رفض لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني لبلادهم قبيل بدء مباراتهم مع المنتخب الإنجليزي، الاثنين، ضمن منافسات الجولة الأولى في دور المجموعات لبطولة كأس العالم في قطر.

 

وصمت كل عناصر التشكيلة الأساسية لإيران المكونة من 11 لاعباً أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي، قبل مباراتهم الافتتاحية بكأس العالم.


فيما حجب التلفزيون الإيراني صور اللاعبين خلال البث الحي لعزف النشيد الوطني قبل المباراة.


دعما للاحتجاجات


وجاء عدم ترديد النشيد الوطني من قبل جميع اللاعبين دعما للدفاع عن المرأة والحرية ودعما للاحتجاجات التي تشهدها البلاد دفاعا عنهم وجاء ذلك الموقف بعد الانتقادات التي  وجهت إلى التشكيلة بعدما فقدت تعاطف الجماهير في البلاد حيث اتهمهم كثيرون بالانحياز إلى حملة السلطات العنيفة ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يسعون إلى سقوط النظام.


وكان المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم في دائرة الضوء خلال الاستعداد للبطولة مع الترقب حول ما إذا كان اللاعبون سيستخدمون الحدث العالمي كمنصة لإظهار التضامن مع المحتجين أم لا.


تضامن ودعم من اللاعبين


في وقت سابق الأحد، أعلن مدافع المنتخب الإيراني، إحسان حاج صفي، دعمه للاحتجاجات المناهضة للحكومة في بلاده. وأعرب خلال مؤتمر صحفي، الأحد، عن تضامنه مع عائلات ضحايا المواجهات بين الأمن والمحتجين في إيران، قائلا: "ينبغي أن يعرفوا أننا معهم، نحن نساندهم ونتعاطف معهم".


وقال حاج صفي إنه لا يمكن نفي ما يحدث في إيران، مُضيفا أن الأوضاع في بلاده "ليست جيدة" والناس ليسوا سعداء واللاعبون يعرفون ذلك أيضًا". وتابع: "آمل أن تتغير الظروف".


وسبق أن أعلن البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب إيران، منح لاعبي الفريق حرية الإعراب عن تضامنهم مع الاحتجاجات خلال نهائيات المونديال.


في حين رفع مشجعو المنتخب الإيراني لافتات للتعبير عن دعمهم الاحتجاجات في بلادهم، خلال المباراة مع المنتخب الإنجليزي، التي تقام على أرض استاد خليفة الدولي.


وأظهرت لقطات مصورة رفع الجماهير الإيرانية لافتات كُتِبَ عليها شعار الاحتجاجات الشهير "المرأة، الحياة، الحرية".


وسبق للمدرب البرتغالي لإيران كارلوس كيروش أن قال، الثلاثاء، إن للاعبيه "الحق في التعبير" عن آرائهم لكن مع احترام "روح اللعبة وقوانين فيفا... وفقاً لهذه المبادئ والقيم، لكل شخص الحق في التعبير عن نفسه".


ارتفاع القتلى باحتجاجات إيران


يذكر أن عدد قتلى الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران، ارتفع أمس إلى 419 قتيلاً على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز الثماني سنوات، وفق منظمة "هرانا" لنشطاء حقوق الإنسان في البلاد. فيما اعتقل ما لا يقل عن 17451 متظاهراً في 155 مدينة.


كما لفتت "هرانا" في تقرير نشرته على موقعها إلى أنه حتى 20 نوفمبر تم تنظيم مسيرات احتجاجية في 142 جامعة بأرجاء البلاد، بينما اعتقل الأمن ما لا يقل عن 540 طالباً.


وتشهد إيران منذ قرابة شهرين احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.


وأشعلت وفاة مهسا أميني نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.