في مشهد متكرر كل عام، تغرق شوارع الإسكندرية بفعل الأمطار، حيث تحولت إلى بحيرات من المياه بعد ارتفاع المنسوب بالشوارع لتغرق المنازل والمحال التجاريةـ وتوقفت  حركة سير المركبات والحركة المرورية في مشهد محزن، على حال المدينة العريقة، التي تعتبر العاصمة الثانية بعد القاهرة، على الرغم من ادعاء أجهزة المحافظة الاستعداد التام لفصل الشتاء وتنفيذ مشروعات لحماية المحافظة من الغرق.

 

والمثير هذا العام هو ظهور المحافظ، خلال عمليات تصريف الأمطار وسحب تجمعات المياه من خلال سيارات الرفع والشفط التابعة لشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، وكأن لا حول له ولا قوة، فالمشهد صعب والبنية التحية لم تستوعب كمية الأمطار،  وهذا ما يؤكد أن عروس البحر المتوسط تمر سيئ إلى أسوأ.

 

استغاثات ومناشدات لشفط المياه

 

ومع ظهور محافظ الإسكندرية في مشهد شفط المياه الذي لم يتعدى سوى دقائق معدودة لكي يأخذ اللقطة، لم يتغير الوضع شيئا وكأن المواطنون محاصرون، ما أثار حفيظة أغلبهم، الذين عجزوا عن الذهاب لأعمالهم، فمعظمهم يعملون باليومية، ويحتاجون كل قرش لسد احتياجاتهم واحتياجات أسرهم، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات غرق الإسكندرية واستخدام المواطنين مركب صغير للتنقل في الشوارع، وسط مناشدات من الأهالي بشفط مياه الأمطار التي شلت المناطق المتأثرة.
 

غرق الإسكندرية

 

وغرقت منطقة العجمي، غربي المحافظة، بسبب هطول الأمطار الغزيرة وعدم قدرة الشبكات على استيعاب مياه الأمطار.

 

وشهدت محافظة الإسكندرية هطول أمطار متوسطة غرب المحافظة، في الوقت الذي لم تشهد مناطق شرق ووسط المحافظة أي سقوط أمطار على الإطلاق.

 

وشكى أهالي وسكان العجمي والهانوفيل من تجمعات كبيرة لمياه الأمطار أغرقت الشوارع، الأحد ومنعت خروج أو دخول المواطنين من وإلى منازلهم.

 

غرق الإسكندرية يثير سخرية مستخدمي السوشيال

 

وأثار مشهد غرق عدد من شوارع الإسكندرية، حالة من السخرية الكبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك بسبب انتشار صور تكشف غرق الشوارع بشكل واسع وسخرية أهالي من إحضار مراكب شراعية للسير في المياه.

 

وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك، بشأن غرق مياه الأمطار لمنطقة العجمي بالكامل واحتجاز المواطنين داخل منازلهم لعدم قدرتهم على الخروج بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار.

 

وسخر أحد الصيادين في منطقة العجمي من قلة حيلة المسؤولين وأحضر قاربا صغيرا بشارع الحنفية، لنقل المواطنين في مشاهد تسببت في سخرية المواطنين.

 

ومن جانبه قال “سعد”: “الجمهورية الجديدة ٤ تريليون جنيه على البنية التحتية وعجبي”.

 

وكتبت ناشطة: “طالما المركب ماشيه يبقى عمق المية كبير، وبيقولك قمة المناخ!!!!والبلد كلها من غير صرف +المجاري هتعمل عمايل أكتر من الشتا نفسه”.

 

ودون آخر: “حد يمنشن لقمة المناخ مصر 2022 يشوف النكبة اللي مصر فيها”.

 

وسخر آخر: “عظيمة يا مصر يا أرض المطر”.

 

بينما سخر مجدي: “بالمرة يصطادوا سمك”.

 

لا توجد أنظمة تصريف بالإسكندرية

 

عقب عمرو أديب، المذيع المقرب من النظام الانقلابي، على هطول أمطار غزيرة على مناطق متفرقة بأنحاء محافظة الإسكندرية، قائلًا: شهدنا اليوم الموجة الأولى من الأمطار على الإسكندرية، وهناك العديد من النوات المقبلة، مردفا حديثه: خلال السنوات الأخيرة رأينا سقوطًا غزيرًا للأمطار على أحياء الإسكندرية.

 

واعترف أديب، خلال برنامجه "الحكاية"، مساء الأحد، إن المدينة القديمة (الإسكندرية) تفتقد لأنظمة التصريف التي يمكنها استيعاب تصريف الكميات الكبيرة من مياه الأمطار، وتعتمد على المجاري في تصريف مياه الأمطار.

 

أين مليارات تطوير البنية التحتية

 

يتساءل المواطنين عن جدوى إنفاق عشرات المليارات سنويا على النية التحتية في الإسكندرية، وفي المقابل لا يوجد أي تحسن يذكر، وكانت محافظة الإسكندرية أعلنت تنفيذ  55 مشروعاً منذ بداية عام 2022 من إحلال وتجديد ورفع كفاءة ومد شبكات وإنشاء شنايش كحلول عاجلة بخلاف تطهير ما يزيد عن 140 ألف شنيشة ومطبق و200 بيارة محطة رفع ومعالجة و86 مصب بأنحاء المحافظة كما تم شراء 152 سيارة معدة لشفط مياه الأمطار، وبتكلفة تقدر بأكثر من 17 مليار جنيه.

 

والعام الماضي ادعت المحافظة إنفاق 13 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية لمواجهة أزمات سقوط الأمطار، فيما غرقت شوارع الإسكندرية، ووصل ارتفاع الأمطار في بعض الشوارع لأكثر من متر، ولم يستفد المواطنون من صرف تلك المليارات العام الماضي.