بعد فضيحة النائب ببرلمان الانقلاب عمرو درويش، الذي تم طرده من أحد القاعات التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر قمة المناخ المقام حاليا في شرم الشيخ، أثناء مؤتمر سناء عبدالفتاح، قامت المخابرات بشن حملة عكسية لتجميل صورتها وكأن الصورة الاستبدادية، وعدم الاستماع للرأي الآخر، والذي تداولته المواقع العالمية، عن مسؤول مصري وعضو حقوق الإنسان في مجلس النواب، وهو يظهر بصورة غير تحضرية، يمكن أن يتم محوها عبر وقفة مأجورة.


وقامت المخابرات بتشغيل آلتها الإعلامية، عبر جلب بعض من المأجورين من تنسيقية شباب الأحزاب بالبرلمان المصري، لعمل وقفة احتجاجية أسمتها متضامنون مع عمرو درويش، ضد الإرهابي علاء عبدالفتاح، لكن انتابت سخرية كبيرة، فور انتشار صور وفيديوهات الوقفة تلك الوقفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وما زاد من السخرية، انتشار فيديو لمذيعة قناة "إكسترا نيوز"، آية عبد الرحمن، المقربة من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وقدمت عدة فعاليات شهيرة له، في أثناء تغطية فعاليات المؤتمر، وحوارها مع المشاركات في الوقفة، الذي فضح الترتيب المسبق لها، وارتباك إحدى المتضامنات، ووقوعها في الخطأ أكثر من مرة في اسم المتضامنين معه، والمتظاهرين ضده.


سخرية من تعامل النظام مع الواقعة


وكعادة الدولة القمعية فبدلا من الاعتذار عن صورة همجية من مسؤول بالدولة، اتجهت بكل غطرسة، مستأجرة بعض الشباب الذين تناسى بعضهم اسم الشخصية التي أتوا ليتضامنوا معهم، كما نسوا اسم الشخصية التي يهاجمونها، ليشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة سخرية واسعة على تعامل الدولة مع هذه الواقعة.


فسخر فارس المصري، قائلاً: "#فيديو_مسخرة_للتاريخ .. شوف حصرياً وبعينك كيفية الاستقواء بالمأجورين بوجبة وجاكيت و500 جنيه.. فيديو الوقفة احتجاجية لدعم ‎#عمرو_درويش، البنت مش عارفة ماسكة صورة مين وبتغلط في اسم علاء عبد الفتاح، وبتقول بندعم عمرو عفيفي بدل عمرو درويش!! دمتم مفضوحين".


وسخر مغردون من الزي الموحد الذي ارتدته المتضامنات، فغرد الحقوقي حسام بهجت: "مظاهرة عفوية أمام البوابة الرئيسية لمقر المؤتمر وتصادف ارتداء المتظاهرين نفس اليونيفورم تضامناً مع النائب المطرود عمرو درويش عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب".


وبينما تعجب سمير العركي من سوء إخراج الوقفة التضامنية قائلاً: "- أنت هنا ليه؟ - أنا ضد علاء .. اسمه إيه؟؟؟ ومع عمرو عفيفي - اسمه عمرو درويش .. إيه البؤس اللي ده؟ حتى المشهد المضروب مش عارفين تنفذوه!".


بداية الواقعة


بدأت الواقعة لحظة طرد النائب في البرلمان عمرو درويش، بعد هجومه على سناء سيف شقيقة علاء عبد الفتاح، خلال حديثها في مؤتمر صحفي على هامش قمة المناخ في شرم الشيخ، الثلاثاء، بشأن شقيقها الناشط المصري البريطاني المضرب عن الطعام في سجن وادي النطرون.


وخلال الجلسة، التي نظمتها مجموعة DCJ الناشطة في مجال العدالة المناخية، طالب النائب عمرو درويش بتوجيه سؤال لسيف، باللغة العربية بدلا من الإنكليزية.


ورفض درويش أن تترجم له سيف مفضلا إكمال حديثه باللغة العربية حيث قال: "أنتم أتيتم اليوم لكي تستدعوا دولا أجنبية على مصر وتهاجمون مصر وأنتِ تطالبين بعفو رئاسي عن سجين جنائي".


ونفى النائب إمكانية إطلاق سراح سجين جنائي بعفو رئاسي رغم إفراج النظام المصري عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بعفو رئاسي رغم أنه كان محكوما عليه بالسجن لمدة 15 عاما في قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم، وكذلك العفو الرئاسي عن الضابط السابق محسن السكري المتهم الأول في نفس القضية، وآخرين مثل رجل الأعمال صبري نخنوخ.


وعندما تمت مطالبة النائب بطرح سؤاله أكثر من مرة استطرد في حديثه قائلا: "هذا سجين جنائي لا يستحق عفوا رئاسيا، واستدعاء الغرب على مصر سيجعلنا جميعا أن نقف ضد أي شخص يستدعي.."، قبل أن تتم مقاطعته.


وفي وقت لاحق، طالب منظم الجلسة، قوات الأمن، بالسيطرة على الوضع وإيقاف "التشويش" الذي يسببه النائب المصري بعد وقوفه وسط حديث سيف واعتراضه على قولها بأنه من الواضح أنه مدفوع من السلطات المصرية.


تدخلت أنييس كالامار، أمينة منظمة العفو الدولية، التي تولت العديد من المناصب التي تتعلق بحقوق الإنسان في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للحديث مع النائب، قبل أن يحاول عناصر من الأمن، التابعون للأمم المتحدة، إخراج درويش من القاعة.


ورفض النائب في البداية إخراجه من القاعة وقال مخاطبا رجل الأمن، "لا تلمسني أنا نائب في البرلمان المصري وأنت على أرض مصرية"، قبل أن يتم إخراجه نهائيا.


والأربعاء، نظمت وقفة مؤيدة للنائب، ومنددة بطرده من جلسة شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح، لكن البعض سخر منها كون المشاركين فيها ارتدوا جميعهم ملابس موحدة.


الجدير ذكره أن درويش ارتبط بعلاقات جيدة مع فرع جهاز أمن الدولة السابق (الأمن الوطني حالياً) بمحافظة القليوبية، منذ أن كان أميناً لاتحاد طلاب جامعة بنها، والذي زكّاه في مرحلة لاحقة للانضمام إلى حزب "مستقبل وطن" الحائز للأغلبية في البرلمان، وشغل منصب أمين الحزب في القليوبية، وهو ما سهّل من مهمة انضمامه إلى تنسيقية شباب الأحزاب، ومنها إلى عضوية مجلس النواب الحالي على قوائم الحزب.