لم يكن مشهد رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، الذي رصدته عدسات الكاميرات بحديث ودي مع اسحاق هرتزوج رئيس الاحتلال الصيهوني، في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، إلا خطوة تطبيعية جديدة مُخزية، على طريق التطبيع التونسي، في المؤتمر الذي كان دافئا على الاحتلال وفرصة غير مسبوقة للمطبعين لتوطيد العلاقات وإكمال بعض الصفقات ولغير المطبعين -في العلن- لإظهار تودد لرئيس الكيان، رغم أن هذه الحالة بشكل خاص تناقض شعارات قيس سعيد ضد التطبيع وضد الاستعمار والذين أبدى لكليهما التودد والبر.



ويضاف إليه نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الذي شارك بؤتمر فرعي ضمن مؤتمر المناخ إلى جوار وزيرة الطاقة الصهيونية في مخالفة للقانون الذي يجرم التطبيع ويعتبر الصهاينة عدوا.



ولكن دولا سبق ودخلت حظيرة التطبيع، شاركت وزيرة الطاقة في حكومة الاحتلال مثل؛ مصر والسلطة الفلسطينية والأردن وعمان فاقهم في الهرولة محمد بن زايد الذي التقي "هرتزوج" وناقش معه بحسب وكالة الأنباء الإماراتية وام "التطورات الإقليمية المختلفة"!



ويبدو أنه تصور خاطئ نبه له المحلل الجزائري أيمن سحنون، حيث رأى أنهم من الممكن أن يخجلوا "من يجب أن يخجل هم أولائك الحكّام الذين غابوا دون عذر عن القمّة العربية ثم وجدناهم مع رئيس الكيان في لقاء المناخ يضحكون حتى بانت أنيابهم ويعقدون الإتفاقيات في جو حميمي مقرف جاوز التطبيع التقليدي .. عيب لو كان لهم قطرة حياء على وجوههم".



وبحسب المراقبين، كأن مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ كان لبحث تلطيف أكثر لأجواء المناخ مع الاحتلال وزيادة مساحة التطبيع، فما من مسؤول عربي إلا والتقط صورة ابتسامة مع نظيره الإسرائيلي بعد لقاء دافئ أو مشارك في مؤتمر الطاقة فسقطت لاءات مؤتمر الخرطوم الشهيرة.

 

إلا أن الخيانة الأفدح هو رد فعل زعيم الانقلاب على ما كشفته صحيفة "هآرتس" الصهيونية قبل أشهر لقبر جماعي لعشرات من جنود الصاعقة المصريين قتلتهم الإسرائيليون في محيط القدس في حرب 67 ودشنت فوقه محطة  للسيارات، وتوقعوا أن يضغط السيسي لإعادة رفاة الشهداء، و لكن لم يحدث شيء، وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني د.صالح النعامي "ما حدث أن السيسي يساعد إسرائيل على تصدير الغاز العربي المنهوب إلى أوروبا".



الشكل العام للسيسي أن ينافس بن زايد على الأحط، فوقعت الإمارات أثناء المؤتمر والأردن مذكرة تفاهم لدفع خطط تنفيذ مشروع "الأزدهار" بحضور عبدالله بن زايد وزير خارجية (الكيان 2) وجون كيري المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ ووزير الخارجية السابق، وذلك لتنفيذ برنامج الكهرباء مقابل الماء وهو تكرار لاتفاق تم توقيع المرحلة الأولى منه عام 2021، برعاية الإمارات، حيث سيبيع الكيان الصهيوني المياه المحلاة للأردنيين وتشتري منهم الكهرباء.