السعودية على الأرجنتين، ليكتب الفوز الأهم في تاريخ المشاركات العربية في كأس العالم والتي تعتبر قليلة بالنسبة لعدد الاتحادات العربية المعتمدة في FIFA، لكن بعض تلك المشاركات كانت تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معاني وجاءت عكس معظم التوقعات.
المعجزة الأكبر
كان فوز منتخب الخضر على منتخب الأرجنتين والتي تضم أفضل لاعب حاليا في لعبة كورة القدم "ميسي" بمثابة معجزة كروية نادرا ما تتحقق في مثل هذه البطولات الكبرى، ومن ثم حققت السعودية مفاجأة من العيار الثقيل بفوزها على المنتخب الأرجنتيني، الذي يعد أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.
وتقدم الأرجنتين بهدف من توقيع ليونيل ميسي، وأدرك المنتخب السعودي التعادل في الدقيقة 48 عن طريق صالح الشهري، قبل أن يحرز سالم الدوسري هدف الفوز بعد خمس دقائق.
وبهذه النتيجة يتصدر المنتخب السعودي المجموعة الثالثة، التي تضم إلى جانب المنتخبين كلا من المكسيك وبولندا.
وأصبح المنتخب السعودي أول منتخب غير أوروبي يحقق الفوز على الأرجنتين في كأس العالم منذ الكاميرون 1990، كما أصبح أول منتخب آسيوي يفوز على الأرجنتين في تاريخ المونديال.
تعادل تونس مع الدنمارك 2022
ويعد تعادل تونس مع الدنمارك من النتائج الإيجابية، وذلك بسبب التصنيف المتقدم للدنمارك، وفرض منتخب تونس التعادل على الدنمارك في المباراة التي أقيمت على ملعب "المدينة التعليمية" بمونديال قطر 2022، في أول مباراة تنتهي بالتعادل السلبي في النسخة الحالية من المونديال.
وقدم المنتخب التونسي أداء جيدا ومنظما للغاية في الشوط الأول، وكان قريبا من هز الشباك في أكثر من مناسبة، وألغى حكم اللقاء هدفا لعصام الجبالي بداعي التسلل، لكن الدنمارك كانت الفريق الأفضل في الشوط الثاني، إذ سيطرت على مجريات اللقاء بينما تراجعت تونس واعتمدت على التنظيم الدفاعي وغلق المساحات.
تألق تونس بمونديال 1978
قدم المنتخب التونسي مباريات قوية في كأس العالم FIFA الأرجنتين ١٩٧٨ كممثل إفريقي وحيد لتكون المشاركة الأولى لنسور قرطاج في البطولة بعد التفوق على منتخبات مصر ونيجيريا في التصفيات.
كان نجوم المنتخب التونسي في الأرجنتين على موعد مع التاريخ، بعد تحقيق الفوز في الجولة الافتتاحية أمام المكسيك ٣-١، ولسوء الحظ ضد بولندا خسر الفريق ١-٠.
المباراة الثالثة كانت مصيرية للمنتخب التونسي وكانت أمام المنتخب الألماني وكان يكفي نسور قرطاج هدف وحيد للصعود، لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي ٠-٠.
تونس في تلك النسخة خاضت ثلاث مباريات فازت في الأولى وخسرت الثانية وتعادلت في الثالثة، وكانت أول بلد عربي ينهي مشاركته في كأس العالم بفارق أهداف إيجابي، حيث سجلت ثلاثة وتلقت اثنين.
الجزائر تقع في فخ الخيانة بمونديال 1982
في مونديال إسبانيا ١٩٨٢ استطاع المنتخب الجزائري أن يقدم عروضا قوية في وصوله الأول لكأس العالم، بعد تجاوز سيراليون والسودان والنيجر ونيجيريا على الترتيب في التصفيات المؤهلة للبطولة.
وهناك في إسبانيا لم يكن المنتخب الجزائري في حاجة للوقت من أجل إثبات نفسه، ففاز فوزا تاريخيا على منتخب ألمانيا ٢-١ في الجولة الأولى.
لكن دفعة البدايات تراجعت بعض الشيء بعد الخسارة أمام النمسا ٢-١ وأصبح الفوز في اللقاء الأخير على تشيلي ضرورة من أجل تجاوز دور المجموعات الأول.
بالفعل فازت الجزائر ٣-٢ على المنتخب الجنوب أمريكي لكن اتفاق ألمانيا مع النمسا في المباراة الأخرى صعد بالفريقين الجارين في سابقة بكأس العالم، وأقصيت الجزائر من البطولة.
المنتخب الجزائري بفضل تلك المشاركة المذهلة أصبح أول فريق عربي يحقق انتصارين في دور المجموعات من كأس العالم، وهو الإنجاز الذي كررته السعودية لاحقًا.
مونديال 1986 أول لفريق عربي يصل للأدوار الإقصائية
وصل الفريق المغربي لمونديال 1986 بعد التفوق على سيراليون ومالاوي ومصر وليبيا بالترتيب لتصعد إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد مشاركة ١٩٧٠ المحبطة.
هذه المرة نجح فيها المنتخب المغربي أن يكون أول فريق عربي على الإطلاق يتجاوز دور المجموعات في البطولة، والوحيد حتى يومنا هذا الذي تصدر مجموعته.
البعض قد يتخيل أن تلك المجموعة ضمت فرق ضعيفة أو تشارك للمرة الأولى، لكن خصوم المغرب وقتها كانوا إنجلترا وبولندا والبرتغال.
المباراة الأولى ضد بولندا انتهت ٠-٠ والثانية ضد إنجلترا انتهت بنفس النتيجة، ليأتي موعد المباراة الثالثة ضد البرتغالي ويفوز أسود أطلس ٣-١ ويصعدوا لدور الـ ١٦.
لسوء حظ الفريق وقتها وقع في مواجهة ألمانيا المرشحة للفوز باللقب، والتي وصلت للنهائي لاحقًا بالفعل قبل أن تخسره أمام مارادونا ورفاقه ٣-٢، وخسر المنتخب المغربي وقتها ١-٠ وغادر من المكسيك مرفوع الرأس.
مباراة مصر وهولاندا في مونديال 1990
وقعت مصر في براثن المجموعة السادسة، التي جاء على رأسها بطلة أوروبا هولندا، ومعها إنجلترا مهد الكرة العالمية، وثالثهما جمهورية ايرلندا التي كانت واحدة من أبرز القوي الأوروبية الصاعدة.
دخل محمد الجوهري مدرب منتخب مصر المباراة بتشكيل مكون من: أحمد شوبير - هاني رمزي - هشام يكن - ربيع ياسين - إبراهيم حسن - أحمد رمزي - مجدي عبدالغني - إسماعيل يوسف - أحمد الكأس - حسام حسن - جمال عبدالحميد.
انتهى الشوط الأول بتعادل سلبي دون أهداف، وبعد دقائق من انطلاق الشوط الثاني، وتحديدًا في الدقيقة ٥٨، ويليام كيفيت في تسجيل هدف التقدم لهولندا.
ومع إهدار البديل مجدي طلبة فرصة محققة من داخل منطقة الجزاء، أصيبت الجماهير المصرية بالحسرة، إذا كان هدف التعادل قريبًا للغاية.
وبحلول الدقيقة ٨٣ تمكن مجدي عبدالغني من تعديل النتيجة لمنتخب مصر من ركلة جزاء حصل عليها حسام حسن بعد تدخل من رونالد كومان، لتنتهي المباراة بالتعادل ١-١، ويحصل الفراعنة على نقطة من بطل أوروبا، وهي أول نقطة لمصر في تاريخ كأس العالم.
مغامرة منتخب مصر في البطولة انتهت بالخروج من دور المجموعات، باحتلال المركز الرابع برصيد نقطتين من تعادلين ضد هولندا وأيرلندا، وخسارة ضد إنجلترا.
السعودية تتألق في مونديال 1994
في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية ١٩٩٤ صعد المنتخب السعودي لكأس العالم للمرة الأولى بعد تصدر مجموعته التي ضمت كوريا الجنوبية واليابان والعراق وإيران وكوريا الشمالية.
في الولايات المتحدة وجد المنتخب السعودي نفسه في مجموعة واحدة مع هولندا وبلجيكا والمغرب، ولم تكن البداية مبشرة بعد الخسارة من هولندا ٢-١، لكن الفوز بنفس النتيجة على المغرب أعاد إحياء الآمال من جديد.
لاحقًا في الجولة الأخيرة كان على الأخضر الفوز على بلجيكا بأي نتيجة حتى يصعد الفريق إلى دور الـ ١٦ وهو ما تحقق بنتيجة ١-٠، لكن لسوء حظ الفريق وقع أمام السويد التي وصلت لنصف النهائي وخسر ٣-١ وغادر البطولة.
تألق الجزائر في البرازيل ٢٠١٤
صعدت الجزائر إلى كأس العالم في البرازيل ٢٠١٤ بعد التغلب في مباراة فاصلة على بوركينا فاسو، ووجدوا أنفسهم في مجموعة ضمت بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية.
البداية لم تكن مبشرة للفريق العربي بعد الخسارة ٢-١ من بلجيكا، لكن سرعان ما استعاد رفاق ياسين براهيمي توازنهم وفازوا ٤-٢ على كوريا الجنوبية، محققين أكبر عدد أهداف في مباراة واحدة لفريق عربي في كأس العالم.
وفي المباراة الأخيرة ضد روسيا ورغم التأخر مبكرًا بهدف انتهت المباراة ١-١ ليصعد الفريق إلى دور الـ ١٦ ويجد نفسه في مواجهة الفريق المرشح للقب والذي حققه بالفعل المنتخب الألماني.
المباراة استحقت أن تدخل تاريخ المواجهات العربية الرائعة في كأس العالم بعد أن أرهق الفريق الجزائري الماكينات الألمانية ولم يخسر سوى ٢-١ في الأوقات الإضافية.
